جدة كما يراها الزائرون.. أصالة لا تغيب وحداثة بلا ضجيج

ليست جدة مجرد محطة عبور جوية أو مدينة ساحلية على البحر الأحمر، بل هي تجربة تتكشف ببطء لمن يزورها مرارًا، وتمنح نفسها بسخاء لمن يملك الوقت ليتأمل تفاصيلها. في هذه المدينة التي عبر منها الحجاج قبل ما يقارب أربعة عشر قرنًا، تختلط رائحة التاريخ بصوت الموج، وتتماهى الأزقة القديمة مع المقاهي الحديثة، في مشهد يعكس تحوّلًا عميقًا تشهده المملكة دون أن تتخلى عن جذورها.

بالنسبة للزائر المتكرر، تبدو جدة كمدينة تتعلم كيف تعيد تقديم نفسها للعالم. فبين عمران حديث، ونهضة سياحية متسارعة، واهتمام متزايد بالتراث، تنجح جدة في خلق توازن نادر بين الأصالة والانفتاح، يجعلها مختلفة عن أي مدينة أخرى في الخليج.

الوصول.. مدينة تستقبل زوارها بهدوء الصباح يبدأ التعرف على جدة من لحظة الوصول. الرحلة الجوية الطويلة التي تعبر مدن المتوسط ووادي النيل قبل أن تحط على ضفاف البحر الأحمر، تمنح الزائر إحساسًا بالانتقال بين عوالم متعددة. مع شروق الشمس، تبدو جدة هادئة، بلونها الرملي الدافئ الممتد حتى التلال التي تحتضن مكة المكرمة على بعد عشرات الكيلومترات.

في الفندق، لا يحتاج الزائر سوى ساعات قليلة من الراحة قبل أن تبدأ المدينة في استدعائه للخروج. من خلف النوافذ الواسعة، يظهر الامتداد العمراني لجدة، مدينة كبيرة لكنها لا تضج بالصخب، وكأنها تفضّل أن تُكتشف على مهل.

القهوة.. طقس عربي بوجه عصري لا يمكن فهم جدة دون المرور على ثقافة القهوة فيها. فالقهوة العربية، أو «القهوة»، ليست مجرد مشروب، بل طقس اجتماعي متجذر في الذاكرة المحلية. من الدلة التقليدية والتمر، إلى المقاهي الحديثة التي أعادت صياغة هذا التراث بلغة معاصرة، تحضر القهوة كجسر بين الماضي والحاضر.

في أحياء جدة الحديثة، تنتشر مقاهي ذات تصميمات بسيطة وأنيقة، تستقطب شبابًا وشابات، رجال أعمال، وطلابًا، يجتمعون حول فناجين القهوة وأجهزة الحاسوب. هنا، تتحول القهوة إلى مساحة لقاء وحوار، وإلى جزء من المشهد الحضري الجديد للمدينة.

«البلد».. قلب جدة التاريخي النابض في قلب المدينة القديمة، المعروفة باسم «البلد»، يتغير الإيقاع كليًا. الأزقة الضيقة، البيوت متعددة الطوابق، والمشربيات الخشبية (الرواشين) تروي قصة مدينة نشأت من خدمة الحجيج، وتوسعت مع ازدهار التجارة عبر البحر الأحمر.

اختيار جدة كميناء لمكة منذ القرن السابع الميلادي لم يكن مجرد قرار جغرافي، بل لحظة تأسيسية صاغت هوية المدينة. ومع أن الأسوار القديمة أزيلت في منتصف القرن العشرين، فإن روح «البلد» بقيت حيّة، محفوظة في عمرانها وأسواقها ومساجدها.

ذاكرة المكان.. حكايات لا.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوئام

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الوئام

منذ 7 ساعات
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ 5 ساعات
منذ ساعتين
أخبار 24 منذ 3 ساعات
صحيفة عاجل منذ 11 ساعة
صحيفة سبق منذ 5 ساعات
صحيفة سبق منذ 8 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 7 ساعات
صحيفة عكاظ منذ 7 ساعات
صحيفة سبق منذ 6 ساعات
اليوم - السعودية منذ 7 ساعات