جاء تقرير الوظائف الشهري، وهو آخر بيانات اقتصادية كبرى قبل انتخابات قريبة ومتقاربة يصعب التنبؤ بنتائجها، غير واضح المعالم.
أفادت البيانات الصادرة يوم الجمعة عن مكتب إحصاءات العمل بأن الاقتصاد الأميركي أضاف فقط 12,000 وظيفة في شهر أكتوبر تشرين الأول، وإذا ثبتت هذه التقديرات، فسيكون هذا أضعف مكسب شهري منذ ديسمبر 2020، عندما خسر الاقتصاد 243,000 وظيفة في ذروة تفشي جائحة كوفيد-19.
وتمثل هذه الإضافة في الوظائف انخفاضاً كبيراً مقارنة بشهر سبتمبر أيلول، الذي شهد إضافة 223,000 وظيفة، وتوقعات المحللين التي كانت تشير إلى إضافة 112,500 وظيفة.
تأثيرات العواصف والإضرابات
ولكن هناك ملاحظة مهمة: الزيادة الصافية يوم الجمعة تعكس تأثيرات مؤقتة على سوق العمل الأميركية، إذ تأثرت البيانات بتداعيات إعصاري هيلين وميلتون اللذين ضربا البلاد في أواخر سبتمبر وأوائل أكتوبر، إلى جانب إضرابات عمالية واسعة.
وقالت إليزابيث رينتر، كبيرة الاقتصاديين في «نيردواليت» إنه «بين العواصف والإضرابات وقضايا جمع البيانات، يجب التعامل مع أرقام سوق العمل التي نراها اليوم بحذر»، وأضافت: «رغم أنها جاءت أقل من المتوقع، فإن الأخبار لا تدعو إلى القلق بشأن صحة الاقتصاد بشكل عام».
كان الاقتصاديون قد حذّروا من أن هذه الأحداث قد تشوِّه البيانات بشدة، ما يجعل من الصعب تفسير الوضع الحقيقي لسوق العمل.
استقرار معدل البطالة
على الرغم من الضبابية في بيانات التوظيف، قدم معدل البطالة -الذي يعتمد على مسح مختلف لا يحتسب العاملين المتأثرين بالأحوال الجوية كعاطلين- إشارة للاستقرار، حيث ظل ثابتاً عند 4.1%.
وقال كوري ستاهلي، وهو اقتصادي في «إنديد هيرينغ لاب»، في مقابلة مع CNN: «أعتقد أننا سنبدأ بالقلق أكثر إذا رأينا الناس يفقدون وظائفهم».
توقعات بمراجعات تصاعدية مستقبلية
أثرت الأعاصير، خاصة هيلين وميلتون، إلى قدرة مكتب إحصاءات العمل في جمع البيانات من الشركات في المناطق المتأثرة، وفقاً لملاحظات صدرت مع التقرير.
في المسح المؤسسي، وهو أحد المسحين اللذين يغذيان تقرير التوظيف الشهري، يتم حساب الوظائف بناءً على الفترة التي تشمل اليوم 12 من الشهر، فإذا لم يعمل الموظف ولم يتقاضَ أجراً خلال هذه الفترة فلن يتم احتسابه كموظف.
وتفاقمت تحديات جمع البيانات بسبب قصر فترة الجمع هذا الشهر، إذ استغرقت 10 أيام فقط بدلاً من 16 يوماً المعتادة، ما قد يؤثر على التقديرات في بعض الصناعات.
ووفقاً لبيانات مكتب إحصاءات العمل، فإن معدل الاستجابة كان 47.4%، وهو الأدنى منذ عام 1991، مقارنةً بمتوسط قدره 65% في السنوات الأربع الماضية.
وبالنظر إلى أن المكتب لم يجرِ أي تعديلات على إجراءات التقدير في هذا الشهر، يُتوقع أن تتم مراجعة رقم الوظائف البسيط هذا -البالغ 12,000- إلى الأعلى في الأشهر المقبلة.
وقال ستاهلي «من المتوقع أن يتم تعديله نحو الارتفاع».
(أليسيا والاس CNN)
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية