طبيبات يسردن قصص تعرضهن للعنف والتحرش

تقول نساء عاملات في مستشفيات في باكستان إنهن يتعرضن بانتظام للتحرش الجنسي والعنف والإساءة اللفظية من قبل زملائهن الذكور والمرضى وأسرهم. وفي أعقاب اغتصاب وقتل طبيبة متدربة، تبلغ من العمر 31 عامًا، أثناء عملها في مستشفى هندي، أخبرتنا أكثر من 12 منهن أنهن قلقات بشأن سلامتهن. وطلب معظمهن عدم نشر أسمائهن، خوفًا من فقدان وظائفهن و"شرفهن واحترامهن".

قبل بضعة أشهر، جاءت طبيبة شابة إلى الدكتورة نصرت (ليس اسمها الحقيقي) وهي تبكي وقالت لها إنه بينما كانت تستخدم المرحاض، قام طبيب بتصويرها من خلال ثقب في الحائط وكان يستخدم الفيديو لابتزازها.

وتشرح الدكتورة نصرت: "اقترحت تقديم شكوى إلى وكالة التحقيقات التي تتعامل مع الجرائم الإلكترونية، لكنها رفضت وقالت إنها لا تريد أن يتم تسريب الصور ووصولها إلى أسرتها أو أقارب زوجها"، مضيفة أنها تعرف ما لا يقل عن 3 حالات أخرى تم فيها تصوير طبيبات سراً.

قصص مقترحة نهاية

وقد صادف أن كانت الدكتورة نصرت تعرف أحد كبار رجال الشرطة والذي ذهب وتحدث إلى المبتز، وحذره من أنه قد يتم القبض عليه بسبب ما فعله، وتأكد ضابط الشرطة من حذف الفيديو.

وتقول الدكتورة نصرت: "لسوء الحظ، لم نتمكن من اتخاذ المزيد من الإجراءات، لكننا غطينا الثغرة حتى لا يتمكن أحد من فعل ذلك مرة أخرى".

وشاركت نساء أخريات تجاربهن في التحرش الجنسي، بما في ذلك الدكتورة آمنة (ليس اسمها الحقيقي)، التي كانت طبيبة مقيمة في مستشفى حكومي قبل 5 سنوات عندما استهدفها أحد رؤسائها.

وتقول: "عندما رآني وأنا أحمل ملفًا في يدي، حاول الانحناء فوقه، والإدلاء بتعليقات غير لائقة، ومحاولة لمس جسدي".

وتقدمت آمنة بشكوى إلى إدارة المستشفى، لكنها تقول إنها قوبلت بلامبالاة حيث "قيل لي إنني كنت هناك لفترة قصيرة فقط، وسألوني عن الدليل الذي لدي على هذا التحرش، وقالوا إننا لم نتمكن من إصلاح هذا الشخص خلال 7 سنوات، ولن يتغير شيء، ولن يصدقك أحد".

وتقول الدكتورة آمنة إنها تعرف نساء أخريات تمكن من تسجيل مقاطع فيديو للتحرش، "لكن لا يحدث شيء حيث يتم نقل المتحرش إلى جناح آخر لبضعة أشهر، ثم يعود".

كان عليها إكمال فترة تدريبها للتأهل كطبيبة لكنها انتقلت بمجرد انتهاء التدريب.

وجدنا قصتها شائعة بشكل مزعج حيث وصفت ممرضة متدربة سابقة كيف كان طبيب في غرفة العمليات "يحاول لمسي بشكل غير لائق عندما أعطيته أدوات جراحية، كان يمسك بيدي". وتضيف قائلة: "لقد حاول مرارًا وتكرارًا الاقتراب مني وأمسك بكتفي، وأصدر إشارات".

لقد فازت بمنحة دراسية لدراسة التمريض في إسلام آباد وكانت تخشى أن يتم إلغاؤها إذا قالت أي شيء. وأوضحت قائلة: "لم يكن أحد ليستمع، إذا اشتكت ممرضة حيث سيقولون كيف تجرؤ على إلقاء مثل هذه الادعاءات على طبيب محترم؟".

كان من المفترض أن تستمر الدورة لمدة 3 سنوات، لكن الأمور ساءت لدرجة أنها توقفت بعد عام.

وتقول الدكتورة سمية طارق سيد، رئيسة قسم الجراحة في مستشفى الشرطة في كراتشي ورئيسة أول مركز لأزمات الاغتصاب في البلاد، إن جذور المشكلة تكمن في الافتقار إلى الثقة والمساءلة.

وتصف سنوات خدمتها الـ 25 بأنها معركة مستمرة ضد العنف والخيانة، وتقول إنها شعرت بخيبة أمل إزاء الطريقة التي يتم بها التعامل مع الأمور.

وتروي كيف حبسها زملاؤها في غرفة قبل بضع سنوات عندما كانت في دور مختلف حيث أرادوا منها تغيير ما كتبته في تقرير فحص ما بعد الوفاة عن شخص قُتل.

وقالت: "هددوني قائلين وقّعي عليه وإلا فلن يكون لديك أي فكرة عما سنفعله بك"، لكنها رفضت ولم يتم اتخاذ أي إجراء ضدهم.

وتوضح طبيبة أخرى في مستشفى حكومي في البنجاب أنه قد يكون من الصعب الإبلاغ عن الإساءة، لأن المستشفيات تفتقر إلى لجان رسمية حيث يمكن للطاقم الطبي من الإناث تقديم الشكاوى بثقة.

وتضيف: "غالباً ما تضم اللجان الموجودة نفس الأطباء الذين يضايقوننا، أو أصدقائهم، فلماذا يتقدم أي شخص بشكوى ويجعل حياته أكثر صعوبة؟".

ولا توجد إحصاءات رسمية متاحة عن الاعتداءات على العاملات الصحيات في باكستان. ومع ذلك، يرسم تقرير صادر عن المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة في عام 2022 صورة مقلقة حيث يشير إلى أن ما يصل إلى 95 في المئة من الممرضات في باكستان واجهن العنف في مكان العمل مرة واحدة على الأقل في حياتهن المهنية. ويشمل ذلك الاعتداء والتهديدات وكذلك الإساءة اللفظية والعقلية من الزملاء والمرضى وزوار المستشفى.

ويتوافق هذا مع تقرير في مجلة الطب وطب الأسنان الباكستانية والذي يقتبس دراسة أجريت عام 2016 لمستشفيات القطاع الحكومي في لاهور والتي أشارت إلى أن 27 في المئة من الممرضات تعرضن للعنف الجنسي. كما يستشهد بدراسة من مقاطعة خيبر بختونخا في شمال غرب باكستان والتي أشارت إلى أن 69 في المئة من الممرضات و 52 في المئة من الطبيبات هناك تعرضن لنوع من التحرش الجنسي في مكان العمل.

وتروي الدكتورة سمية سيد اعتداءً مزعجاً بشكل خاص وقع في كراتشي في عام 2010 وتقول: "استدرج طبيب في مستشفى حكومي ممرضة إلى نزله، حيث لم يكن بمفرده كان هناك طبيبان آخران أيضًا". وقد تعرضت الممرضة للاغتصاب وكانت في حالة من الذهول الشديد لدرجة أنها قفزت من السطح ودخلت في غيبوبة لمدة أسبوع تقريبًا.

وتضيف قائلة:"لم يحدث أي شيء بالتراضي، لكنها قررت عدم متابعة.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من بي بي سي عربي

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بي بي سي عربي

منذ ساعة
منذ 3 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ ساعة
سكاي نيوز عربية منذ 4 ساعات
قناة العربية منذ 16 ساعة
قناة العربية منذ 13 ساعة
قناة العربية منذ 6 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 14 ساعة
قناة العربية منذ 16 ساعة
بي بي سي عربي منذ 17 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 6 ساعات