الزهيري كما هو معروف،من ألوان الشعر العربي في عدد من الأقطار العربية. وقد شاع نظم الزهيري باللهجة العامية. وينتعش الآن في الديرة من ريف اطراف جنوب الموصل، والشرقاط، نظم الزهيري بالعامية بشكل ملحوظ، لما له من ايقاع خاص في وجدان المتلقي،وما يتركه من اثر واضح في تحريك شجن السامع، وخاصة اذا ما كان النص مكتظا بمفردات تراثية جذابة،يلتقطها الشاعر بتلقائية سلسة، وعفوية رشيقة،وحس مرهف،من صميم دارج لهجة القوم عند نظمه الشعر الشعبي.
ولعل اقتدار الشاعر في استنبات رمزياته الشعرية كواحة غنّاء من تجليات تلك المفردات لحظة استيلاده النص،يمكّنه من ايقاد حس متلقيه وجدا،في تفاعلهم مع صور تلك الرموز المنسابة في قريضه الشعري، حيث تستهويهم المفردات التراثية الشعبية المدسوسة عمدا في داخل بنية النص، بدلالاتها الإيحائية،وما يترتب عليها من تجليات متدفقة في أذهانهم.
ولا غرابة في ان يتميز البعض من شعراء الديرة في توظيف المفردة الشعبية في بنية نصوصهم بمهارة عالية، ويفلحون في استفزاز وجدان المتلقين من اصحاب الذوق الرفيع، في وسطهم الأدبي الشعبي.
فالشاعر الشعبي هو نتاج قروي النكهة،في العادات، والسلوك، والاندماج الوجداني مع ربعه الآخرين، وبالتالي فان انجذابه إلى ثقافة وتقاليد الريف،تظل من دون شك عاملا مؤثرا، في تكوين نمط أسلوبه الشعري،باعتبارها خميرة تلك النشأة الماثلة في مخيلته،والمستوطنة في وجدانه،حيث تنعكس بنظمه الزهيري وغيره من الوان الشعر انثيالات تخاطرية بحس مرهف، وفي جو من رومانسية متجانسة مع ارهاصات تلك البيئة.
وقد تجلت فحولة البعض من شعراء الديرة بنظم الشعر العامي في تمكنهم من توظيف المفردة العامية التراثية في.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن السعودية