يصادف اليوم الأحد صدور العدد «222222» من جريدة المدينة، التي دخلت عامها التسعين، مواصلة مسيرةً طويلةً من الرِّيادة الإعلاميَّة في خدمة الوطن والمواطن، وقضايا الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة منذ العدد الأوَّل لها. أسَّس علي وعثمان حافظ صحيفة المدينة المنوَّرة، وصدر أوَّل عدد منها في يوم الخميس السادس والعشرين من محرم عام 1356هـ بالمدينة المنوَّرة، وفي عام 1383هـ انتقلت ملكيَّة الجريدة لمؤسَّسة المدينة للصحافة والنشر، متجاوزةً مراحل عديدة من النموِّ والتطوير الدائم على مدى نصف قرن، وذلك على الرغم من التحدِّيات المختلفة، لاسيَّما في السنوات العشر الأخيرة، مع ظهور التقنيات الحديثة، ووسائل التواصل الاجتماعي.
الصدور الأوَّل في 4 صفحات
صدرت «المدينة» لأوَّل مرَّة في أربع صفحات، لكنَّها تفرَّدت كأوَّل صحيفة سعوديَّة تنشر الصُّور الفوتوغرافيَّة، وتصدَّر العدد الأوَّل صورة للملك المؤسِّس عبدالعزيز -يرحمه الله-، وكان من اللافت في هذا العدد ملحوظتان: الأُولَى الخط العام الذي اختطته الجريدة لنفسها، وهو أنَّها ليست جريدةً محليَّةً فقط، بل للجميع ابتداءً من الوطن، وحتَّى الأُمَّة، وفي هذا الصدد قال عثمان حافظ في افتتاحيَّة العدد الأوَّل إنَّها (الصَّحيفة التي نعدُّها لعامَّة أبناء المملكة العربيَّة السعوديَّة، شيبًا وشبَّانًا، لا فرق بين المكيِّ، والمدنيِّ، والرِّياضيِّ، والجَديِّ، والقصيميِّ، والعسيريِّ، بل إِنَّا لنعدُّها لأوسعَ من هذا، فهي تقبل كلَّ مقال عربي قيم، وكل رأي إسلامي سديد، القصد منه المنفعة والإصلاح المأمول..). هكذا كانت الرؤية واضحةً وشاملةً وجليَّةً منذ الانطلاقة. «المدينة للوطن والأمَّة والإصلاح».
وفي العدد الخامس تجلَّت الرُّؤية أكثر من خلال قصيدة تدافع فيها عن فلسطين، للشَّاعر إبراهيم الجبهان، جاء فيها:
يَا فلسطينُ عزَّ -واللهِ- خطبٌ
دَاهمتنَا بذكرِهِ الأنباءُ
لكِ حقُّ الإخاءِ فِي الدِّينِ منَّا
وَلكِ الماد والنُّفوس فداءُ
ومِن الواجبِ القيامُ لكِ اليومَ
بمَا يقتضيه ذلكَ الإخاءُ
فهُو حقٌّ يضمُّنا الدِّينُ فيهِ
لَكِ منَّا والملَّةُ السَّمحاءُ
وفي البداية كانت «المدينة» تصدر أسبوعيَّة، ومنذ تأسيسها اشتغلت بنشر ألوان المعرفة والثقافة، بالإضافة إلى الأخبار المحليَّة والعالميَّة، وكان أوَّل رئيس تحرير لها أمين مدني، وفي 19 ربيع الآخر 1356هـ تولَّى السيِّد عثمان حافظ رئاسة التحرير، بعدما أصبح صاحب الجريدة، ومحررها المسؤول، وشارك علي حافظ، أخاه مسؤوليَّة التَّحرير في 26 جمادى الأُولى 1358هـ، وأصبحا معًا (صاحبَي الجريدة ومحرِّرَيهَا).
وتطوَّرت الجريدة إلى أنْ صدرت مرَّتين في الأسبوع، واستمر الصدور من المدينة المنوَّرة حتى بداية عام 1383هـ، وفي الرابع من صفر 1383هـ، تولَّى رئاسة التحريرهشام حافظ، بينما تولَّى محمد علي حافظ منصب مدير التحرير، والسيد خالد حافظ مسؤوليَّة الإدارة في حين انتقلت الجريدة إلى مدينة جدَّة لتصدر بشكل يومي (مع إجازة أسبوعيَّة ليوم واحد).
وصدر أوَّل عدد من جدَّة في السابع والعشرين من.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة