«الوطن» ترصد حصاد السياسة الدولية في 2025

شهد عام 2025 سلسلة من التحولات الجيوسياسية العميقة، شكّلت ملامح جديدة للمشهد الدولي، من تغييرات قيادية جذرية في القوى العظمى، إلى اندلاع مواجهات إقليمية غير مسبوقة، ومبادرات دبلوماسية مفاجئة غيّرت مسارات صراعات مستمرة منذ سنوات، في الوقت ذاته، شهد الشرق الأوسط خلال عام 2025 سلسلة من الأحداث المفصلية التي أعادت تشكيل المشهد السياسي والاقتصادي والأمني في المنطقة، بين تصعيد الأزمات، ومحاولات التهدئة، وتحولات في موازين القوى، إلى جانب تطورات اقتصادية ودبلوماسية كان لها أثر مباشر على دول المنطقة ومستقبلها.

وكانت المنطقة ساحة للأحداث الساخنة خلال عام 2025، مع العديد من التطورات التي شهدتها المنطقة، والتي من أبرزها إعلان أول لوقف إطلاق النار في غزة في 15 يناير، والذي استمر لمدة شهرين، قبل إعلان أحمد الشرع رئيساً جديداً لسوريا في يناير، ثم استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة في مارس، ومن ثم تشكيل حكومة انتقالية في سوريا في مارس بعد 23 وزيراً، ثم ضربات أمريكية متعددة على مواقع المتمردين الحوثيين باليمن، خلال فترة من مارس إلى مايو رداً على الاعتداءات الإرهابية الحوثية على الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

وأتت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودولة قطر لترسّخ عمق العلاقات الخليجية الأمريكية مع توقيع اتفاقيات استثمارية ضخمة. وفي تطور غير مسبوق، اندلعت حرب بين إسرائيل وإيران في يونيو استمرت نحو 12 يوماً، ثم جاء الاعتداء الإيراني على قطر ليشكل منعطفاً آخر في السياسة الدولية، مع الإدانات العربية والدولية والتأكيد على أمن الدوحة.

وشهد شهر سبتمبر فرض العقوبات الأممية على إيران بعد فشل المفاوضات الأوروبية مع طهران. ثم جاء التوصل إلى اتفاق جديد ثانٍ لوقف إطلاق النار في غزة وعقد قمة شرم الشيخ للسلام في مصر في 13 أكتوبر بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتأكيد إنهاء الحرب في القطاع.

عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض

مطلع يناير 2025، عاد دونالد ترامب إلى منصب رئيس الولايات المتحدة، ليصبح الرئيس السابع والأربعين في تاريخ البلاد، مُعلناً عن حقبة جديدة تحت شعاره الشهير "أمريكا أولاً". وفور تولّيه الرئاسة، أصدر سلسلة أوامر تنفيذية انعكست على السياسة الداخلية والخارجية معاً، بدأت بفرض رسوم جمركية جديدة على شركاء تجاريين كبار مثل الصين والاتحاد الأوروبي، مما أشعل موجة جديدة من الحرب التجارية. كما أطلق حملة ترحيل جماعي للمهاجرين غير النظاميين، بذريعة "حماية الأمن القومي"، وهو القرار الذي قوبل بانتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان وبعض المحاكم الفيدرالية، التي اعتبرته تشريعاً يُقوّض المؤسسات الديمقراطية.

تحوّل ألمانيا.. فريدريش ميرتس مستشاراً بعد صعود اليمين

في فبراير 2025، شهدت ألمانيا انتخابات مبكرة للبوندستاغ في ظل تفكك حكومة الائتلاف الثلاثي السابقة. وحقّق الاتحاد المسيحي الديمقراطي (CDU) بقيادة فريدريش ميرتس فوزاً كبيراً، بينما سجّل حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) تقدماً غير مسبوق، خاصة في الولايات الشرقية.

وفي مايو، تم تشكيل حكومة ائتلافية واسعة جمعت المحافظين مع الديمقراطيين الأحرار، وانتُخب ميرتس مستشاراً جديداً لألمانياً. وتميّزت سياسته المبكرة بالتشدّد في ملفات الهجرة، وزيادة الإنفاق الدفاعي، وتبنّي موقف أكثر براغماتية تجاه روسيا.

الحرب الروسية الأوكرانية.. جهود حثيثة للتوصل للسلام

شكّلت عودة دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، نقطة انطلاق جهود جدية تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا التي انطلقت بعد الغزو الروسي للبلاد في فبراير 2022. وترافقت الجهود مع رضا ترامب عن نظيره الروسي فلاديمير بوتين تارة وسخطه عليه تارة أخرى، في سلوك اعتمده أيضاً مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وفي فبراير، وبخ ترامب ونائبه جيه دي فانس الرئيس الأوكراني مباشرة أمام الإعلام في البيت الأبيض، واتهماه بإهانة الولايات المتحدة.

وجرت محادثات مباشرة بين الروس والأوكرانيين في إسطنبول وقمة بين ترامب وبوتين في ألاسكا، غير أن كل ذلك لم يسفر عن أي تقدّم باتجاه السلام. وفيما يواصل الكرملين رفضه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ويحافظ على مطالبه بتنازل أوكرانيا عن أراضٍ يحتلها، أعلنت واشنطن في أكتوبر عقوبات على قطاع النفط الروسي.

وفي نهاية نوفمبر، أُجريت مفاوضات دولية بناء على خطة أمريكية، اعتبرت كييف وحلفاؤها أن النسخة الأولية منها منحازة لموسكو. لكن مفاوضات بين الأمريكيين والأوروبيين منتصف ديسمبر أحرزت تقدّماً، بحسب الطرفين.

وعلى الصعيد الميداني، يواصل الجيش الروسي تقدمه في الشرق، بعدما تمكن في مارس من صد القوات الأوكرانية بشكل كامل في منطقة كورسك الروسية الحدودية. وضاعفت موسكو ضرباتها على منشآت للطاقة وشبكة سكك حديد في أوكرانيا، بينما استهدفت كييف منشآت نفطية في روسيا.

تفاقم الأزمة في السودان

في السودان، استمر الصراع الدامي بين الجيش وقوات الدعم السريع طوال عام 2025، مع تصاعد حدة المعارك في دارفور والخرطوم. وفي أكتوبر، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور. وبحلول نهاية العام، تشرّد أكثر من 8 ملايين سوداني داخلياً وخارجياً، بينما واجهت وكالات الإغاثة صعوبات جمة في إيصال المساعدات بسبب القتال العشوائي وانهيار البنية التحتية. وقد وصفت الأمم المتحدة الحرب في السودان بـ"حرب الفظائع".

شرارة كشمير تهدّد جنوب آسيا

في أبريل 2025، أدّى هجوم مسلح في منطقة كشمير المتنازع عليها إلى مقتل عشرات الجنود الهنود، ما دفع الهند إلى شنّ عملية عسكرية داخل الأراضي الباكستانية في 7 مايو. ووصفت إسلام آباد التصعيد بأنه "إعلان حرب"، وردّت بحشدها العسكري على طول خط السيطرة. ورغم جهود الوساطة من الصين والولايات المتحدة، كادت المنطقة أن تندلع في حرب شاملة، خاصةً مع التلويح الضمني باستخدام أسلحة نووية. وانتهى التصعيد باتفاق هشّ على وقف إطلاق النار في يوليو، لكن التوترات ظلت كامنة.

حصاد جولة ترامب التاريخية في الخليج العربي.. تعهدات تريليونيـة وصفقات بمئات المليـارات

اختتم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارته إلى ثلاث دول في الخليج العربي يوم الجمعة 16 مايو 2025، والتي امتدت لفترة 4 أيام، وأسفرت عن تعهدات بصفقات استثمارية تصل في مجموعها من الدول الثلاث إلى نحو 3.2 تريليون دولار -قد تصل إلى 3.6 تريليون- والمرتقب ضخها خلال السنوات المقبلة.

بدأ ترامب الجولة بزيارة السعودية، والتي عقد فيها لقاءً مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي ووقعت اتفاقيات بأكثر من 300 مليار دولار وحضر منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، كما زار مدينة الدرعية، وحضر القمة الأمريكية الخليجية، وعقد لقاءً مع الرئيس السوري أحمد الشرع. انتقل ترامب بعدها إلى قطر، حيث عقد جلسة مباحثات مع صاحب السمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، ثم شهد توقيع العديد من الصفقات التي فاقت 240 مليار دولار، وزار قاعدة العديد في قطر صباح الخميس. غادر ترامب الدوحة إلى الإمارات وعقد مباحثات مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وزار مسجد الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، وفي قصر الوطن بالعاصمة تم الإعلان عن صفقات تتجاوز 200 مليار دولار، وقبل مغادرته إلى واشنطن حضر ترامب منتدى أعمال إماراتي أمريكي، وزار بيت العائلة الإبراهيمية.

وتعهّدت السعودية بضخ 600 مليار دولار خلال فترة أربع سنوات في فرص شراكة مع الولايات المتحدة، بينما كشف البيت الأبيض عن التزام قطر بتعزيز التبادل الاقتصادي بقيمة 1.2 تريليون دولار، في حين أكدت الإمارات التزامها باستثمارات تبلغ قيمتها 1.4 تريليون دولار خلال السنوات العشر المقبلة.

أول بابا أمريكي في تاريخ الفاتيكان

في مايو 2025، انتُخب الكاردينال الأمريكي روبرت فرانسيس بريفوست (ليو الرابع عشر) بابا للكنيسة الكاثوليكية، ليكون الأول من خارج أوروبا منذ القرن السادس عشر، والأول من الأمريكيتين. ويُعرف بريفوست بانفتاحه على القضايا الاجتماعية، وحرصه على الإصلاح الإداري داخل الكرسي الرسولي. وركزت رسالته الأولى على "الوحدة في زمن الانقسام"، داعياً إلى حوار بين الأديان وحماية المهاجرين والضعفاء.

رفع العقوبات عن سوريا.. انعطافة جيوسياسية كبرى

في مايو 2025، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي في الرياض رفع جميع العقوبات الأمريكية عن «الحكومة الانتقالية السورية»، مشيراً إلى أن نظام بشار الأسد قد سقط فعلياً في ديسمبر 2024 بعد سلسلة انتفاضات داخلية وتدخلات إقليمية. وفتح القرار الباب أمام استثمارات غربية وعربية ضخمة، في محاولة لإعادة إعمار ما دمّره أكثر من عقد من الحرب. واعتبر محللون القرار جزءاً من استراتيجية أمريكية جديدة لإعادة ترتيب التحالفات في المشرق العربي.

وفي نوفمبر، زار الشرع الولايات المتحدة، وكانت أول زيارة لرئيس سوري إلى واشنطن منذ استقلال سوريا عام 1946، حيث التقى بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض لمناقشة ملفات العلاقات الثنائية، العقوبات، وإعادة دمج سوريا في المجتمع الدولي.

تصعيد غير مسبوق.. تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران

في يونيو 2025، نفّذت إسرائيل سلسلة غارات جوية غير مسبوقة على مواقع عسكرية واستراتيجية داخل الأراضي الإيرانية، استمرت قرابة 12 يوماً، واستهدفت منشآت نووية وقواعد صواريخ في إصفهان وشيراز وأصفهان. وشاركت الولايات المتحدة بشكل مباشر في بعض الضربات، مستندة إلى «تحالف دفاعي طارئ» ضد «التهديد النووي الإيراني». ولم يعلن عن الخسائر بدقة، لكن المصادر الإيرانية تحدثت عن تدمير جزئي لمنشأة نطنز، بينما أكدت طهران أنها ستردّ «في الوقت والمكان المناسبين».

وأعلنت إيران مقتل عدد من كبار القادة وعلماء نوويين في قصف إسرائيلي، استهدف منشآت نووية إيرانية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين لمنع طهران من تطوير سلاح نووي.

بدورها ردت إيران على الهجوم الإسرائيلي وسط توسع رقعة العمليات العسكرية من الطرفين وارتفاع غير مسبوق في عدد الضحايا، في صراع هدد الاستقرار الإقليمي وأثار قلقاً دولياً متزايداً.

إدانات عربية ودولية للاعتداء الإيراني على قطر

أدانت دول عربية وغربية الهجوم الإيراني على قطر. وأدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية «بأشد عبارات الإدانة والاستنكار» الهجوم الصاروخي الذي قامت به إيران ضد أراضي دولة قطر.

وأكد بيان للأمين العام للمجلس جاسم محمد البديوي أن «هذا الاعتداء يُعد انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة قطر، ومساساً مباشراً بأمن دول المجلس كافة». واعتبر البيان الهجوم الإيراني «خرقاً لجميع الأعراف والمعاهدات والقوانين الدولية والأممية».

لبنان في 2025.. حكومة جديدة ونزع سلاح «حزب الله» يتصدّران المشهد

دخل لبنان عام 2025 مثقلاً بالأزمات، ورغم تقدّمه خطوة إلى الأمام تحت ضغط الوقائع، ظلّت حركته مقيّدة بانهيار اقتصادي ومالي لم تُعالَج جذوره بعد، وباستقرار أمني هش بقي.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن البحرينية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الوطن البحرينية

منذ ساعتين
منذ 15 دقيقة
منذ 58 دقيقة
منذ ساعتين
منذ ساعة
منذ ساعة
صحيفة الوطن البحرينية منذ 16 ساعة
صحيفة الأيام البحرينية منذ ساعة
صحيفة الوطن البحرينية منذ 13 ساعة
صحيفة الأيام البحرينية منذ 4 ساعات
صحيفة البلاد البحرينية منذ 8 ساعات
صحيفة الأيام البحرينية منذ 19 ساعة
صحيفة الأيام البحرينية منذ 3 ساعات
صحيفة البلاد البحرينية منذ 16 ساعة