- عادات وتقاليد وتاريخ الشراكسة
- أهل العروس لا يحضرون حفل زفاف ابنتهم
- النساء يرضعن جميع الأطفال لربط الجيرة
- المؤذن وإشارة الموت
- مشاهير الفن في مصر من أصول شركسية
كثير مِنّا يسمع عن الشراكس، ولكن قلة هم من يعرفون المعلومات الكافية عن هذه القومية، مع أنّهم موجودون في المنطقة، وتعدادهم في بلاد الشام لوحدها يقدر بمئات الآلاف، فمَن هم الشركس؟ ما هو موطنهم؟ ومن أين أتوا؟ ما تاريخهم؟ ما عاداتهم؟ ما عقائدهم؟
أصل الشراكس
مصطلح شركس أطلقه اليونانيون على مجموعة من شعوب القوقاز مثل: الأديغة والأبخاز والأوبيخ والشيشان والداغستان، أمّا هم فيسمون أنفسهم (أديغة)، ويسكنون أرض القوقاز بين البحر الأسود وبحر قزوين التي تتميز بسلسلة جبال ضخمة، ومناخ قاسي، وبيئة ذات طبيعة جبلية صعبة تربى وترعرع أهلها على تحمل المشاق والصعاب.
يتميز الشركسي بالمهارة والفروسية واللباس الأنيق، وبالروح المعنوية التي لا تنكسر ولا تنحني، ولا تموت هذه الروح التي جعلت البطل ريدادًا يضحي بنفسه لأجل شعبه، وهي التي جعلت فرسان الشركس في شمال القوقاز ينتفضون على إهانة خان القرم، ويبيدون الاحتلال التتري في معركة قنجال زاوة.
عانت تلك الشعوب من ويلات الحرب مع روسيا القيصرية لمدة 100 عام، واحتلت أراضيهم للاستفادة من طيباتها، وطردتهم منها، وأجبرتهم على الهجرة إلى مصر وسوريا والأردن والعراق بالاتفاق مع الدولة العثمانية، ومات الآلاف بسبب الجوع والمرض والعذاب والمعاناة.
ولا ينسى الشراكس يوم 21 مايو 1864، ويطلقون عليه يوم الحداد الشركسي حزنًا وتخليدًا لجميع ضحايا المجازر وحرب الإبادة الجماعية لهم على يد روسيا.
اندمج الشراكسة في المجتمعات التي هُجِّروا إليها اندماجًا كبيرًا، ولهم دور كبير في تاريخ هذه البلدان وبنائِها، إلّا أنّهم حافظوا على هويتهم العرقية الخاصة ولغتهم وعاداتهم القبائلية، وزيهم التقليدي وتراثهم الأصيل.
للشراكسة مقابر خاصة بهم ومراكز ثقافية تعلّمُ أبناءَهم اللغة الشركسية، ومساجد وبازارات وجمعيات خيرية ومدراس ومعاهد جميعها يكتب عليها لوحات بالأحرف الشركسية، ويرفع عليها العلم الشركسي.
ماذا يميزهم
عادةً يرتدي الرجال الشركس من كبار السن قبعةً صوفيةً دائريةً سوداء يسمى (القلبق)، وترتدي المرأة لباسًا يغطي كافة جسدها، ولديهم عَلَم خاص أخضر اللون ورسم عليه 3 رماح هي عدد الأسهم التي كان يحملها الفارس الشركسي أثناء السلم، وهي كناية عن السلم، و12 نجمةً ذهبيةً لترمز إلى عدد القبائل الشركسية.
تميل أشكالهم إلى الملامح الروسية فهم ذوي بشرة بيضاء اللون، وقد تجد نسبةً كبيرةً منهم بعيون ملونة وشعر أشقر، وغالبًا لا يتزوجون إلّا من بعضهم البعض.
الدين
يدين أغلبهم بالدين الإسلامي، وهناك من يدينون بالمسيحية، وقد دخل الإسلام إلى بلاد القوقاز في عهد الدولة العثمانية في القرن الثالث عشر، كما يتبعون الأديغة خابزة وهي الأنظمة والمبادئ الرئيسية والخطوط العريضة لمجموعة القوانين (غير المكتوبة)، والضوابط التي تنظّم قواعدهم الحياتية، فقد كان الشراكسة يرددون عبارة (لا يوجد شيء إلّا وله نظام وقانون) أي خابزة، أي أنّهم وضعوا قاعدةً لكل ما له علاقة بحياتهم التي لها خصوصية قدر ما استطاعوا وفق الزمان والمكان الذي كانوا يعيشونه، ومن الملاحظ عندهم أنّ الأديغة خابزة كانت ثابتةً تقريبًا لأزمان كثيرة، ويتمسكون بها بقوة، ويعملون على أنّها لا تتغير إلّا ببطء شديد وعلى مراحل متباعدة تاريخيًا.
العادات والتقاليد
يقدس الشركس ثلاثة أشياء: الأخلاق والقوة والوطن، فهم يقولون أنّ الإنسان منهم إن فقدَ أخلاقه فقَدَ قوته، وإن فقدَ قوته فقد وطنه. أخلاقهم كانت هي مصدر قوتهم منذ آلاف السنين أمام الغزاة والمستعمرين.
من بعض العادات الجميلة أن تقوم النساء المرضعات بإرضاع جميع الأطفال لربط الجيرة بصلة القرب، مما يجعل القرية كعائلة واحدة، وعند الزواج يناسب من القرى المجاورة، حيث أنّهم لا يحبون زواج الأقارب، ويستهزئون ممن يفعل ذلك.
عند الزواج لا يحضر أهل العروس إلى زفاف ابنتهم.
لا يوجد تعدد زوجات إلّا إذا استدعى الأمر لذلك كعدم قدرة الزوجة على الإنجاب، أو مرضها فتبحث هي بنفسها عن زوجه ثانية لزوجها لتسد مكانها.
لا يفضل الطلاق بين الشراكسة، ويعتبرونه قلة رجولة، ونقص في العقل، ويتم احتقار الرجل الذي طلق زوجته، وكذلك المطُلقة التي تفضل رجل آخر غير زوجها.
كما يبتعد الوالد عن الأطفال في صغرهم، ويتربى الأطفال ويترعرعون في حجور أمهاتهم، حيث أنّهم يعتقدون أنّ العاطفة والرجولة لا يجتمعان.
أيضًا عند سماع المؤذن يصلي على النبي محمد أكثر من مرة، فهذه إشارة إلى أنّ أحدهم قد توفي، فيسارعون بالذهاب إلى المقابر للمساعدة في الدفن.
فيما يتعلق باحترام الكبير، فمن المعيب التدخين أمام الأكبر سنًا، ولا يجب إعطاء ظهرك للمسن نهائيًا، أمّا عند المصافحة فتصافحه بكلتا.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من بوابة أخبار اليوم




