قالت مصادر مطلعة إنّ إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، ستعيد إحياء سياسة "الضغط الأقصى" الرامية إلى "إفلاس" قدرة إيران على تمويل وكلائها الإقليميين وتطوير الأسلحة النووية.

وأضاف أشخاص مطلعون على عملية الانتقال إن فريق السياسة الخارجية لترامب سيسعى إلى تشديد العقوبات على طهران، بما في ذلك صادرات النفط الحيوية، بمجرد عودة الرئيس المنتخب إلى البيت الأبيض في يناير، وفق صحيفة "فايننشال تايمز".

وقال خبير في الأمن القومي مطلع على عملية انتقال ترامب: "إنه عازم على إعادة فرض إستراتيجية الضغط الأقصى لإفلاس إيران في أقرب وقت ممكن".

وستمثل الخطة تحولا في السياسة الخارجية الأميركية في وقت من الاضطرابات في الشرق الأوسط بعد أن أدى هجوم "حماس" في 7 أكتوبر 2023 إلى موجة من الأعمال العدائية الإقليمية ودفع حرب الظل الإسرائيلية مع إيران إلى العلن.

وأشار ترامب خلال حملته الانتخابية إلى أنه يريد التوصل إلى اتفاق مع إيران. وقال في سبتمبر: "يتعين علينا التوصل إلى اتفاق، لأن العواقب مستحيلة. يتعين علينا التوصل إلى اتفاق".

وقال أشخاص مقربون، إن تكتيك الضغط الأقصى سيُستخدم لمحاولة إجبار إيران على إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، على الرغم من اعتقاد الخبراء أن هذا الأمر بعيد المنال.

وشن الرئيس المنتخب حملة "الضغط الأقصى" في ولايته الأولى بعد التخلي عن الاتفاق النووي لعام 2015 الذي وقعته إيران مع القوى العالمية، وفرض مئات العقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وردًا على ذلك، كثفت طهران نشاطها النووي وتخصب اليورانيوم بالقرب من مستوى الأسلحة.

وظلت العقوبات سارية خلال إدارة بايدن، لكن المحللين يقولون إنها لم تنفذها بصرامة كما سعت إلى إحياء الاتفاق النووي مع إيران وتخفيف الأزمة.

عقوبات جديدة وبحسب أشخاص مطلعين على الخطط، فإن فريق ترامب الانتقالي يعمل على صياغة أوامر تنفيذية يمكن أن يصدرها في أول يوم له في المكتب البيضاوي لاستهداف طهران، بما في ذلك تشديد وإضافة عقوبات جديدة على صادرات النفط الإيرانية.

وقال رئيس شركة الاستشارات رابيدان إنرجي، بوب ماكنالي "إذا ذهبوا حقًا إلى أقصى حد ... يمكنهم خفض صادرات النفط الإيرانية إلى بضع مئات الآلاف من البراميل يوميًا".

وأضاف "إنه مصدرهم الرئيسي للدخل واقتصادهم أكثر هشاشة بالفعل مما كان عليه في ذلك الوقت... إنهم في زاوية أسوأ بكثير من الفترة الأولى، سيكون الوضع سيئًا للغاية".

وحث مستشارو ترامب على التحرك بسرعة بشأن طهران، حيث قال أحد الأشخاص المطلعين على الخطة إن الزعيم الأميركي الجديد سيوضح "أننا سنتعامل مع فرض العقوبات على إيران بجدية بالغة".

وقد ساعد مايك والتز، مستشار الأمن القومي الجديد لترامب، في تمرير تشريع أثناء عضويته في مجلس النواب من شأنه أن يفرض عقوبات ثانوية على المشتريات الصينية من النفط الخام الإيراني. ولم يمر مشروع القانون في مجلس الشيوخ.

مواضيع ذات صلة دفع طهران للتفاوض وقالت المصادر إنّ حملة الضغط القصوى مصممة لحرمان إيران من الإيرادات لبناء جيشها أو تمويل مجموعات بالوكالة في المنطقة، ولكن الهدف في نهاية المطاف هو دفع طهران إلى التفاوض على اتفاق نووي جديد وتغيير سياساتها الإقليمية.

تدعم إيران الجماعات المسلحة في جميع أنحاء المنطقة التي كانت تطلق النار على إسرائيل على مدار العام الماضي. كما تبادلت إسرائيل وإيران الهجمات الصاروخية المباشرة ضد بعضهما البعض.

وقال خبير الأمن القومي المطلع على الانتقال "نأمل أن يكون ذلك حافزًا لحملهم على الموافقة على المفاوضات بحسن نية من شأنها أن تعمل على استقرار العلاقات وحتى تطبيعها يومًا ما، لكنني أعتقد أن شروط ترامب لذلك ستكون أكثر صرامة مما يستعد الإيرانيون له".

من بين فريق الأمن القومي لترامب، هناك اختيارات رفيعة المستوى تشمل مرشحه لمنصب وزير الخارجية، ماركو روبيو، ووالتز، مستشار الأمن القومي، الذين دافعوا عن نهج متشدد تجاه إيران.

قال والتز خلال فعالية في أكتوبر في المجلس الأطلسي: "قبل أربع سنوات فقط... كانت عملتهم في حالة هبوط، لقد كانوا حقًا في موقف دفاعي... نحن بحاجة إلى العودة إلى هذا الموقف".

من جانبه، حث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي هذا الأسبوع فريق ترامب على عدم محاولة ممارسة أقصى قدر من الضغط مرة أخرى.

وقالت الحكومة الإيرانية الجديدة، بقيادة الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، إنها تريد إعادة التواصل مع الغرب بشأن المواجهة النووية، في محاولة لتأمين تخفيف العقوبات لتعزيز اقتصاد البلاد المريض.

قال الباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام كريم سجادبور "السؤال الكبير هو ما إذا كان خامنئي على استعداد لإبرام صفقة نووية وإقليمية مع الرجل الذي قتل قاسم سليماني".

وأضاف "من الصعب تصور اتفاق نووي أو إقليمي يمكن أن يكون مقبولاً لكل من رئيس وزراء إسرائيل والزعيم الأعلى لإيران".

(ترجمات)

هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد