إعداد ـ محمد كمال
النظرة العميقة لنتائج الانتخابات الأمريكية تقود إلى أن الفوز الكاسح الذي حققه دونالد ترامب لا يتعلق فقط بفارق الأرقام بينه وبين منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، ولكنها ربما تشير إلى أقوى رئيس جمهوري شهدته الولايات المتحدة في العصر الحديث، إذ تمكن من هزيمة ليس فقط المعسكر الديمقراطي بكل ما يحمله من ثقل وأسماء بحجم عائلة باراك أوباما وعائلة بيل كلينتون وغيرهما ولكن أيضاً تغلب على فصيل معارض لا يستهان به داخل معسكره بمن فيهم جنرالات كبار، ما جعل البعض يطلق على الفترة المقبلة شعار «سنوات ماغا» MAGA، وهي شعار حملة ترامب «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى».
ويرى مراقبون أن ترامب بفوزه الساحق على المؤسسة الحزبية لكلا الحزبين، أصبح أقوى من أي وقت مضى، ويدعمه حزب تم تشكيله بالكامل على توجهاته ويعارضه الديمقراطيون المحبطون من الهزيمة، ومن ثم سيأتي الرئيس العائد مجدداً إلى البيت الأبيض بشكل أفضل تنظيماً، وبفريق أكثر براعة، ما يضعه في وضع قوي مما كان عليه في المرة السابقة.
ومن المنتظر، وفق خطة ترامب المعلنة، أن يعمل على توسيع السلطات الهائلة التي يتمتع بها الرئيس الأمريكي، في ظل دعم قوي من النظام الإعلامي المحافظ الجديد، الذي يتمحور حول الملياردير الأمريكي إيلون ماسك مالك المنصة العملاقة إكس، وهو القادر على إعادة تشكيل حروب المعلومات في الطاحنة في الولايات المتحدة.
المؤيدون الجدد
وبالنظر إلى الأرقام، وهي المؤشر ذو الدلالة في المقام الأول فقد كان فوز ترامب مذهلاً في اكتساحه ونطاقه، حيث أيدت جميع الولايات باستثناء اثنتين، واشنطن ويوتا، ترامب بشكل أكبر مما كانت عليه في عام 2020، وفقاً لصحيفة فايننشال تايمز، حيث حصل ترامب على دعم ملحوظ بنسبة 1 من كل 3 ناخبين ملونين، كما تحسنت شعبيته بين الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً والناخبين السود والناخبين اللاتينيين.
وبالنسبة للمؤسسات النيابية، فإن ما يقرب من نصف الأمريكيين المعارضين لترامب لا يجدون سوى القليل من العزاء، بل وسلطة فيدرالية أقل، فقد قلبت حملة ترامب مجلس الشيوخ إلى سيطرة الجمهوريين، كما يسير الحزب الجمهوري على الطريق للحفاظ على مجلس النواب.
ووفق تقرير لموقع أكسيوس، فإنه عقب النتائج المخيبة للديمقراطيين، فقد وجدوا أنفسهم بدون زعيم أو هوية أيديولوجية واضحة، بعد أن أدارت نائبة الرئيس هاريس حملة انتخابية خفيفة الأفكار ومثقلة بالمشاعر، ويتكشف ذلك من أن نتائجها كانت أقل من أداء بايدن لعام 2020.
ائتلاف خارج الصندوق
ووفق هذه المعطيات من المرجح أن يتمكن ترامب من صنع ائتلاف جديد، يتمتع بدعم قياسي من ذوي الأصول اللاتينية، وحماسة الطبقة العاملة، وزيادة في أعداد الناخبين الشباب.
وقد اختفت أي قيود من جانب الجمهوريين المناهضين لترامب في الكونغرس أو داخل البيت الأبيض، وذلك في ظل توعده بمعاقبة أشخاص نافذين اتهمهم بتعريضه للظلم، كما هدد بطرد أعداد من الموظفين، الذين حملهم فساد ما يسمى بـ «الدولة العميقة»، فضلاً عن أحد أكثر الملفات التهاباً والتي تتعلق بمخططه لترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين.
وفي طريق ذلك، ربما لن يجد ترامب عقبات تذكر، في ظل دعم كبير داخل مجلسي النواب والشيوخ، وهو ما يعني إطلاق العنان لأجندته، بدءاً من حملة مكافحة الهجرة.
المصادر المطلعة على حملة ترامب، تقول، إنه وهو في طريقه إلى البيت الأبيض مجدداً، سيحرص على إحاطة نفسه برجال أثرياء بارعين، وهو ما فعله أيضاً خلال حملته، عندما كان أحد أبطالها الملياردير إيلون ماسك، وبالتالي فإن نجاح هذه الطريقة سيعزز تفكيره في تكرارها داخل الجناح الغربي للبيت الأبيض.
صلابة القاعدة الجديدة
ومن الواضح أن ترامب لن يعتمد على الأثرياء البارعين فقط، بل سيعمل وفق محللين على الاستفادة من قاعدته الشعبية الجديدة، إذ نجح في تسويق نفسه على أنه بطل.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية