بوابة الوفد| النقش على النحاس .. فن عابر للأزمان بحي الجمالية

النقش على النحاس وتطعيمه .. تسري طلائع الخريف برطوبتها بين نسمات الهواء الذي أنساب أخيرًا من هجير الصيف، وعلى وقع هويد الست أم كلثوم تشدو برائعتها "ألف ليلة وليلة" تخترق مساحات أستثنائية في الغناء، تصدح بصوتها العذب من أحد الحوانيت، تتدفق تيارات الخلق بين ضفتي شارع المعز لدين الله الفاطمي الذي يزدان بتهاويل الأرابيسك بين سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا، وقبة مسجد الصالح نجم الدين أيوب، مرورًا ببيت السحيمي وصولاً إلى باب زويلة.

عقد من اللؤلؤ لايتجاوز تعداد حباته الـ 15، هم شيوخ فن النقش على النحاس وتطعيمه بكل أنحاء الجمهورية، اتخذوا من شارع المعز مركزًا لهم فصار لهم حيًا، أطلق عليه حي النحاسين، رجال أغواهم المعدن الثمين وأغرتهم حلاوة الرسم والتطعيم فأنسلوا من السباق المستعر بحثًا عن المال ولحقوا بركب الفن وذواقة الجمال.

تنساب أولى خيوط شمس الضحى عبر خِصاص أحد منازل حي الدرب الأحمر، مستقر أبناء الحاج عبد المقصود، درة النحاسين، يستيقظ عم مجدي، أحد أبناء الشيخ الراحل على صوت ضجيج الباعة واصطكاك أوجه المحلات وجلبة المارة، تحمله قدماه إلى مدرسة الجمالية لتعليم الحرف التراثية محل عمل وشقيقه عم مسعد منذ 6 سنوات بعد أن دفعهما ركود السوق لغلق ورشتهما مؤقتًا ثم منحها لأبناء الجيل الثاني من العائلة لتدبر شؤونها.

مدرسة الجمالية للفنون التراثية جوهرة شارع أمير الجيوش الجواني، تتوسط صفوف من داكين النحاسين وورشهم، يستقبلك عبير البخور المستكي لحظة تدلف المكان، وديكور راقي يمزج أشهر عصور مصر الإسلامية، الفاطمي والعثماني والمملوكي وحتى تاريخها الحديث، في بهو فسيح شاسع لايرتد فيه بصرك سوى عن آيقونات من الجمال، ومع توسط رماح الشمس عنان السماء يتحول المكان إلى خلية نحل، يدب النشاط بين أوصال أقسامها الخمس: المشغولات الخشبية (عكاكيز من خشب الأبانوس السوداني والأمشاط من خشب الزيتون وعلب المجوهرات المطعمة بالصدف الأبيض والأزرق والسبح)، والسجاد اليدوي (القطيفة والصوف واقطن والحرير)، والجلود الطبيعية ( من محافظ وحقائب وحوافظ لبطاقات الهوية والأحزمة وحتى سرج الأحصنة وغيرها) والنحاس وأخيرًا الشفتشي؛ صناعة كل مايشف من الملابس من حلي ومجوهرات، يدويًا من النحاس والفضة والدهب.

قبلة لعشاق الفنون التراثية ودرة كامنة بين صفوف المحال، وضع لبنتها الأولى الطبيب المهاجر إبرهيم قاسيسية منذ مايقارب العقد من زمان، بإيعاز من وزارة الهجرة المصرية التي دعت علماء مصر ورجال أعمالها في المهجر العودة لبناء وطنهم ورفع شأن أخوانهم، فهب دكتور إبراهيم كغيره لمد يد العون للشباب ورد الجميل للوطن، عين قاسيسة الدكتور يوحنا سمير حاسًا أمينًا على الحلم فكان سمير فارسًا برتبة نبيل يزود عن الحرف التراثية في وجه الإندثار ويناضل يدًا بيد مع أهالى حي الجمالية لرفع غشاوة الجهل بتراث الأمة عن أعينهم وتوفير فرص عمل لهم بمرتبات مجزية داخل المدرسة.

تشربت العروق بهوى النحاس منذ نعومة أظافره وعبر الصبا وحتى شب.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من بوابة الوفد

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بوابة الوفد

منذ 6 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 11 ساعة
بوابة الوفد منذ 16 ساعة
صحيفة الوطن المصرية منذ 4 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 15 ساعة
صحيفة الوطن المصرية منذ 7 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 12 ساعة
موقع صدى البلد منذ 5 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 5 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 16 ساعة