قلت للقلم: ما الدور الذي يمكن أن تضطلع به الثقافة أمام سيول الحمم التي تجتاح البلاد العربية؟ قال: كأنك تشكّك في بُعد نظر العقل العربي، وهو يصدح صدحاً بافاروتيّاً طائرَ الشوق يغنّي للعودة إلى الأصالة، بالبكاء على الأطلال. ليس العرب هم الذين أخذهم الحنين إلى الطلول الدارسة، وكما لم يقل النواسي: «قل لمن يبكي على رسم دَرَسْ.. واقفاً، ما ضرّ لو كان اندعسْ». الحضارة الغربية، هي التي افتتحت هذه الملاحم اللاحمة.
لكنّ للثقافة دوراً، إلى أن يأتي على شعوبها الدور. نحن منذ أمد بعيد، نشكو غياب الفلسفة والفلاسفة في الديار العربيّة. حذار سوء التقدير، فغياب الفلسفة أحياناً يُخفي وراءه فلسفةً. على ذكر أبي نواس: «فقل لمن يدّعي في العلم فلسفةً.. حفظتَ شيئاً وغابت عنك أشياءُ». على مرّ القرون، كان الناس يدّعون في الأخلاق فلسفةً، مؤمنين بأن العِصِـيَّ إذا اجتمعت عصمت نفسها من النكبات والنكسات (جمع نكست الإنجليزيّة، التالي، في أحجار الدومينو)، وقولهم «في الاتحاد قوة»، ومثل هذا وفير. أوّل الغيث في انبثاق فلسفة مغايرة لفلسفة النصائح القديمة مثل: «أخاكَ، أخاكَ، إن من لا أخا له.. كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاحِ»، أو النظرية الأخرى: «وما أنا إلاّ من غزيّةَ إنْ غوتْ.. غويتُ وإنْ ترشُدْ غزيّةُ.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية