تعود القضية القانونية للأمير هاري مع «نيوز جروب نيوزبيبرز» (NGN) التي يملكها الإعلامي الشهير روبرت مردوخ، إلى فترة طويلة من الممارسات غير القانونية التي شملت اختراق الهواتف وجمع معلومات خاصة عن شخصيات عامة.
القصة بدأت في التسعينيات من القرن الماضي، حينما اتهم الأمير هاري مجموعة الصحف التي تنشرها هذه المؤسسة، مثل ذا صن ونيوز أوف ذا ورلد، بالقيام بعمليات تجسس على حياته الشخصية من خلال طرق غير قانونية.
البداية.. ممارسات غير قانونية على مدار سنوات
القضية تعود إلى عام 1996، عندما كانت الصحف التابعة لـ«نيوز غروب» قد بدأت في استخدام تقنيات غير قانونية للوصول إلى المعلومات الشخصية للمشاهير والشخصيات العامة، بما في ذلك الأمير هاري، تُتهم الصحيفة باستخدام المحققين الخاصين لاختراق هواتف الشخصيات العامة، واستغلال أساليب غير قانونية لجمع معلومات حساسة، وكان الأمير هاري واحداً من بين العديد من الشخصيات التي تم استهدافها من قِبل الصحافة البريطانية في تلك الفترة.
الانفجار الإعلامي.. 2011 وتوقف «نيوز أوف ذا ورلد»
القضية بدأت تبرز بشكل جدي في عام 2011 بعد أن انكشفت فضيحة اختراق الهواتف التي شملت صحيفتي نيوز أوف ذا ورلد وذا صن، وفتحت باب التحقيقات التي أدت إلى إغلاق نيوز أوف ذا ورلد في العام نفسه، وقد تبيَّن أن الصحيفة كانت قد استعانت بمحققين خاصين لاختراق هواتف العديد من الشخصيات العامة، وهو ما شكَّل صدمة واسعة في المملكة المتحدة.
هاري ينضم إلى المتضررين
في أعقاب الفضيحة، بدأ العديد من المشاهير والشخصيات العامة في رفع دعاوى قضائية ضد «نيوز غروب نيوزبيبرز»، الأمير هاري الذي تأثر شخصياً بهذه الممارسات، انضم إلى سلسلة من القضايا التي رُفعت ضد الصحافة البريطانية، متهماً الصحيفة بالتجسس على حياته الشخصية، كان من بين المدعين مشاهير آخرون مثل الممثل هيو جرانت، والمدير التنفيذي السابق لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) ألان ينتوب، إلى جانب مغنية «سبايس جيرلز» ميلاني براون، والممثل ألفي ألين، بطل مسلسل صراع العروش.
تسويات ضخمة مع الضحايا
خلال السنوات التالية، توصلت «نيوز غروب» إلى تسويات مع العديد من الضحايا الذين كانوا قد رفعوا دعاوى ضدها، دفعت المجموعة مئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية لضحايا عمليات جمع المعلومات غير القانونية، وهو ما شمل أكثر من 1300 ضحية من مشاهير وأشخاص عاديين.
الأمير هاري يرفض التسوية.. مواصلة المعركة القانونية
على الرغم من أن العديد من المدعين توصلوا إلى تسويات مع المجموعة الإعلامية، بما في ذلك شقيقه الأمير وليام الذي توصل إلى تسوية في 2020، قرر الأمير هاري أن يستمر في معركته القضائية، محاميه ديفيد شيربورن أكد في تصريحات للمحكمة أن الأمير هاري يرفض التسوية ويريد متابعة قضيته إلى المحكمة العليا في لندن، مطالباً بالعدالة على ما تعرض له من اختراقات غير قانونية لحياته الخاصة.
محاكمة مرتقبة في يناير 2025
من المتوقع أن تبدأ المحاكمة في يناير 2025، لكن هناك تحذيرات من أن المدعين قد يواجهون تحديات كبيرة من حيث التكاليف القانونية الضخمة إذا رفضوا التسوية، وفي ظل هذه التحديات، يُتوقع البعض أن يضطر هاري وأمثاله من المدعين إلى إعادة التفكير في استراتيجيتهم القانونية، خاصة إذا كانوا سيواجهون تكاليف ضخمة في حال فوزهم بالقضية.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية