في عرس علمي عربي بهيج، توَّج سموُّ الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر أعظمَ نتاجٍ معجمي عربي شهده هذا العصر، وهو معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، وذلك في يوم الاثنين 2 رجب 1447ه = 22/12/2025م. وقد كرَّم سموُّهُ المجلس العلمي للمعجم، والخبراء والباحثين والمحررين العاملين فيه.
هذا وقد وشارك في صنع المعجم والقيام عليه والنهوض به نحو خمسمئة باحث من علماء العربية والعارفين بها، واشتمل على مُدوَّنةٍ أربَتْ على المليار كلمة (1008.000.000)، تغطي ما يقارب عشرين قرنًا من الزمن (من القرن الخامس قبل الهجرة إلى عصرنا في القرن الخامس عشر الهجري) وهي مأخوذة من نحو عشرة آلاف مصدر (10.000) وبلغت مداخله المعجمية ثلاثمئة ألف مدخل (300.000). وبلغت جذورُها عشرة آلاف جذر (10.000).
وهو نتاج عملٍ دَؤُوبٍ استغرق ثلاثة عشر عامًا (2013 2025) وقام على مجلسه العلمي نخبةٌ من علماء العربية، مثَّلوا أقطار الوطن العربي من الخليج إلى المحيط، يرأسُه المعجمي المعروف أ.د. رمزي البًعْلَبَكِّي من لبنان، ومن مشاهير أعضائه: العلَّامة أ.د. الشاهد البوشيخي وأ.د. عبد القادر الفاسي الفهري، وأ.د. عبد العلي الودغيري من المغرب، وأ. د. عبد السلام المسدِّي من تونس، وأ.د. سهام الفريح من الكويت، وغيرهم من العلماء الأماثل الذين ملؤوا دنيا العربية فضلًا وعلمًا ونفعًا. وقد تشرَّفت بكوني واحدًا من هذه الكوكبة الخَيِّرة، ممثِّلًا لبلدي سورية.
والمعجم التاريخي مشروع نهضويٌّ عظيم، إنه مشروع أمَّة، بل هو ذاكرتها، وذاكرة كلماتها؛ إذ يرصُد تاريخ الكلمة العربية منذ ولادتها، ليتابع نشأتها وتطور دلالاتها ومعانيها عبر التاريخ، اعتمادًا على النصوص والشواهد والسياقات التي وردت فيها، وهو يردُّ الكلمات إلى أصولها تأثيلًا وتأصيلًا، وموازنةً ومقارنةً بنظائرها في اللغات السامية، وينصُّ على ما كان منها مصطلحًا علميًا، في الطب أو الهندسة أو الفيزياء أو الكيمياء... إلخ. وقد رفدته في ذلك خبرة نخبةٍ من المختصين بالمصطلح.
يختلف المعجم التاريخي عن أي معجم نعرفه باستخراجه ألفاظَه ومفرداته من نصوص اللغة أيًّا كانت: قرآنا أو حديثا أو شعرا أو نثرا أو خبرا أو مثلا أو حكمة أو موضوعًا علميًّا أو حوارًا أو قصةً أو مسرحيَّةً...إلخ فالأصل فيه هذه المدوَّنة التي اشتملت على.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الجريدة
