قرار الدولة القوية لا يُطرح للاعتراض، ولا يُفتح للنقاش، ولا يُدار بمنطق الأخذ والرد. هو قرار يُتخذ ثم يُنفَّذ فورًا، لأن مصدره سيادة مكتملة، ولأن شرعيته لا تحتاج إلى تبرير. هذا هو الفارق الجوهري بين دولة تمتلك قرارها، وأخرى تبحث عن اعتراف به.
الدبلوماسية الرصينة ليست خطابًا ناعمًا، ولا محاولة لكسب الوقت، بل أسلوب دولة تعرف أن قوتها لا تُقاس بدرجة الانفعال، بل بقدرتها على فرض احترام قراراتها دون ضجيج. فحين تختار الدولة الاتزان في خطابها، فهي لا تؤجل الحسم، بل تُحكم توقيته. الصمت هنا ليس تراجعًا، بل مرحلة محسوبة تسبق الفعل.
الحزم في هذا النهج ليس خيارًا أوليًا، لكنه حاضر دائمًا بوصفه الحل الأخير. هو قرار سيادي يُستخدم عندما تفشل اللغة السياسية في حماية الأمن، وعندما يتحول الصبر إلى تهديد مباشر لمصالح الدولة وسلامة مواطنيها. وعند هذه النقطة، لا يعود الحزم رسالة، بل ممارسة واقعية تفرض نفسها على الجميع.
الدول التي تتبع هذا النهج لا تفاوض على سيادتها، ولا تسمح بتطبيع التجاوزات تحت أي ذريعة. فهي تمنح الفرص بقدر ما يخدم الاستقرار، لكنها لا تُبقيها مفتوحة بلا.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن السعودية
