جانب من مقابلة وزير السياحة المصري شريف فتحي مع "اندبندنت عربية": لدينا طلبات استثمار تصل بنا إلى إنشاء 30 ألف غرفة فندقية خلال عامين. تفاصيل الحوار كاملاً في هذا الرابط #نكمن_في_التفاصيل

في وقت تعتمد خلاله مصر على السياحة كأحد المصادر الرئيسة للدخل القومي بنسبة بلغت 2.4 في المئة العام الماضي، شهد هذا القطاع تحديات متواصلة على مدى العقود الثلاثة الماضية. بدءاً من موجات العنف الديني والتفجيرات الإرهابية خلال التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، مروراً بحال الاضطراب الأمني والفوضى التي صاحبت الانتفاضات العربية وما أعقبها من موجات عنف وإرهاب، وصولاً إلى جائحة كورونا التي شلت القطاع بصورة كاملة بداية العقد الحالي. وأخيراً، ظهرت تحديات جديدة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة بسبب حرب غزة، وعلى رغم ذلك تستمر الحكومة المصرية في جهودها لتطوير هذا القطاع، إذ شاركت وزارة السياحة والآثار في المعرض السياحي الدولي بلندن بقيادة الوزير شريف فتحي الذي تحدث مع "اندبندنت عربية" حول عدد من الملفات التي تتعلق بصناعة السياحة في مصر، وبعض القضايا الجدلية الخاصة بالآثار المصرية.

وفق الوزير المصري حقق قطاع السياحة في مصر نمواً بنسبة خمسة في المئة خلال المئة العام الحالي، إذ استقبلت مصر 15.3مليون سائح محققة إيرادات بلغت 14.8 مليار دولار بزيادة نحو ستة في المئة على العام الماضي على رغم التوترات الجيوسياسية في المنطقة، إذ يشير إلى أن "العالم ما زال يتحدث عن الشرق الأوسط كدولة واحدة وليس دولاً عديدة". وأكد فتحي أن الترويج السياحي في مصر لا يتعارض مع أي موقف سياسي أو اجتماعي تجاه ما يحدث في المنطقة، قائلاً "السياحة فاتحة بيوت وبقولها بالبلدي هي جزء كبير من ناتج قومي تعيش عليه دول. فاستمرار الترويج السياحي لا يتعارض مع أية أحداث نشعر بالحزن والأسف تجاهها ونرفضها".

طموحات المتحف المصري الكبير

الحدث الأكثر أهمية الذي يترقبه كثر حول العالم هو افتتاح المتحف المصري الكبير. وفي حين تم بدء التشغيل التجريبي للمتحف منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بما ينطوي على 12 قاعة عرض رئيسة دون قاعات الملك توت عنخ آمون ومراكب الملك خوفو التي تنتظر الافتتاح الرسمي. وما زال موعد الافتتاح الرسمي للمتحف غير معروف على رغم الحديث مراراً خلال الأعوام الماضية عن مواعيد مختلفة، لكن وفق وزير السياحة والآثار المصري فإن الموعد الرسمي متروك تحديده للرئيس عبدالفتاح السيسي، ويقول "الافتتاح لن يكون قبل أشهر عدة... حالياً المنطقة الخاصة بالعرض مفتوحة وقريباً سنفتح الجزء الخاص بمراكب الشمس وستكون متاحة للسائحين كجزء من الافتتاح التجريبي".

وفي شأن أسباب تأجيل الافتتاح الرسمي مراراً أوضح فتحي أن "الطموح" يقف وراء التأجيل، فمع مرور الوقت تتكشف أمور أخرى تدفع القائمين على المتحف للتوسع وتجديد الخطة، ويقول "مثلاً الجزء الخاص بمراكب الشمس لم يكن في الخطة الأولى لكن وجدنا أنها فكرة جيدة بأن ننقل المراكب من مكانها خلف الهرم إلى المتحف وهي عملية صعبة للغاية بالنظر إلى أن هذه المراكب عمرها آلاف السنين، لذا نقلها من دون أن تتعرض للتلف والكسر عملية حساسة للغاية"، مضيفاً أن الوزارة بصدد إنتاج فيديو دعائي عن مراكب الشمس.

تطوير منطقة سانت كاترين

في خضم ما تواجهه صناعة السياحة في مصر من تحديات تواصل الحكومة المصرية مشروعات تطوير واسعة في أنحاء مختلفة من البلاد، وأخيراً أحدثت بعض التقارير في شأن تطوير المنطقة المحيطة بدير سانت كاترين الجدل وبخاصة بعدما أشيع غلق الدير الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس الميلادي، وهو ما نفته وزارة السياحة بصورة باتة. وأوضح الوزير في لقائه مع "اندبندنت عربية" أن المنطقة المحيطة بالدير تشهد مشروع تطوير عملاقاً بالنظر إلى أهميتها السياحية، إذ سينطوي المشروع على تطوير الطرق والبنية الأساس وإنشاء مطار كبير وإقامة فنادق، وأضاف "سانت كاترين ليست فقط لزيارة الدير لكنها أيضاً لمحبي تسلق الجبال والمغامرة، وبها مواقع أثرية ولمحبي التأمل... هي منطقة متكاملة".

وبالنظر إلى الجدل الذي أحدثته عمليات تطوير سابقة لمواقع أثرية شدد وزير السياحة والآثار المصري على الحرص على "الطابع الأثري والروحاني للمنطقة"، قائلاً "لدينا تصميم على عدم المساس بالطابع الأثري"، لافتاً إلى أن المرحلة الأولى من المشروع ستفتتح بحلول فبراير (شباط) 2025، وتنطوي على مطار وتطوير الطرق المحيطة وبنية أساس خاصة بالفنادق التي ستقام داخل المنطقة، فيما يتوقع الوزير المصري أن ينتهي العمل من المشروع بحلول منتصف 2025. وأشار إلى الانتهاء من العمل في الجانب الأثري لمسار العائلة المقدسة حيث يجري العمل حالياً على تطوير المناطق المحيطة وإعداد البنية الأساس من ناحية الفنادق، لافتاً إلى أن الحكومة المصرية لا تبني فنادق لكن تشجع القطاع الخاص على الاستثمار في هذا القطاع.

مقابر الأمام الشافعي.. "حادثة مؤسفة"

خلال الأعوام القليلة الماضية، تسببت عمليات تطوير الطرق وبعض المواقع الأثرية بجدل واسع، حتى أصبحت كلمة "تطوير" مرادفاً يثير القلق أو السخرية في أحيان أخرى. ففي الإسكندرية وقعت حالة من الصدمة على المهتمين بالتراث بعد أن تسببت أعمال الترميم بمسجد المرسي أبو العباس خلال يونيو (حزيران) الماضي بطمس زخارف ونقوش تاريخية في سقف المسجد، وأثار هدم عدد من المقابر التاريخية ذات التراث المعماري الفريد سخط كثير من المصريين، وتصاعد الغضب والتنديد الشهر الماضي عندما قامت السلطات المصرية بالبدء في أعمال إزالة مقابر الإمام الشافعي حيث وقع ما وصفه وزير السياحة المصري بأنه "حادثة مؤسفة" عندما تم هدم قبة مقبرة "حليم باشا" التي تتميز بطراز معماري فريد ونقوش مميزة، وذلك بعد أيام من هدم مدافن أخرى وصفها أثريون بأنها تراثية وفريدة.

ولم يخف الوزير المصري أسفه في شأن ما وقع بقبة حليم باشا قائلاً "هذا كان حادثة مؤسفة ورئيس الوزراء قال إن هذا ما كان ليحدث، وبناء عليه أُوقف العمل في المنطقة لحين متابعة الأمر والنظر في ما يمكن القيام به في هذه الأماكن بصورة لا تضر بالهوية الثقافية أو الأثر التراثي للمكان". ومع ذلك أشار إلى أن تلك الأماكن المشار إليها "لا علاقة لها بالآثار"، موضحاً أنه لا ينفي صفة الأثر "لكن قانون الآثار يطبق على عدد معين من الأماكن المسجلة كأثر وتسجيل الأثر له إجراءات عديدة ومعقدة". وأشار بالقول "إذا كنا سنتحدث عن الأماكن القديمة مثل السيدة نفسية وغيرها، فليس لدي تفاصيل عن هذه الأمور..." ومع ذلك أكد أن وزارة السياحة والآثار تساعد بالخبرات في عديد من الأعمال حتى لو لم تكن مسجلة كأثر.

ووصف فتحي ما أشيع عن طلاء أسدي كوبري قصر النيل بأنه "مضحك"، مؤكداً أن التمثالين دُهنا بمادة عازلة ولم يتم تغيير لونهما.

تنسيق مشروعات التطوير

وفي إطار حركة تطوير الطرق أُزيلت مناطق ذات طابع تراثي وتاريخي، وبسؤال الوزير المصري عما إذا كان يتم التنسيق بين وزارة السياحة والآثار عندما تقوم هيئة المجتمعات العمرانية أو غيرها بمشروعات تطوير، قال "لا يمكنني الجزم بأنه تم هدم أماكن ذات قيمة تراثية كبيرة... لم أكن موجوداً خلال تلك الفترة... لكن خلال الوقت الحالي يوجد تنسيق عال جداً ولا يمكن لأحد أن يدخل منطقة ذات طابع أثري من دون تنسيق مع وزارة السياحة والآثار، والمجلس الأعلى للأثار يتدخل ونضع إجراءات محددة يتم الاتفاق عليها مع أية شركة منفذة سواء حكومية أو غير حكومية. ونحن حريصون جداً ورئيس الوزراء وقياداتنا جميعاً كذلك... إذا كان هناك أمر ما حدث في الماضي... لكن الوقت الحالي هناك حرص.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 10 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 51 دقيقة
قناة الغد منذ 8 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ ساعتين
قناة العربية منذ 23 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 9 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 5 ساعات
قناة يورونيوز منذ 18 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 15 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 5 ساعات