غريب أمر الكتابة هذه الأيام في موضوع الانتقال من نظام عالمي إلى نظام عالمي آخر. ففي كل مرة حاولت الاقتراب من الكتابة فيه قابلتني ضرورة أن أحصن نفسي وما أنوي كتابته بعدد من الملاحظات، سمّها تحذيرات أو احتياطات أو تحفظات.
لتوضيح ما أقول أستأذن في طرح تدقيق في العنوان المتصدر لهذه الصفحة. آمل أيضاً في أن يمتد الإذن فيسمح لي بنشر تمهيد مرغوب.
يتعلق التدقيق في العنوان بمبالغة غير مقصودة في صياغته. جاء في العنوان أن «كلهم يستعدون» قبل أن أكتشف أنه قد يترك الانطباع لدى القارئ بأنني أقصد التعميم بينما الواقع الدولي المعاش لا يشجع على هذا الرأي أو التصور. الواقع المعاش هو أن ليس كل الدول الأعضاء في النظام الدولي الراهن يستعدون لتغيير فيه وربما لعضوية في نظام دولي جديد، ناهيك عن حقيقة أن دولاً غير قليلة ربما لم تدرك بعد أن تغييراً ما قادم ولا شك.
أبدأ بملاحظات تعريفية، وفي شكل رؤوس موضوعات، لكن ضرورية، أولها: أن النظام الدولي الذي نعيش في ظله أنشأته القوى الدولية المنتصرة في نهايات الحرب العالمية الثانية بعد ضم كل من فرنسا والصين إلى الدول المؤسسة. بعد سنوات قليلة أخذ النظام الدولي شكل القطبية الثنائية، أمريكا والغرب الرأسمالي في ناحية، وروسيا والشرق الشيوعي في ناحية. سنوات أخرى ويقرر عدد من دول الجنوب ومعه يوغوسلافيا تشكيل جماعة الحياد الإيجابي تمييزاً لها وحماية من قسوة سياسات الحرب الباردة الناشبة بين أطراف حلفي شمال الأطلسي ووارسو.
ثانياً: بانهيار الاتحاد السوفييتي ثم انفراطه انهار تلقائياً النظام الدولي القائم على القطبية الثنائية ليحل محله على الفور نظام قطبية أحادية وبمعنى أدق نظام هيمنة تمارسها وتقوده الولايات المتحدة.
ثالثاً: صارت هيمنة أمريكا عرضة لشقوق تنشأ وتتكاثر. الغرب الخاضع للقيادة الأمريكية تسربت لوحدته عناصر ضعف لم تكن موجودة. بعض الضعف نسبي بمعنى أنه ناتج عن صعود الصين وتعافي الاتحاد الروسي من عواقب مرحلة الانفراط السوفييتي ومحاولات فرض الهيمنة الأمريكية على تطور أحواله.
رابعاً: جرت محاولات متعددة لوقف تدهور نظام القطب الواحد ومنع تنامي جهود الآخرين تسريع الانهيار لصالح نظام دولي جديد. من هذه المحاولات الجادة: أ- استفزاز روسيا للدخول في حرب ضد الغرب عن طريق حث أوكرانيا بعد تدبير انقلاب فيها على طلب الانضمام لحلف الأطلسي، ثم التوسع في تطبيق نظام العقوبات الاقتصادية على موسكو -ب- استفزاز الصين لممارسة أعمال عدائية ضد تايوان واليابان ودول الجزر في بحر الصين.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية