تخطت العملة الرقمية الشهيرة «البيتكوين» حاجز 79 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها، وسط موجة صعود قوية في سوق العملات المشفرة، مدفوعة بتفاؤل واسع النطاق بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية.

وقد ارتفع سعر البيتكوين بنحو 20% منذ الأسبوع الماضي، مع مراهنة المتداولين على تحقيق مكاسب كبيرة قبل نهاية العام، كما شهدت العملات الرقمية الأخرى ارتفاعات ملحوظة، حيث زادت قيمة الإيثريوم بنسبة 30%، والدوغوكوين بنسبة 50%، والكاردانو بنسبة 70%.

وتأتي هذه الارتفاعات في ظل قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي ( البنك المركزي الأميركي) والصين بخلق «عاصفة مثالية» لدعم سعر البيتكوين، مع تداول شائعات بأن دولة معينة تقوم بشراء البيتكوين بشكل سري، وفقاً لتقرير من فوربس.

وقد سادت تكهنات منذ سنوات حول احتمالية أن تكون بعض الدول قد بدأت في شراء البيتكوين، وزاد من قوة هذه الشائعات اعتماد السلفادور للبيتكوين كعملة قانونية وتجارب تعدين البيتكوين التي تجريها مملكة بوتان في جبال الهيمالايا.

كما أسهم وعد دونالد ترامب خلال مؤتمر البيتكوين الذي عُقد في يوليو بمدينة ناشفيل بولاية تينيسي، بجعل الولايات المتحدة «عاصمة العملات المشفرة على مستوى العالم» وإنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين، في تعزيز التوقعات وتحفيز السوق.

وقدمت السناتور الأميركية سينثيا لوميس قانوناً للبيتكوين في يوليو، دعت فيه إلى إنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين كوسيلة لتقليل الدين الوطني المتزايد للولايات المتحدة، والذي يقترب من 36 تريليون دولار، مقترحةً شراء مليون بيتكوين خلال خمس سنوات لتحقيق هذا الهدف.

كما أقرت ولاية بنسلفانيا الأميركية الشهر الماضي مشروع قانون يوفر وضوحاً تنظيمياً بشأن البيتكوين والعملات المشفرة، ويهدف القانون إلى حماية حق الأفراد في حفظ أصولهم الرقمية بأنفسهم، وضمان قدرتهم على استخدام البيتكوين كوسيلة للدفع، بالإضافة إلى وضع توجيهات بشأن الضرائب على معاملات البيتكوين.

طلب أميركي غير مسبوق

وعلى منصة «Coinbase»، أظهر المتداولون المقيمون في الولايات المتحدة طلباً مرتفعاً بشكل غير مسبوق على البيتكوين على مدى الأسبوعين الماضيين.

ويرى المتداولون أن تخفيضات أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل الرئيس وبنك الاحتياطي الفيدرالي تعتبر إيجابية بشكل عام.

ومع ذلك، فإن الارتفاع الملحوظ في الأسعار خلال يومي السبت والأحد يشير إلى أن المستثمرين الأفراد هم المحرك الأساسي للسوق في هذه الفترة. ويعتبر هذا مؤشراً صعودياً إيجابياً، حيث يُظهر اهتماماً واسعاً ومشاركة من المستثمرين الأفراد الصغار وليس فقط من المؤسسات الكبيرة.

كما تشير البيانات إلى أن جني الأرباح بين متداولي البيتكوين لا يزال منخفضاً بالمقارنة مع فترات الارتفاع السابقة، ما يوحي بأن الارتفاع الحالي قد يكون لديه مجال أكبر للاستمرار، مع استمرار الزخم الإيجابي وتزايد الاهتمام العالمي بالبيتكوين.

هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس