أربيل (كوردستان 24)- بين طرقاتٍ استحالت إلى بركٍ من الوحل ومستنقعاتٍ تعيق الحركة، يبدأ مئات الطلاب في محافظة الديوانية رحلتهم اليومية الشاقة صوب مدارسهم. أقدامٌ صغيرة تغوص في الطين، تمضي بإصرارٍ بحثاً عن حقٍّ بسيط يُسمى "التعليم"، في ظل واقعٍ خدمي متردٍ يزيد من ثقل الحقائب المدرسية.
في هذه الأحياء، لا تُقاس المسافة إلى المدرسة بالأمتار، بل بحجم المعاناة وعمق الوحل الذي يتعين على الأطفال اجتيازه، وبمقدار الخطر الذي يتربص بهم عند كل خطوة.
المشاهد التي رصدتها كاميرا "كوردستان 24" تظهر اضطرار الأهالي لاستخدام وسائل نقل بديلة وبسيطة، أو السير في طرقات غير صالحة تماماً للاستخدام البشري، نتيجة غرق الأحياء بمياه الأمطار وغياب شبكات الصرف الصحي الفعالة.
مجلس محافظة الديوانية عزى تعثر مشاريع التأهيل في أغلب الأحياء إلى "تلكؤ المشاريع الوزارية"، محملاً حكومة بغداد المسؤولية الكاملة بسبب ما وصفه بـ "عدم الجدية" في التعامل مع ملفات المدينة المنكوبة خدمياً.
وفي تصريح سيف فيصل النائلي- نائب رئيس مجلس محافظة الديوانية، أكد أن الأمطار الأخيرة كشفت زيف البنى التحتية "الفاشلة" التي نفذتها شركات منذ أكثر من عشر سنوات.
مشيراً إلى أن تلك الشركات تتهرب من المسؤولية بحجة ارتباطها بـ "المركز" في بغداد وليس بالحكومة المحلية، مما يعقد إجراءات المحاسبة والإصلاح.
من جانبه، أجرى عباس الزاملي محافظ الديوانية جولة ميدانية برفقة كادر "كوردستان 24" في أحد الأحياء الأكثر تضرراً، حيث أقر بوجود عقبات وتحديات تواجه أعمال المجاري والماء والاتصالات.
معتبراً أن مياه الأمطار كانت عائقاً إضافياً أمام سير الأعمال.
وقدم المحافظ وعوداً بأن العام المقبل سيكون "نقطة تحول"، حيث ستشهد معظم أحياء المدينة حملة تأهيل شاملة تنهي هذه المعاناة، مؤكداً أن الموسم الشتوي القادم سيشهد وضعاً مختلفاً كلياً عما هو عليه الآن.
بين وعود المسؤولين وواقع الطرقات المظلم، يبقى طالب العلم في الديوانية هو الضحية الأكبر، منتظراً حلولاً حقيقية تنتشله من وسط الوحل وتضمن له طريقاً آمناً نحو مستقبله.
تقرير: حسن المياحي كوردستان 24 الديوانية
هذا المحتوى مقدم من كوردستان 24
