"ولا تسرفوا".. الأزهر للفتوى: الإسراف ذنب يُطلب المغفرة عليه من الله.. من استزاد من ماء الوضوء قد أساء وظلم.. ترك شاحن التليفون في الكهرباء دون شحن "إسراف".. وإضاءة اللمبات بالنهار ينافي حفظ النعمة وشكرها

أصدر المركز العالمى للفتوى الإلكترونية بالأزهر الشريف، تقريراً بعنوان "ولا تسرفوا"، حث خلاله على ضرورة عدم الإسراف والتوسط والاعتدال فى كل أمور حياتنا، مشيرا إلى أننا قد نفعل الشيء ونظن أن فعلنا لا يخالف الشرع؛ موضحاً هل تعلم أن من استزاد من ماء الوضوء بعد أن أدى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه قد أساء وظلم؛ فما الداعي لإهدار الماء دون الانتفاع به؟! فقد جَاءَ أَعْرَابِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُهُ عَنِ الْوُضُوءِ، فَأَرَاهُ ثَلاثاً ثلاثاً، وَقَالَ: «هذا الْوُضُوءُ، فَمِنْ زَادَ عَلَى هذا فَقَدْ أَسَاءَ وَتَعَدّى وَظَلَمَ» (أخرجه أحمد في مسنده).

كما تسأل المركز هل تعلم أنه يكفي لوضوئك ثلثا لتر من الماء، ولغسلك اثنان ونصف اللتر من الماء، وأن ما زاد على ذلك إهدار لا فائدة منه، قال صلى وَمِنَ الْغُسْلِ صَاعٌ، فَقَالَ وگا الْوُضُوءِ مُد، الله عليه وسلم: «يُجْزِئُ مِنَ رَجُلٌ : لَا يُجْزِئُنَا، فَقَالَ عَقِيل بن أَبِي طَالِبٍ: «قَدْ كَانَ يُجْزِئُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ، وَأَكْثَرُ شَعَرًا . - يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم -» (أخرجه ابن ماجه).

وتابع : هل تعلم أن الماء الذي تستخدمه لغسل سيارتك ربما يروي عطش مائة شخص، والله تعالى يقول: {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: ٣١].

هل تعلم أن الماء سيصبح أغلى سلع الأرض في المستقبل، لهذا؛ تصرف مع زجاجة المياه كأنها الأخيرة على وجه الأرض، ولا تكن من المسرفين، قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: ٣١].

وهل تعلم أن الإسراف لا يتعلق بالمال فقط، بل يتعلق بكل ما وضع في غير موضعه اللائق به، لهذا؛ لا تشتر من الطعام ما لا تحتاجه، ولا تضع على المائدة منه إلا ما يكفيك، فالطعام لم يجعله الله ليأخذ أصحابه معه الصور التذكارية ثم يقوموا بنشرها على مواقع التواصل، كما لم يجعله لتمتلئ به صناديق القمامة.

وهل تعلم أن الشرع اعتبر الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة واستخدام أدوات منهما من الإسراف المحرم؛ لما في ذلك من التفاخر وكسر قلوب الفقراء، قال صلى الله عليه وسلم في الزجر عن هذا: «إِنَّ الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ، فَإِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ» (أخرجه ابن حبان).

هل تعلم أن كثيراً من الناس يموتون تخمة في حين يموت آخرون جوعًا، والتوسط في الأمر لا يتحقق إلا بالاقتصاد والعطاء، يقول صلى الله عليه وسلم: «مَا مَلَا آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ» (أخرجه ابن ماجه).

هل تعلم أن موائد الطعام المفتوحة في الحفلات والمناسبات صارت في واقع الناس اليوم من الوجاهة الاجتماعية ليس إلا، ومؤشرا يتفاضل الناس على أساسه، ولا شك أن إطعام الجوعى خير وأولى من مباهاة لا طائل من ورائها؛ فقد كتبت الحَجَبَةُ إلى عمر بن عبد العزيز يأمر للبيت بكسوة كما يفعل من كان قبله، فكتب إليهم: إِنِّي رَأَيْتُ أَنْ أَجْعَلَ ذَلِكَ فِي أَكْبَادٍ جَائِعَةٍ فَإِنَّهُمْ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنَ الْبَيْتِ) يقصد بيت الله الحرام.

هل تعلم أن إنفاق المبالغ المالية الكبيرة على أفراح الزفاف لن تهب الزوجين حياة زوجية سعيدة؛ فبالتوافق، ومراعاة الحقوق والواجبات، والاحترام المتبادل؛ تُبنى البيوت، وتسعد الأسر.

وإذا نظرنا لنصوص الشرع الشريف وروحها وجدنا أنها تُعلي من قيمتي الاعتدال والاقتصاد، وتدعو إلى حفظ كل مقومات الحياة من ماء وغذاء وأموال ومنافع، هذه المقومات التي باتت مهمة غالية؛ في ظل التحديات العالمية، وخطر نقص المقومات الداهم.

فلا ينبغي أن ننسى أبدًا أن رعاية المصالح وحفظ المنافع دين يتاب المرء على فعله، وأن إهدارها وإفسادها ذنب يستحق طلب المغفرة من الله عز وجل؛ قال تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر : ۸] أي: ما يتنعم به الإنسان خلال حياته الدنيوية من مال وولد، وطعام وشراب ومُتع سيسأله الله عز وجل عنه يوم القيامة.

مدح الشرع الشريف الاقتصاد والاعتدال، وجعلهما من كريم الصفات:

- فأخبر أن أهل الاعتدال والاقتصاد هم أيسر الناس حسابًا أمام الله عز وجل يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم : «قال الله عز وجل: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [فاطر: ۳۲]. فَأَمَّا الَّذِينَ سَبَقُوا بِالْخَيْرَاتِ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَأَمَّا الَّذِينَ اقْتَصَدُوا، فَأُولَئِكَ يُحَاسَبُونَ حِسَابًا يَسِيرًا، وَأَمَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ يُحَاسَبُونَ فِي طُولِ الْمَحْشَرِ، ثُمَّ هُمُ الَّذِينَ.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة اليوم السابع

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة اليوم السابع

منذ 5 ساعات
منذ ساعة
منذ 4 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 6 ساعات
موقع صدى البلد منذ 7 ساعات
صحيفة الوطن المصرية منذ 10 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 16 ساعة
موقع صدى البلد منذ ساعتين
صحيفة المصري اليوم منذ 4 ساعات
صحيفة الوطن المصرية منذ 13 ساعة
صحيفة الوطن المصرية منذ 13 ساعة
بوابة أخبار اليوم منذ 9 ساعات