من هي المرأة الساعية لأن ترأس الولايات المتحدة؟ وما الذي ستجلبه للمكتب البيضاوي والاقتصاد والأسواق؟. تتفادى هاريس إعلان سياسات تقيدها خلال حملتها الرئاسية وتركز على شخصية المرشحين كأداة أساسية. #الشرق_Businessweek

بعدما أوقعت كامالا هاريس خصمها دونالد ترمب في فخ خلال مناظرة تلفزيونية جمعتهما في ليل 10 سبتمبر، أخذت تشرح للناخبين ما الذي يجعلها خيارهم الأفضل لرئاسة البلاد. قالت لمشاهديها إن جمهور ترمب يغادر تجمعاته "مبكراً بفعل الملل والإرهاق"، وفيها تجدون أن "الشيء الوحيد الذي لن تسمعوه يتحدث عنه هو أنتم، ولن تسمعوه يتحدث عن احتياجاتكم وأحلامكم ورغباتكم أنتم تستحقون رئيساً يجعلكم أولويته، وأتعهد لكم بأنني سأفعل".

بعد المناظرة، تركزت التعليقات على كيف جعلت ترمب يحيد عن موضوع سؤال يتناول الهجرة لينطلق ويهاجمها من باب أحجام جماهيرهما، وكيف أدى به ذلك لأن يستحضر معلومة عنصرية مغلوطة مفادها أن المهاجرين في أوهايو يأكلون الحيوانات الأليفة، وكيف مكّنها ذلك كله من استفزازه في تلك الليلة.

أمضت هاريس جزءاً كبيراً من المناظرة في التأكيد على أن الانتخابات تتعلق محورياً بشخصية المرشح وانضباطه، وعلى أنها تمثل فرصة لقلب صفحة يظهر فيها ترمب مرشحاً في ثالث سباق رئاسي يخوضه. يحظى هذا الطرح بجاذبية كبيرة بين أنصار الديمقراطيين، وهم لا يعيرون بالاً للأسئلة عمّا ستفعله إن تولت الرئاسة، إذ يراها كثير منهم على أنها المرأة التي قد تحول بين ترمب وولاية ثانية وربما تحطم الأعراف فتكون أول امرأة ترأس البلاد.

فهل هي ليبرالية أم معتدلة؟ مثالية أم واقعية؟ تحديثية أم أنها تميل للتغيير التدريجي؟ بالنسبة للناخبين المتأرجحين ممن لا يكنّون كراهة تلقائية لخصمها، أو ممن انضموا تواً لمتابعي السباق، فإن أجندة هاريس السياسية، وخاصة لناحية شقها الاقتصادي -أي ما يتعلق بالتضخم والضرائب والتعرفة الجمركية والصين- قد يكون لها الوقع الأكبر.

بيّن استبيان من صحيفة نيويورك تايمز أعدته بالتعاون مع كلية سيينا في 8 سبتمبر أن نحو 30% من الناخبين المحتملين يريدون معرفة المزيد عنها ومن أولئك يرغب 66% بمعرفة المزيد عن سياساتها، وهذا يمثل ثمانية أضعاف من يرغبون بمعرفة المزيد عن شخصيتها.

تصف هاريس نفسها بأنها مرشحة مستضعفة، لكنها تخوض حملتها كما لو أنها المرشحة الأوفر حظاً. وقد باتت مقلّة في مقابلاتها الإعلامية منذ ترشيحها، في رهان أن تأطير سياستها قد لا يخدمها، ولم توافق حملتها على طلبات من أجل مقابلة لإعداد هذا التقرير.

لكن هاريس موجودة في الحياة العامة منذ عقود، ويقدم تاريخها بعض الملامح عن ولايتها العتيدة إن فازت. تحدثت بلومبرغ بيزنسويك مع أناس عملوا معها أو ضدها على مر السنين بحثاً عن مزيد من التبصر، كما استرشدت بعدة مقابلات لكارين بريسلاو من بلومبرغ نيوز مع هاريس ووالدتها وأفراد آخرين من أسرتها في 2005.

فيما يخص الاقتصاد، انتقلت هاريس نحو الوسط ملتفّةً عن بعض مواقفها، وأشارت إلى أنها تؤيد النمو. وهي تروج لفكرة أن تأنيها وإمكانية التنبؤ بتوجهاتها مقاربة أسمى من هوس ترمب بالرسوم الجمركية وفجاجة نهجه المبني على عقد الصفقات، الذي قد يعيد صياغة قواعد الأعمال التجارية الأميركية.

وهي تقترح تخفيضات ضريبية موسعة للشركات الصغيرة الجديدة وموقفاً ألين حيال العملات المشفرة. ولأن نجمها لمع انطلاقاً من منطقة خليج سان فرانسيسكو، فقد اكتسبت معرفةً بالشركات العملاقة، التي تدعم نمو وادي السيليكون، كما أنها تستعرض تاريخها الرقابي، إذ كانت المدعية العامة لولاية كاليفورنيا، وعبر ذلك كانت قد استهدفت البنوك والكليات الربحية بسبب ممارسات إقراض استغلالية.

لقد تعهدت برفع الضرائب على الشركات وأصحاب الدخول العالية وزيادة ضريبة مكاسب رأس المال، وإن كان ذلك بقدر أدنى من هدف بايدن. كما يشير سجلها الحافل إلى أنها ستدفع من أجل تنظيم أشد للشركات ولدعم أجندة مكافحة الاحتكار، التي أثارت سخطاً حتى بين بعض المانحين الديمقراطيين البارزين.

صاحبة مبادئ لكنها واقعية إذاً، أي نسخة من هاريس قد يحصل عليها الأميركيون كرئيسة؟ الليبرالية أم المعتدلة؟ المثالية أم الواقعية؟ التحديثية أم من تميل لإحداث التغيير تدريجياً؟ يقول مساعدون حاليون وسابقون إن هاريس تريد محاسبة المسيئين، وفي الوقت ذلك تعبر كل تلك الصفات عنها، فهي تسترشد بالقيم ولكنها واقعية ومنفتحة على عقد تسويات.

لم يتبق أمامها إلا وقت قليل وثمين لتعريف ناخبيها عن نفسها وعمّا ستفعله كرئيسة. في الأسابيع الأخيرة من الحملة ستعتمد التأكيد على أنها مدافعة عن الطبقة المتوسطة كرد على سعي ترمب لتصويرها على أنها ليبرالية من ولاية ساحلية، وتقع عليها لائمة ارتفاع التضخم والحدود المخترقة.

حتى لو نجحت في الولايات السبع المتأرجحة التي تحتاجها للفوز بالرئاسة، فإن أجندتها التشريعية تعتمد حتماً على فوز حزبها بمقعد رئيسي لولاية مونتانا في مجلس الشيوخ. قالت هاريس إنها تبني حركة. وإن كان مقدّراً لها أن تصبح ثورةً، فعليها إقناع ناخبين مهمين.

وُلدت هاريس في أوكلاند في 1964 لأبوين مهاجرين، فوالدها آتٍ من جامايكا وأمها من الهند، وكانا طالبي دراسات عليا وناشطين في مجال الحقوق المدنية في جامعة كاليفورنيا في بيركلي. لقد شكلت حركة الاحتجاج أساساً نشأت عليه هاريس. وصفت والدتها، شيامالا غوبالان هاريس، التي أجرت أبحاثاً عن سرطان الثدي، لبريسلاو كيف كانت تصطحب كامالا في طفولتها إلى المظاهرات: "عندما كنا نردد هتافات مثل ماذا نريد؟ كانت تصيح مجيبةً: الحرية، وكانت تلثغ بها".

كانت تنشئة شيامالا لهاريس وشقيقتها الأصغر مايا، التي أنجبتها في 1967، بها كثير من الحب لكنها كانت تنتظر منهما الكثير أيضاً. وقد لقنت بناتها دروساً، كان أحدها ألا يطلبن المال من أي كان أبداً، وهو نفور كان على هاريس التخلص منه كسياسية. فيما جلب درس آخر لها استحساناً في المؤتمر الوطني الديمقراطي، وكان مفاده "لا تشتكوا أبداً من الظلم، بل افعلوا شيئاً لرفعه .

نشأة الناشطة السياسية درست هاريس في واشنطن العاصمة، في جامعة هوارد، وهي مؤسسة غالب مرتاديها تاريخياً من السود، كما انخرطت في جمعية نسائية للسوداوات، وكلاهما بات مصدر قوة سياسية لها اليوم. أثناء دراستها في الكلية، عملت لدى "ماكدونالدز"، وهو بند في سيرتها الذاتية كذّبه ترمب دون تقديم إثبات، وكذلك لدى المكتب الصحفي للجنة التجارة الفيدرالية ولدى مكتب المطبوعات والمسكوكات.

درست هاريس الحقوق في سان فرانسيسكو. وقد رأت والدتها شيامالا أن هناك عاملاً مشتركاً بين ما اختارته ومهنتها كعالمة هو المنطق. قالت شيامالا في مقابلة في 2008: "لا يمكنك التوصل إلى الاستنتاجات الصحيحة ما لم تكن منطقياً. المشكلة الوحيدة المتعلقة بالقانون التي لا يواجهها العلماء هي عامل التشويش المتأتي من العنصر البشري".

لقد حدد هذا العامل بداية حياة هاريس المهنية. أصبحت مدعيةً عامةً، وبدأت في أوكلاند كنائبة لمدعي عام مقاطعة ألاميدا. وبدا لبعض الناس أن الاختيار يتعارض مع جذورها في العدالة الاجتماعية. قالت هاريس لبريسلاو في 2012: "اعتقد كُثر أن هنالك تفاوتاً قررت أنه يجب ألا نقبل الخيارات المغلوطة في تفسير أن تكون صوتاً لمن لا صوت لهم". في مقاطعة ألاميدا، تخصصت في قضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال.

يأتي التغيير بطيئاً في أميركا ثم يتسارع. في أوائل العقد الأول من الألفية، لم تكن سان فرانسيسكو قد جربت أن تتولى امرأة رئاسة الادعاء العام، ناهيك عن أن تكون من غير البيض. قررت هاريس الترشح للوظيفة على أي حال، واستذكرت هاريس في مقابلة مع نيوزويك في 2005 أن والدتها قالت لها إن الأميركيين لم يسبق لهم أن أوكلوا أمرين للنساء، هما "حماية سلامتهم وحماية أموالهم .

يمر الطريق إلى السلطة السياسية في كاليفورنيا عبر نخبة ديمقراطية متعصبة في سان فرانسيسكو أنتجت نانسي بيلوسي وديان فينشتاين وغافين نيوسوم وويلي براون، الذي كان عمدة للمدينة وأعلن نفسه زعيماً للجمعية التشريعية للولاية. كانت هاريس مطلعةً على هذا العالم دون أن تنتمي إليه، فقد درست الحقوق مع ابنة بيلوسي وصاحبت براون لفترة وجيزة في أواسط التسعينيات.

انتصار غير متوقع مع ذلك، فقد هزمت شاغل المنصب تيرينس هالينان، وهو سليل عائلة أخرى عريقة في سان فرانسيسكو، ووصفته بأنه تقدمي متساهل في تعامله مع الجريمة. قالت هاريس بعد بضع سنوات إن الديمقراطيين غالباً ما يعطون "انطباعاً بأن كل ما نريده هو أن نفتح باب السجن ليخرج الجميع. الحال ليس كذلك مطلقاً".

بدأت مسيرتها كمدعية عامة في يناير 2004، حيث عملت في مبنى قاعة العدل، وهو هيكل خرساني سماه المحامون الذين يعملون هناك بيروت الغربية . كان مكتبها آنذاك في نزاع مع إدارة شرطة سان فرانسيسكو بشأن أجندة سلفها التقدمية، ولم تمض أشهر حتى تفجرت أزمة بمقتل إسحاق إسبينوزا، وهو ضابط شرطة متخفٍ، برصاص عضو عصابة مراهق يحمل بندقية كلاشنيكوف (AK-47). أعلنت هاريس قبل جنازة إسبينوزا أنها لن تطلب إعدام الجاني بسبب اعتراضاتها الفلسفية عليها. (وقد وقع آخر إعدام في كاليفورنيا في 2006).

كان لإعلانها وقع قنبلة، فبات الشرطيون العاديون يشيحون أنظارهم عنها في قاعة العدل، وانتقدت فينشتاين قرارها في جنازة إسبينوزا لكنها تمسكت بموقفها وكتبت في صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل: "لا مكان لاستثناءات في المبادئ". قاضى مكتبها قاتل إسبينوزا، وحُكم عليه في 2007 بالسجن مدى الحياة دون فرصة لإفراج مشروط، وفازت هاريس بولاية ثانية في ذلك العام بلا منافسة.

تميزت فترة عملها كمدعية عامة بجهودها الرامية إلى تعزيز معدلات الإدانة في الجرائم العنيفة، وتحويل مرتكبي الجرائم غير العنيفة لأول مرة إلى برنامج إعادة تأهيل من إعدادها. كما تميزت بتركيزها على رعاية الأطفال، حتى أنها أنشأت غرفة انتظار بها كراسي صغيرة وألعاب على شكل دببة وكتب يمكن للأطفال قراءتها بينما يقوم ذووهم بأعمالهم المزعجة في المبنى.

الأطفال محور أساسي قالت لبريسلاو في 2012: "يتعين علينا دائماً التفكير بالأطفال لأن الواقع هو أنهم لا صوت لهم على الإطلاق في كثير من الأنظمة إن أي تأثير على الطفل سيؤثر لمدى الحياة على إنسان سيصبح بالغاً بعد وقت قصير جداً". أحد مقترحاتها الرئيسية في هذه الانتخابات هدفه رفاه الأطفال، وهو زيادة الإعفاء الضريبي للأسر خلال السنة الأولى من حياة مواليدها بمقدار 6000 دولار.

لقد عرّفت هاريس نفسها بأنها "ذكية في التعامل مع الجريمة"، وأصبح هذا عنوان كتاب شاركت في تأليفه ونشرته في 2009. قالت بعد عقد من ذلك: هذا جزء من منهجيتي دعونا نحاول تحديد الخيارات المغلوطة ونحاربها".

حتى عندما كانت مدعيةً عامةً، كانت هاريس تتجه بنظرها إلى السياسة الوطنية، حيث عملت في حملة جون كيري وطرقت الأبواب لصالح باراك أوباما في ولاية أيوا. كما كانت ترمم علاقاتها مع من يمكنهم مساعدتها في الوصول إلى تلك المرحلة، ولا سيما فينشتاين. قالت هاريس في 2008: "إنها نموذج يُحتذى به بحق عندما تكافح المرأة كي تُؤخذ على محمل الجد وأن يُفهم أنها قوية وصلبة، لكنها تتحاشى أن يجلب ذلك لها وصمةً".

في حين أن ثقافة التقنية في كاليفورنيا تفضل الشباب الذين يحدثون تغييرات جذرية، فإن الثقافة السياسية المتصلبة في الولاية تجعلهم ينتظرون. أمضت هاريس ثلاثينيات وأربعينيات عمرها تنافس شاغلي المناصب الأكبر سناً.

كان معها نيوسوم، وكانا يشكلان تلاقي نقيضين حيث إن أحدهما من خارج السور والآخر من أبناء كاليفورنيا الأصيلين، فقد كان من الجيل الخامس لعائلة بارزة في سان فرانسيسكو.

أصبح عمدة في نفس الشهر الذي أصبحت فيه مدعية عامة وكان يشق طريقه ليصبح حاكماً لكاليفورنيا. قال براين بروكاو، وهو استراتيجي ديمقراطي عمل في حملات لكلا الحزبين: "كانا مثل أشقاء متنافسين سياسياً. وفي النهاية أوجدا أرضيةً مشتركةً .

في عام 2010، وبينما كانت ما تزال متفجعة لوفاة والدتها قبل عام من ذلك، ترشحت هاريس لمنصب المدعي العام. كان سباقاً محتدماً، وتغلبت هاريس على خصمها الجمهوري ستيف كولي بهامش أقل من 1%.

خصم ما يزال مستاءً يتذكر كولي أنه كان يحظى بتأييد من سلطات إنفاذ القانون وما يزال حتى اليوم يصور هاريس على أنها معادية للشرطة. قال: "لقد حققت صعوداً هائلاً نحو أهم منصب في العالم. أعتقد أنه لم يكن على أساس الجدارة. لقد كان على أساس حساباتها الذكية أعتقد أن مؤهلاتها برمتها لا تخولها ذلك .

حين كانت مدعية عامة، استمرت هاريس بالتركيز على شؤون الأطفال والأسباب الجذرية للجريمة، وشملت جهودها مقاضاة آباء الطلاب الذين عادةً ما يتغيبون عن المدارس وتشكيل مكتب عدالة الأطفال في 2015، وكان هدفه منع ظاهرة دخول الطلاب إلى السجون بمجرد خروجهم من المدارس، وتحديد المشكلات الأساسية التي تجعل الأطفال عرضةً للفشل.

تتذكر جيل هابيغ، نائبتها في إدارة العدل في كاليفورنيا، أن اهتمام هاريس كان غالباً ما ينصبّ على الأطفال في ما تنظره من قضايا. قد تكون هابيغ تتحدث عن "معدلات الحجز العقاري ومعدلات الإخلاء ومقدار المال الذي يحصّلونه للعائلات"، فتجد هاريس تطرح أسئلة مثل "ماذا نعرف عن أطفال هذه العائلات؟".

تقول هابيغ إن أشد ما رأته من غضب هاريس كان خلال قضية ضد كورينثيان كوليدج، وهو منظومة جامعية ربحية مقرها في جنوب كاليفورنيا، وقد أثقلت كاهل الطلاب الضعفاء بالديون. تتذكر هابيغ أن هاريس قالت: "هؤلاء أناس يحاولون أن يفعلوا شيئاً صحيحاً. إنهم يحاولون أن يستثمروا في تعليمهم وفي معيشتهم المالية، وهم كمن يجذب رباط حذائه على أمل أن يرتفع بذلك درجة، ويريدون أن يعيشوا الحلم الأميركي إنهم يتعرضون لخداع عند كل منعطف .

فازت هاريس بتسوية بقيمة مليار دولار ضد كورينثيان- وهو نصر كثيراً ما تستشهد به إلى جانب ذكرها قضية جامعة ترمب، وهي مشروع فاشل، وافق ترمب فيها على دفع 25 مليون دولار كتسوية بعد مزاعم بأنها جامعة الطلاب.

انتصارها للطلاب المعوزين كان الأمر الأكبر، على الأقل من الناحية المالية، هو معركتها ضد كبار المقرضين العقاريين بشأن ممارساتهم في حبس الرهن العقاري، والتي شهدت فوزها بتسوية بقيمة 18 مليار دولار، بالإضافة إلى 2 مليار دولار إضافية كجزء من قضية اتحادية.

كان شريكها في هذه المعركة المدعي العام لولاية ديلاوير بو بايدن، ما جعلها تحت أنظار والده جو بايدن.

طلبت من ممثلة ولاية كاليفورنيا كاتي بورتر، التي كانت آنذاك أستاذة في جامعة كاليفورنيا في إيرفين، مراقبة ما إذا كانت أموال التسوية تصل إلى الضحايا. قالت بورتر: "جاءت هاريس إلى جامعة كاليفورنيا في إيرفين وجلست مع أشخاص فقدوا منازلهم لقد خصصت وقتاً لتستمع إلى الناس الأكثر تضرراً".

في كتاب هاريس الصادر في 2019 بعنوان: الحقائق التي نتمسك بها: رحلة أميركية ، كتبت أنها استمتعت بعملها نيابة عن المستهلكين: "لقد أحببت أن أكون صوتاً ومدافعةً عن أشخاص أُسيئت معاملتهم كان المحامون في فريقي يعرفون مدى جديتي بشأن محاسبة المفترسين من الشركات. كانوا يمزحون بأن كلمة كامالا تعني احصلوا على مزيد المال من هذه التسوية .

تعارفها مع الشركات كانت لهاريس زيارات مبكرة إلى كل من إي بي إن بي (Airbnb) و دروبوكس (Dropbox) و نتفلكس و بالانتير (Palantir) وبدأت تُعتبر تقدمية حيال التقنية ومهتمة بالإمكانات الثورية لهذه الشركات الناشئة.

وقد بلغت مدة اجتماع إعلامي لها مع مع رئيس بالانتير التنفيذي أليكس كارب أكثر من 3 ساعات رغم أنه كان يُفترض أن يكون لنصف ساعة، وفقاً لما رواه ترافيس لوبلانك، الذي كان مستشاراً لهاريس بصفتها المدعية العامة. قال لوبلانك إنها أدركت "أنه مهم السماح بميدان لعب للثوريين حتى يكونوا ثوريين". من ناحية أخرى، كانت تعلم "أنه لم يكن من المفترض أن يصبح ذلك من قبيل الإنفلات".

قال لوبلانك إن هذا النهج كان واضحاً في الاتفاق الذي أبرمته هاريس مع مطوري تطبيقات الأجهزة المحمولة في 2012، وهو يتطلب أن تتضمن تطبيقاتهم إفصاحات واضحة عن الخصوصية، وكذلك في اجتماع عقدته في لوس أنجلوس بعدما اشتكت استوديوهات هوليوود من أن سوق أمازون يسهّل بيع أقراص الفيديو الرقمية المقرصنة. بعد الاجتماع، بدأت أمازون مشروعاً تجريبياً يسمح للاستوديوهات بتحديد بائعين معتمدين لتتمكن من اتخاذ إجراءات صارمة ضد من لا يتعاملون معها. قال لوبلانك: لديها كثير من الأدوات في صندوقها، وتستخدم الأداة التي تعتقد أنها الأنسب .

التقت هاريس مع دوغ إيمهوف في موعد دون سابق معرفة، ثم تزوجته في 2014. مع استقرار حياتها الشخصية، رفعت أهداف حياتها المهنية. كانت الشائعات تدور حول أن السناتور باربرا بوكسر لن تسعى لولاية أخرى، وقرر كوري بوكر -صديق هاريس والديمقراطي الأسود الوحيد في مجلس الشيوخ- أن يشجعها على الترشح. قال: "لقد أذهلني مدى الافتقار إلى التنوع".

التقيا وكانا توّاقين لأن يتحدثا. يستذكر بوكر أنه كان الأول في الإدلاء بدلوه، وقال: "لقد أعطيتها كثيراً من الحكمة التي اكتسبتها تعالي إلى هنا، ترشحي لمجلس الشيوخ، اخرجي مبكراً، ستكتسحين الميدان".

الأسرة هي الأهم استمعت هاريس حتى جاء دورها لتتحدث. لم تكن تريد مناقشة مقعد بوكسر. يتذكر بوكر ضاحكاً: "لقد أخبرتني أنني بحاجة لأن أتزوج. لقد أرادت حقاً أن تقول لي بؤساً للحياة العامة، إن الحياة العامة والواجب العام مهمان حقاً، لكن أهم شيء في الحياة هو العثور على شخص جيد والزواج. ... لقد تزوجت من حب حياتها. كانت حقاً سعيدةً .

غادر بوكسر، وترشحت هاريس واكتسحت الميدان كما توقع بوكر، بفضل تأييد أوباما وغيره من الديمقراطيين البارزين. في يناير 2017، انضمت إلى مجلس الشيوخ، وهي مؤسسة صعبة، وفيها كانت واضحة التململ، لكنها صنعت لنفسها اسماً عبر استجواباتها في لجنة القضاء.

تلطيف وتشديد للمواقف لقد برزت خلفيتها التقدمية وفي الملاحقة القضائية في عشرات مشاريع القوانين التي اقترحتها، رغم أن معظمها تعطل، وهي تجربة شائعة بين أعضاء مجلس الشيوخ. (أُقر أحدها بعد تعديله خلال خدمتها كنائبة للرئيس، وهو يقضي بزيادة عقوبة جريمة الإعدام خارج نطاق القانون).

لقد سعت لتعزيز حق المهاجرين في الحصول على محامٍ، وزيادة استخدام شرطة الحدود لكاميرات محمولة لمراقبة تصرفهم، ولمنع وزارة الأمن الداخلي من استخدام الأموال الاتحادية لتوسيع مراكز احتجاز المهاجرين.

وقد.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اقتصاد الشرق مع Bloomberg

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اقتصاد الشرق مع Bloomberg

منذ 9 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 3 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 13 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 17 ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ 5 ساعات
مجلة رواد الأعمال منذ 7 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 8 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 4 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 13 ساعة