معركة التفاصيل - كتب أ. د. صلاح العبادي

قمّة فلوريدا كانت لقاء تجدّد وتجاوز البروتوكول، ليكون محطّة مفصليّة في رسم ملامح ما بعد حرب غزّة.

واشنطن دخلت القمّة بأجندة واضحة؛ وهي المضي في المرحلة الثانية من اتفاق غزّة، وفتح معبر رفح باتجاهين، وإطلاق عمليّة إعادة الإعمار وترتيب حكم انتقالي يمهّد لقوّة استقرار دوليّة، في المقابل نتنياهو وصل محاطًا بقيود داخلية؛ فلا مرحلة ثانية قبل نزع سلاح حماس، حاملًا خطّة بيده تقوم على الابقاء على المسار السياسي وتوسيع السيطرة الإسرائيليّة؛ لتشمل نحو خمسة وسبعين بالمئة من مساحة القطاع.

بين خريطة البيت الأبيض ومشروع نتنياهو اتسعت فجوة الأولويات واشتدّت معركة التفاصيل، فهل فرض نتنياهو مسار التهدئة أم نجحَ في رسم خريطة جديدة لغزّة؟

هذهِ القمّة جاءت بعد قمّة ميامي التي اجتمع فيها الوسطاء وأبلغوا الإدارة الأمريكيّة بمواقف دول الإقليم، وكذلك حماس ضمن المقاربة التي يجب أن تمضي بها ملفّات المرحلة الثانية؛ إن كان على صعيد نزع السّلاح أو الانسحاب الإسرائيلي أو قوّة الاستقرار الدوليّة، وغير ذلك من ملفّات كانت عالقة في مرحلة ما قبل قمّة فلوريدا.

ترامب أكّد خلال استقبال بنيامين نتنياهو على ضرورة اتمام اتفاق غزّة، آملًا الانتقال إلى المرحلة الثانيّة بشكّلٍ سريعٍ للغاية، وقال بأنّه بحث مع نتنياهو نزع سلاح حماس.

وبشأن إيران هدّد ترامب بالتحرك العسكري مجددًا، في حال حاولت طهران إعادة بناء مواقعها النوويّة مجدّدًا أو واصلت تطوير برنامجها الصّاروخي.

وفي الملف السّوري أمل ترامب أن يتفاهم نتنياهو مع دمشق، مشيرًا إلى أنّ "الشرع يقوم بعملٍ جيّد".

اللقاء عقد بتوقيت حرج للغاية، والصفقة إمّا أن تنتهي أو تنجح وتنتقل للمرحلة الثانية، وهو رهان ترامب في هذهِ المرحلة، في وقت يدور التساؤل حول من قادر على إقناع من؟!.

هذهِ المرحلة هي مرحلة الحصاد التي يريد ترامب أن يجعل منها حصادًا وأن يُحبِكَ فيها خيوط الإشكاليّات السياسيّة المعقّدة التي دخل إليها في الإقليم على المستويات كافّة.

من المؤكّد بأنّ غزّة ستذهب إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، لكنّ المشكلة في التفاصيل؛ إسرائيل تقول بأنّه وفي حال لم يتم نزع سلاح حماس، ستقوم بنزعه بذاتها. بينما ترامب يؤكّد بأنّ ذلك سيتم قريبًا وسريعًا، في وقت يحظى ترامب بمسايرة كل من يلتقيه من خلال الحديث عن الايجابيّات، لكنّ المشكلة دومًا تكمن في الغرق بالتفاصيل!.

مما لا شك به بأنّ هذا اللقاء كان في غاية الأهميّة، وهو متعلق في مصير نتنياهو الذي استنفذ فرص المنظومة القانونيّة الإسرائيليّة ومدى قدرة ترامب على لوي ذراعها، خصوصًا مع وجود مقاومة كبيرة في إسرائيل لهذهِ القضيّة، وخاصًّة وأنّ ذلك يحدث على الملأ.

أمّا القضيّة الثانية فهي متعلقة بإيران؛ إذ أن نتنياهو حاول جرَّ الولايات المتحدة للقيام بضربة عسكريّة ضد إيران.

يبدو من الواضح بأنّ ترامب ليس لديه خطّة طويلة الأمد لضرب إيران في هذهِ المرحلة التي تشهد مفاوضات إيرانيّة أمريكيةّ خلف الكواليس وعبر وسطاء، في وقت تبدي إيران مرونة بشكّلٍ كبير فيما يتعلّق بالعديد من القضايا التي يتم بحثها عبر وسطاء. كما أنّ التقدّم بهذا المسار هو موضع اهتمام الإدارة الأمريكيّة التي.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الرأي الأردنية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الرأي الأردنية

منذ ساعة
منذ 39 دقيقة
منذ 11 ساعة
منذ ساعة
منذ 18 دقيقة
منذ 3 ساعات
خبرني منذ 12 ساعة
رؤيا الإخباري منذ 3 ساعات
خبرني منذ 18 ساعة
خبرني منذ 44 دقيقة
قناة المملكة منذ 16 ساعة
رؤيا الإخباري منذ 4 ساعات
صحيفة الرأي الأردنية منذ 10 ساعات
خبرني منذ 14 ساعة