النظريات المحيطة بالهاتف المحمول وسرطان المخ تثير العلاقة المحتملة بين استخدام الهاتف المحمول وخطر الإصابة بسرطان المخ جدلاً واسعًا في الأوساط العلمية والطبية. في هذا المقال، سنستعرض أدلة الدراسات المختلفة وآراء العلماء حول هذه القضية.

الأبحاث العلمية الحالية أجريت العديد من الدراسات العالمية لتقييم تأثير الإشعاع الناتج عن الهواتف المحمولة على صحة الإنسان، وخاصة فيما يتعلق بسرطان المخ. بعض الدراسات أشارت إلى وجود ارتباط طفيف بين الاستخدام طويل المدى للهاتف المحمول وزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل الأورام الدبقية.

دراسة من جامعة السويد نشرت في عام 2014 أشارت إلى أن استخدام الهواتف المحمولة لأكثر من 10 سنوات قد يزيد من خطر الإصابة بالورم الدبقي بنسبة تصل إلى 30%.

بالمقابل، دراسة موسعة من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) صنفت الإشعاع الصادر عن الهواتف المحمولة كعامل محتمل للإصابة بالسرطان من الفئة 2B .

دراسة أخرى أجرتها المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة الأمريكية لم تجد دلائل قاطعة على وجود ارتباط بين استخدام الهاتف المحمول وزيادة خطر الإصابة بسرطان المخ.

آراء الخبراء يستند موقف الخبراء على الأدلة المتوفرة والتي ما زالت غير حاسمة. يرى البعض أن الحاجة ماسة لمزيد من الأبحاث الطولية والمكثفة لتحديد مدى تأثير الاستخدام طويل الأمد للهواتف المحمولة. بينما يعتقد آخرون أن الانتظار حتى تظهر دلائل أكثر قوة قد يعرض المجتمع لخطر غير محسوب.

التوصيات العامة حتى يتم التوصل إلى أدلة قاطعة، ينصح الخبراء باللجوء إلى بعض التدابير الوقائية لتقليل من احتمالية وجود أي خطر محتمل:

استخدام سماعات الأذن أو مكبر الصوت للحد من تعرض الرأس للإشعاع المباشر.

تقليل مدة المكالمات الهاتفية واستخدام الرسائل النصية عند الإمكان.

تجنب استخدام الهاتف المحمول عندما يكون إشارة الاتصال ضعيفة، حيث يتطلب الجهاز مستويات أعلى من الإشعاع للاتصال بالشبكة.

في النهاية، يبقى البحث العلمي مستمرًا في سعيه لفهم العلاقة بين استخدام الهواتف المحمولة وصحة الإنسان بشكل أفضل. من المهم متابعة التحديثات والتوصيات الصادرة من الجهات الصحية المختصة.

هذا المحتوى مقدم من عصب العالم