تشهد الساحة اللبنانية تصعيدا عسكريا خطيرا بين إسرائيل و"حزب الله"، وسط تحركات دبلوماسية مكثفة لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وفي خطوة لافتة، أعلن علي لاريجاني، مستشار الزعيم الإيراني علي خامنئي، خلال زيارته لبيروت، دعم بلاده لأي قرار لبناني يسعى لإقرار الهدنة مع إسرائيل.
لاريجاني أكد في مؤتمر صحفي بعد اجتماعه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن إيران "لا تسعى لتخريب أي مبادرات دبلوماسية"، مضيفا أن بلاده تدعم تطبيق القرار 1701 دون تعديلات أو تفسيرات.
وشدد على وقوف إيران بجانب الحكومة اللبنانية في مواجهة "العدوان الإسرائيلي"، معتبرا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وجماعته هم من يعرقلون الحلول.
تدمير مبان على الأرض، تواصل إسرائيل هجماتها الجوية العنيفة، مستهدفة 5 مبانٍ في الضاحية الجنوبية لبيروت، بما في ذلك موقع قرب تقاطع الطيونة، وهو أحد أكثر المناطق ازدحامًا في العاصمة. هذه الغارات تأتي ضمن حملة إسرائيلية مكثفة طالت مواقع "حزب الله" ومناطق نفوذه، ما أسفر عن موجة نزوح واسعة أجبرت أكثر من مليون شخص على مغادرة منازلهم.
في المقابل، يستمر "حزب الله" بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، مع تقارير عن معارك برية في جنوب لبنان.
هذه التطورات تأتي في وقت تبذل فيه الولايات المتحدة جهودًا دبلوماسية، حيث قدمت السفيرة الأميركية في لبنان مسودة اقتراح هدنة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يقود المفاوضات بدعم من "حزب الله".
على الصعيد الدولي، أدان الاتحاد الأوروبي استهداف المسعفين في غارة إسرائيلية قرب بعلبك، واصفًا ذلك بأنه "انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي".
كما أعلنت قوات اليونيفيل عن تعرض مقرها في جنوب لبنان لقذيفة مدفعية، مما أثار قلقًا عالميًا بشأن سلامة قوات حفظ السلام.
وأفادت صحيفة واشنطن بوست بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يسارع لدفع جهود وقف إطلاق النار في لبنان لمنح إنجاز مبكر في السياسة الخارجية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي من المتوقع أن يكون مؤيدا بشدة لإسرائيل.
ووفقا لوزارة الصحة اللبنانية، قتلت الهجمات الإسرائيلية ما لا يقل عن 3445 شخصا منذ السابع من أكتوبر 2023، وسقط معظمهم منذ أواخر سبتمبر.
وتقول إسرائيل إن هجمات "حزب الله" قتلت حوالي 100 مدني وجندي في شمال إسرائيل وهضبة الجولان وجنوب لبنان على مدى العام الماضي.
ومع استمرار التصعيد العسكري والجهود الدبلوماسية، يبقى مستقبل الهدنة معلقًا بين نجاح الوساطات الدولية وإصرار الأطراف المتنازعة على مواقفها.
مواضيع ذات صلة (رويترز)
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد