رفح تحت الحصار.. وإسرائيل تدفع نحو وضع حدودي غير مسبوق مع مصر

مع استمرار العمليات الجوية تزامنًا مع تهديدات إسرائيلية بتوسيع العمليات العسكرية لتشمل معظم أنحاء غزة. يبدو أنّ التصعيد العسكري الإسرائيلي قد يمتدّ لمراحل جديدة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته أكملت تطويق مدينة رفح والسيطرة على محور "موراغ" جنوب قطاع غزة بالكامل لتتولى الفرقة 36 السيطرة على ممر "موراغ" بينما تواصل فرقة غزة تمركزها على ممر "فيلادلفيا" الذي يفصل ما بين مصر وقطاع غزة.

إنشاء منطقة عازلةوتُشير التقارير إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يُخطط لإنشاء منطقة عازلة تمتد من الحدود المصرية وصولا إلى مشارف خان يونس تشمل مدينة رفح بالكامل وقد قامت القوات الهندسية التابعة للجيش الإسرائيلي بفتح طريق طولي على طول الممر.

وبحسب صحيفة "هآرتس" فإن توسيع المنطقة العازلة إلى هذا الحد يحمل تداعيات كبيرة فهي لا تغطي مساحات شاسعة تبلغ نحو 75 كليومترًا فحسب بل إنّ فصلها سيحوّل غزة فعليًا إلى جيب خاضع للسيطرة الإسرائيلية ويعزلها عن الحدود المصرية.

وفي الوقت الذي لم تقبل مصر بتواجد القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا تُطرح الآن تساؤلات عن موقفها إزاء تعزيز إسرائيل تواجدها على الحدود المصرية بإنشاء منطقة عازلة جديدة.

وتأتي هذه التطورات بعد تقارير إسرائيلية كشفت عن مخاوف من التعزيزات العسكرية المصرية غير المسبوقة في سيناء، مشيرة إلى أنّ القاهرة أرسلت دبابات إلى منطقة حدودية في ظل مخاوف من محاولات إسرائيلية لتهجير أعداد كبيرة من الفلسطينيين من غزة إلى الأراضي المصرية.

وتعد هذه التطورات جزءا من إستراتيجية إسرائيلية تهدف إلى عزل غزة بالكامل عن محيطها الإقليمي وهو ما يهدد بتصعيد إقليمي على كافة الأصعدة، وفق محللون.مصر لا تتعامل بـ"القطعة"

في التفاصيل قال المستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، الدكتور جمال عبد الجواد، إنّ مصر لا تتعامل مع التطورات في غزة بـ"القطعة" ولكنها تنظر للموقف ككل وتضعه في إطار العلاقات مع إسرائيل في إطاره الأشمل.

وأضاف خلال مقابلة له مع برنامج "المشهد الليلة" الذي تقدمه الإعلامية آسيا هشام عبر قناة "المشهد" أنّ هناك أولوية بالنسبة للقاهرة وهو الحفاظ على مُعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وعدم تعريضها للخطر خصوصًا بعد مرور أكثر من 40 عاما على هذا الاتفاق.

وأشار عبد الجواد إلى أن البلدين استطاعا أن يتجاوزا الكثير من التحديات منذ توقيع الاتفاق عبر الحوار المباشر بين الطرفين ولديهما قدرة على تفهّم احتياجات كل طرف.

وأكد أنّ الطرفين لديهما رغبة في الحفاظ على قنوات الحوار المفتوحة لتفهم ما يجري على الحدود وتجنب تدهور الموقف، لافتا إلى أنّ الاتهامات الإسرائيلية لمصر بوجود حشود عسكرية كانت تمهيدًا لاتخاذ خطوات إضافية في قطاع غزة وخلق مساحات عازلة جديدة في مدينة رفح.

وقال إنّ هذه الإجراءات من الناحية السياسية تضع غزة ضمن المسؤولية الإسرائيلية وهو أمر ترفضه تل أبيب، مبيّنا أن القاهرة ترى أنّ هذا وضع غير مستدام وعلينا تجاوز المرحلة الحالية.

وأوضح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة لم تخرق اتفاقية السلام بين البلدين لأن اتفاق السلام كان ينص على الحدود الإسرائيلية المصرية وليس الحدود بين مصر والأراضي الفلسطينية وقطاع غزة جزء من الأراضي الفلسطينية.

وأشار إلى أنّ الحدود مع غزة تحكمها اتفاقية أخرى وهي اتفاق المعابر الذي تم توقيعه في العام 2005 وما تقوم به إسرائيل حاليا هو انتهاك لهذا الاتفاق الذي تم بمشاركة السلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى مصر وإسرائيل وهو ما تسبب في التوتر بين البلدين.

الضغط على "حماس"؟

من جانبه، قال المحلل السياسي الإسرائيلي، مندي صفدي إنّ إسرائيل تهدف من توسيع عملياتها العسكرية في قطاع غزة إلى استعادة الأسرى المحتجزين لدى "حماس"، لافتا إلى أن هذه الخطوات لا تهدف إلى وضع ترتيبات أمنية خشية من التهديدات على الرغم من تواجدها.

وأضاف في مقابلة مع قناة "المشهد" أنّ عملية فصل مدينة رفح عن خان يونس، تهدف في الأساس إلى الضغط على "حماس" للإفراج عن الأسرى.

واستبعد المحلل الإسرائيلي أي تصعيد بين مصر وإسرائيل على خلفية التطورات الأخيرة، لافتا إلى أن البلدين لديهما الكثير من الملفات المشتركة واتفاق سلام وتل أبيب والقاهرة حريصتان على استمرار هذا الاتفاق.

وأكد صفدي أنّ الحوار المباشر بين إسرائيل ومصر كفيل بحل جميع النقاط الخلافية بين البلدين، لحرصهما على استمرار اتفاق السلام وعدم تصعيد الأمور.(المشهد)۔


هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة المشهد

منذ ساعتين
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 3 ساعات
سكاي نيوز عربية منذ 8 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 7 ساعات
قناة العربية منذ 14 ساعة
سكاي نيوز عربية منذ 9 ساعات
قناة العربية منذ ساعتين
سكاي نيوز عربية منذ 4 ساعات
سكاي نيوز عربية منذ 7 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 17 ساعة