تحليل بقلم مصطفى سالم من شبكة CNN(CNN) -- خرج أصحاب المتاجر وتجار هذا الأسبوع إلى الشوارع في مدن إيرانية، مرددين شعارات مناهضة للنظام بسبب عجزهم عن دفع الإيجارات بعد أن انخفضت قيمة العملة إلى مستويات قياسية.وتُعدّ هذه الاحتجاجات الأكبر منذ الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في 2022 على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عامًا، أثناء احتجازها لدى الشرطة بعد اعتقالها بتهمة ارتداء الحجاب بـ"شكل غير لائق".ورغم محدودية هذه الاحتجاجات حتى الآن، إلا أنها تُشكّل فصلاً جديداً في تصاعد السخط الشعبي في إيران، في حين يستعيد الشعب بهدوء المساحات العامة والحريات الشخصية من خلال أعمال عصيان غير منسقة. ويبدو أن النظام الثيوقراطي الإسلامي - الذي لطالما عارض النفوذ الثقافي الغربي - يتجاهل العصيان المدني المتنامي ليركز على بقائه.ويقود هذه الاحتجاجات المرشد الإيراني علي خامنئي، البالغ من العمر 86 عامًا، والذي أمضى عقودًا في محاولة تحصين نظامه ضد التهديدات الداخلية والخارجية، ولكنه يواجه الآن استراتيجية فاشلة.تحديات داخلية وخارجية فعلى الصعيد الداخلي، يُظهر الشباب الإيراني المحبط تحديًا غير مسبوق للأعراف الإسلامية، وقد انخفضت قيمة العملة إلى مستويات قياسية، وتعاني المدن من نقص حاد في السيولة، وبدأت الاحتجاجات تندلع. أما خارج الحدود، فتواصل إسرائيل، عدوة إيران اللدودة، الضغط على الولايات المتحدة لحثها على اتخاذ مزيد من الإجراءات العسكرية ضد الجمهورية الإسلامية.في ظل محدودية الخيارات المتاحة، يتبنى خامنئي الآن سياسة التريث والحذر، متجنبًا اتخاذ قرارات مصيرية أو اتباع استراتيجيات جذرية رغم التحديات الداخلية المتزايدة.عواقب "وخيمة"وقال محمد علي شباني، رئيس تحرير موقع أمواج ميديا الإخباري، ومقره لندن، والمتخصص في شؤون إيران والعراق ودول شبه الجزيرة العربية، لشبكة CNN: "يشعر العديد من المراقبين بأن لا أحد يتخذ قرارات مصيرية، أو بالأحرى أن خامنئي لا يسمح باتخاذ أي قرارات حقيقية".وأضاف: "في الوقت الراهن، من المرجح أن ينطوي أي قرار قد يتخذه خامنئي على عواقب وخيمة، لذا يبدو أنه يتجنب اتخاذ أي قرار مصيري".وأفادت التقارير أن المرشد، أو "ولي الفقيه" - وهو لقب رفيع يمنح حامله السلطة المطلقة على جميع شؤون الدولة والشؤون الدينية - كان معزولاً عن العالم الخارجي ومحتجزاً في ملجأ تحت الأرض حفاظاً على سلامته خلال حرب استمرت 12 يوماً مع إسرائيل في يونيو/حزيران، وهو صراع فاجأ طهران رغم عقود من الاستعدادات.وخرج خامنئي من الصراع بجيش منهك، وبرنامج نووي متضرر بشدة، وشعب يفقد ثقته بسرعة في سياسات الزعيم الثوري الذي استمر 36 عاماً.وفي الأشهر اللاحقة، شهد الشعب الإيراني، الذي يعاني من ضائقة مالية، تزايداً في اختلال وظائف بلاده مع تفاقم الأزمات، وأدت انقطاعات التيار الكهربائي المتكررة، والتضخم القياسي، وارتفاع معدلات البطالة إلى شعور المواطنين بخيبة أمل من قيادتهم العاجزة.ويغطي الضباب سماء إيران بعد أن لجأت الحكومة، في محاولة يائسة للحفاظ على استمرار التيار الكهربائي هذا الشتاء، إلى استخدام وقود أرخص وأقل جودة، وهو أكثر تلويثاً من الغاز الطبيعي.وعانت 20 محافظة إيرانية هذا العام من أسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد منذ أكثر من 40 عامًا، وتفاقمت أزمة المياه بشكل حاد، لدرجة أن الرئيس مسعود بزشكيان اقترح صراحةً إجلاء سكان طهران لتخفيف الضغط الهائل على إمدادات المياه المتضائلة في العاصمة."معاناة" اقتصادية وعلى الصعيد الاقتصادي، تعاني البلاد من تضخم حاد.،فقد انخفض الريال إلى مستويات تاريخية هذا الشهر، مما أثار احتجاجات من قبل أصحاب المتاجر مع تزايد صعوبة الحصول على الضروريات الأساسية، وأدت سنوات من طباعة النقود بكثافة إلى انخفاض قيمة العملة بشكل كبير، حتى أن ميزانية الحكومة الأخيرة بلغت تريليونات الريالات.أما السياسة الخارجية.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من سي ان ان بالعربية
