المساقي عليها تضحك العثّري

قال الفقيه؛ ظنتي وراك عِلم يا (طمعان)، من يوم الجماعة خرجوا من المسيد، وانت بعد تحكك لحيتك، العادة تنفر كما الجني وانحن ما بعد غلّقنا التشهد؟ فردّ عليه بزفرة من بين المحاني! فنشده وشبك تزفر؟ أجاب؛ يهناني إذا زفرت، فقال الفقيه؛ اللي في خاطره شيء يبديه قبل ما يقضي عليه؛ فقال طمعان؛ خلّني ساكت، علّق صديقه الفقيه؛ الساكت ما حد درى عن حاجته.

تلفّت (طمعان) يمين يسار؛ واطمأن أنه ما بقي في المسيد إلا هو والفقيه، فحبا على ركبه لين صكت الركبة في الركبة، فزحف الفقيه للوراء داخل تجويف المحراب، ولصق ظهره في الجدار؛ قال «طمعان» كوتك بيتحوّس من التربان وعُش البشبشانة، ردّ الفقيه عمامته على خشمه مردداً أفوه يا ريحة ثمك يا رفيقي، يتحوّس كوتي ولا تعميني بريحة نسمتك اللي تعامي الطيور، كنّها ريحة بطن الجعيرة، فأقسم له طمعان؛ ما خمّجت ريحة ثمه إلا من الوصفة اللي وصفها له الفقيه دواءً لمغص (المِسْكة)، علّق الفقيه الوصفة قد لها سنة، لكن بطنك مسقوم، يبغي له (سنا مكّي) يهرك وأنت ما أمداك تفكّ الدكّة، فتضاحكوا لين بغوا يتشدّقون.

قال (طمعان)؛ الشيبة ما عاد منه إلا نسمته، وآخي صدّاق بني طويرة، معه سُكنيّة تقوده باذنه، كما جمل السمسم، مغمغم على عيونه، ويدور بخشبة المعصرة، واخشى لو طفت عين القحم، يقاسمني في المسقوي، ويتسلّتها وانا اتلمح بعين الحسرة، وتعرف أخو مرته (شثّان) لا يحلّل ولا يحرّم.

دفّه الفقيه من كتفه، وطلب منه يفهق وراه، واستفهم منه؛ هروجك المخوخية وش لي بها وش لي فيها؟ فأجابه؛ معي لك عشرة جنيهات جورج، باردة مبرّدة، وتكتب على الشيبة أنه باعني؟! انتقز الفقيه واقفاً ومردداً؛ أنا في سدّ وجه الله من البور، وطفيس الشور، وكتابة الزور، فجبده بأسفل ثوبه، وبرّكه كما يبرّك الجمّال جمله بخطامه، وقال يساني ما يساك، ما ضحكت على أخوانك، وخليت أبوك يهب البلاد كلها لأولادك، وإخوانك صدورهم دالعة وعيون الضعوف في السما قاطعة، وأضاف تبغاني أُفرث الكرشة فوق رأسك، واخرّط معيانك، وإلا تسدّني؟ افتكّ الفقيه ثوبه من كفّه اللي كما خُفّ البعير، وسأله؛ من بيشهد معنا؟.

هجعت القرية في ليلة معاصيرها تدوي؛ كأنّ ودها تتقلع المصاريع من حلوقها، والشجر من قعوره، فدقّ المذّن باب الشاعر، وقال ابد لي، خرج عليه معصّب رأسه بمعصب زوجته، فأخبره أن (طمعان) يحتاجهم في بيت الفقيه؛ فقال رأسي يصلب عليّه؟ فقال خلّ معصب أم قارح مكانه، فضحك الشاعر، وطلب منه يسبقه وهو بيلحق به، وعندما انتظموا حول حِرانة الملّة، وتأكدوا أن كهلة الفقيه تدغبس للملائكة، قال الفقيه؛ الهرجة عندك يا طمعان، فردّ عليه، لا والله إلا عندك يا مبرئ ذممنا من النار، فالتفت المذّن في الفقيه ولمح فيه بنظرة استنكار، ومدد الشاعر قدميه بالقرب من وارية القرض، فقال الفقيه؛ ترى أبو طمعان، وقنعان، باع لطمعان البلاد المسقوي، وهذي بصمته في هذي الوثيقة، وما.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة عكاظ

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة عكاظ

منذ 7 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 5 ساعات
صحيفة سبق منذ 13 ساعة
موقع سعودي منذ 15 ساعة
قناة الإخبارية السعودية منذ 23 ساعة
قناة الإخبارية السعودية منذ 9 ساعات
صحيفة الوطن السعودية منذ 16 ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 7 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 14 ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 18 ساعة