في ظل التحولات الإقليمية السريعة، يبرز العراق كلاعب محوري يتأثر بشكل مباشر بتباين المواقف بين السعودية والإمارات، حيث تتداخل المصالح السياسية والاقتصادية لتشكل مشهدًا معقدًا يؤثر على استقرار المنطقة بأكملها.
هذه التباينات، التي تبدو في ظاهرها اختلافًا في الأولويات أكثر منها قطيعة، تحمل في طياتها فرصًا وتحديات للعراق الذي يقع في قلب التوازنات الإقليمية.
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية السابقة، طالب اليساري، في تصريح لوكالة عراق أوبزيرفر، إن الخلاف بين العراق والسعودية والإمارات ليس قطيعة، بل اختلاف في المصالح وتباين في الأولويات ، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي يترك آثارًا غير مباشرة على العراق والمنطقة بشكل عام .
وأضاف اليساري أن التنافس الإقليمي بين الدول الخليجية يقلل من حدة موقفها تجاه العراق، ما يتيح لقوى أخرى التأثير في الساحة السياسية العراقية ، مؤكدًا أن المجال الاقتصادي والاستثماري يمثل محورًا مهمًا، حيث تظهر الإمارات والسعودية اهتمامًا واضحًا بالاستثمار ودعم الاقتصاد العراقي .
وأشار إلى أن هذه التباينات قد تربك المشهد الإقليمي وتؤثر على وحدة الموقف العربي، خاصة في ظل الملفات الساخنة مثل غزة ولبنان وسوريا ، مشددًا على أن استقرار المنطقة يتطلب توافقًا أكبر بين الأطراف العربية .
ورأى أن العراق يمكن أن يلعب دور الوسيط بعد استقرار العملية السياسية داخليًا ، متوقعًا تدخل دول عربية أخرى لتفادي أي صدام مباشر بين السعودية والإمارات، مع التحذير من احتمالات مفاجئة في ملفات حساسة مثل اليمن، التي ترتبط بالعراق بشكل غير مباشر .
في موقع حساس يتقاطع فيه أولويات القوى الإقليمية مع مصالحه الوطنية، ومع استمرار الحراك السياسي الداخلي، يظل الدور العراقي مرشحًا ليكون عنصر توازن ووساطة في معادلة إقليمية معقدة، في وقت تحتاج فيه المنطقة العربية إلى وحدة موقف أكثر من أي وقت مضى.
هذا المحتوى مقدم من عراق أوبزيرڤر
