مقال بسمة السيوفي : صنع في السعودية...

كنا وأصبحنا، والحمد لله على ما وصلنا إليه. بالأمس اعتمدنا على الخارج لتأمين غذائنا ومنتجاتنا، واليوم ننتج فائضا من السلع الأساسية ونصدرها بثقة. ازداد عدد المصانع، وتوسعت الشركات الوطنية، وخاض المنتج المحلي رحلة كفاح طويلة حتى كسب ثقة المستهلك، فصار الشعور بالاعتزاز عند رؤية شعار «صنع في السعودية» على منتج صنع محليا، لحظة طبيعية للفخر والاطمئنان.

مع هذا التحول، تنوعت الخيارات وتعددت العلامات التجارية، ونمت الصناعة لتشمل قطاعات تقليدية وحديثة، وهو ما أسهم في رفع إنتاج السلع الأساسية وتحقيق فائض يصدر إلى الخارج. وبرغم استمرار استيراد سلع استراتيجية مثل القمح والأرز، شارك التصنيع المحلي في تعزيز الأمن الغذائي وترسيخ ولاء المستهلك، حتى غدا المنتج الوطني خيارا أولا ودليلا على قدرة الإنتاج والمنافسة. واليوم يتجاوز السؤال ما ننتج إلى معنى ما ننتجه؛ ففي عالم متقلب، تتحول الصناعة المحلية إلى فعل سيادي يعزز الاستقلال الاقتصادي. فماذا يعني أن تصنع البلدان احتياجاتها بيديها؟ وأي صورة للمستقبل نختار حين يتحول الإنتاج إلى هوية للأوطان؟

أطلق برنامج «صنع في السعودية» في مارس 2021 ليصبح وعدا بالجودة وفخرا بالهوية للمنتجات المحلية. انضم إليه آلاف الشركات ونحو 19 ألف منتج تصدر إلى أكثر من 180 دولة. واكب ذلك دعم حكومي للابتكار والتوسع الصناعي وفق أهداف رؤية 2030. غير أن هذا التحول حمل معه كلفة حقيقية، في التمويل، والتأهيل، والالتزام البيئي، وتأقلم السوق، وهي كلفة ضرورية لأي اقتصاد يختار أن يصنع مستقبله بيديه.

وتجسدت معاني الصناعة الوطنية في عدة نماذج لشركات سعودية حققت نجاحات باهرة، وأسهمت في تعزيز صورة المملكة في السوق المحلي والإقليمي. فهناك منتجات نعيش معها كل يوم دون أن نلتفت طويلا إلى الحكاية الصناعية التي تقف خلفها، ولعل أبرز هذه النماذج «البيك»، الذي أصبح جزءا من الذاكرة الغذائية السعودية. بدأ مطعما متواضعا في جدة عام 1974، ثم شق طريقه بثبات حتى غدا علامة وطنية ناجحة تضم أكثر من 152 فرعا داخل المملكة وخارجها، مع حضور في دول خليجية وخطط لتوسعات عالمية، في تأكيد واضح على أن الجودة التي تقدمها شركة البيك للأنظمة الغذائية تقترن بهوية محلية صادقة، قادرة على بناء علامات تجارية وطنية تنافس دوليا.

هناك أيضا المجموعة الوطنية للاستزراع المائي «نقوا»، التي قد لا يعرفها كثيرون بالاسم، لكنها تقف بهدوء خلف منتجات بحرية تصل إلى موائد السعوديين، إذ أستخدم شخصيا منتجاتها المتميزة وتصلنا للمنزل عبر التطبيق المخصص للشركة. وقد انطلقت الشركة كمشروع بحثي في ثمانينيات القرن الماضي.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة مكة

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة مكة

منذ 7 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 4 ساعات
أخبار 24 منذ 3 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 6 ساعات
اليوم - السعودية منذ 7 ساعات
صحيفة عكاظ منذ 3 ساعات
صحيفة عاجل منذ 5 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 7 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 6 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 7 ساعات