لقد كان مفهوم السفر بين العوالم يثير اهتمام البشرية لآلاف السنين، فمن الأساطير القديمة والمعتقدات الدينية إلى الخيال العلمي الحديث، كانت فكرة الأكوان المتوازية، أو الحقائق البديلة، أو الأبعاد المختلفة تمامًا تأسر الخيال، لطالما كان البشر فضوليين بشأن ما يكمن وراء الكون المرئي والملموس، ومع تقدم العلم، تطور هذا الفضول من رواية القصص الخيالية إلى استكشاف نظري جاد، مما أثار السؤال: هل يمكننا حقًا السفر بين العوالم، أم أنه خيال بعيد المنال إلى الأبد؟
ففي العصور القديمة، كانت العديد من الثقافات تؤمن بوجود عوالم أخرى، غالبًا ما يسكنها الآلهة أو الأرواح أو المخلوقات الصوفية، وكانت هذه العوالم تعتبر عادةً قابلة للوصول من خلال الممارسات الروحية، أو الأحلام أو الموت بدلاً من السفر المادي، فعلى سبيل المثال، تحدثت الأساطير المصرية عن Duat، وهو عالم خفي للموتى تعبره الروح بعد الموت.
وفي الأساطير الإسكندنافية، يربط Bifr st، وهو جسر قوس قزح، عالم البشر في Midgard بعالم Asgard الإلهي، وتعكس هذه القصص المبكرة اعتقادًا بشريًا متجذرًا بعمق بوجود عوالم أخرى وأنه قد يكون من الممكن السفر بينها، ومع ذلك، غالبًا ما يُنظر إلى مثل هذه الرحلات على أنها ميتافيزيقية وليست مادية.
ولقد أخذ العلم الحديث هذه الأفكار القديمة، ومن خلال عدسة الرياضيات والفيزياء، حولها إلى مفاهيم أكثر تعقيدًا وتطلبًا فكريًا، وتعد إحدى أكثر الأفكار العلمية إثارة للاهتمام والتي تتوافق مع فكرة العوالم الأخرى هي تفسير العوالم المتعددة لميكانيكا الكم، حيث اقترح هذا التفسير لأول مرة هيو إيفرت في عام 1957، ويشير هذا التفسير إلى أن كل حدث كمي يؤدي إلى تفرع الكون، مما يخلق عوالم موازية تتطور بشكل مستقل عن بعضها البعض.
وفي هذا الرأي، لا يوجد الكون ككيان مفرد بل كمجموعة واسعة لا نهائية من الحقائق، حيث تحدث كل نتيجة محتملة لكل حدث في عالمها المميز، في حين أن تفسير العوالم المتعددة مقنع، فلا يوجد دليل تجريبي يؤكده، ولا توجد أي طريقة ثابتة للسفر بين هذه العوالم.
وتظل النظرية احتمالاً مثيراً للاهتمام ولكنه غير مثبت، وغالبًا ما تتم مناقشته في الدوائر النظرية ولكن بعيدًا عن التطبيق العملي، ومع ذلك، تظل فكرة وجود نسخ متعددة من الواقع حجر الزاوية في الخيال العلمي والفكر المضاربي، مع وجود عدد لا يحصى من الكتب والأفلام والبرامج التلفزيونية التي تستكشف تداعيات.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من الشارقة 24