شهدت العملة المشفرة (XRP) التي تصدرها شركة ريبل (Ripple) ارتفاعاً تاريخياً في قيمتها، متجاوزة حاجز 1 دولار لأول مرة منذ ثلاث سنوات، حيث سجلت ارتفاعاً بنسبة 85% خلال 48 ساعة فقط لتصل إلى 1.27 دولار.
ووفقاً لبيانات منصة «كوين ديسك» (CoinDesk)، ارتفعت القيمة السوقية للعملة إلى 63.59 مليار دولار، مما يعكس تزايد الثقة والطلب عليها من المستثمرين، مدفوعة بتطورات قانونية وتنظيمية مؤثرة.
سبب الارتفاع أشار راشد الخزاعي، الشريك المؤسس في شركة «أو إف إكس سترات» (OFX Strat)، إلى أن عملة ريبل كانت دائماً الخيار المفضل للمستثمرين المؤسسيين بفضل مصداقيتها العالية كونها مملوكة لشركة «ريبل» (Ripple)، وهي شركة أميركية مرخصة وخاضعة لهيئات رقابية دولية.
وأضاف أن شبكة «ريبل» تُستخدم بالفعل من قبل بنوك عالمية ومحلية، ما يعزز ثقة المؤسسات المالية الكبرى في العملة.
وأوضح الخزاعي في تصريحات لـ «إرم بزنس» أن الارتفاع الأخير في سعر ريبل جاء نتيجة تدفقات كبيرة من أسواق صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) والشركات المالية الكبرى، ما زاد من السيولة والثقة في السوق.
وعلق قائلاً: «ما نشهده اليوم من حركة سعرية متأخرة مقارنة بعملة بيتكوين (Bitcoin) يُظهر أن ريبل تتبع الاتجاه العام للسوق مع تأخر طفيف في الاستجابة».
توقعات السوق
أضاف الخزاعي في تصريحات لموقع «إرم بزنس» أن الزخم الصعودي لسوق العملات المشفرة سيستمر، حيث ستشهد معظم العملات المشفرة، باستثناء المشاريع غير الموثوقة، مكاسب إضافية حتى بداية العام المقبل.
ومع ذلك، يشير إلى أن المستويات الحالية قد تكون فرصة لجني أرباح كبيرة، ما قد يؤدي إلى تصحيحات سعرية ضرورية لاستقرار السوق.
أما على المدى المتوسط والطويل، يتوقع الخزاعي أن تحقق العملات المشفرة مستويات قياسية جديدة، خاصة العملات التي تأخرت عن الموجة الحالية مثل إيثيريوم (Ethereum).
كما أشار إلى أن العملات الأكثر شهرة مثل دوجكوين (Dogecoin) ستواصل الارتفاع، مدعومة بدعم مؤثرين كبار مثل إيلون ماسك، مما يزيد من انتشارها وقيمتها السوقية.
سوق الكريبتو وهيئة البورصات في سياق متصل، تواجه هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (U.S. Securities and Exchange Commission - SEC) ضغوطاً متزايدة بسبب دعاوى قضائية مرفوعة ضدها في 18 ولاية أميركية، تتهمها بتجاوز سلطاتها الدستورية وتصنيف الأصول الرقمية كأوراق مالية.
هذه الدعاوى تأتي في وقت حاسم لسوق العملات المشفرة، حيث تقود قضية «ريبل» الجهود لتحديد طبيعة الأصول الرقمية من منظور قانوني.
في تطور لافت، قضت محكمة بأن مبيعات ريبل على البورصات العامة لا تُعتبر أوراقاً مالية، ما يشكل سابقة قانونية مهمة لصناعة العملات المشفرة. هذا القرار، إلى جانب الضغوط المتزايدة على هيئة الأوراق المالية والبورصات، قد يمهد الطريق لإعادة تشكيل البيئة التنظيمية لصالح العملات الرقمية.
وأدى فوز دونالد ترامب الأخير إلى موجة واسعة من الحماس المؤيد للعملات الرقمية، خصوصاً في الولايات المتحدة، حيث شهدت السوق الأميركية نمواً كبيراً للأصول الرقمية؛ ما زاد من ثقة المستثمرين حول العالم.
ترامب والبيئة التنظيمية
تشير مصادر مقربة من شركة «ريبل» إلى احتمالية لقاء بين الرئيس التنفيذي للشركة والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. حيث يراهن مؤسسو «ريبل»، على أن مثل هذا اللقاء قد يعزز التوجه نحو بيئة تنظيمية أكثر دعماً للعملات الرقمية.
كما أن هناك تكهنات بأن هذا اللقاء، إذا حدث، سيسهم في دفع قضايا مثل قضية «ريبل» نحو حلول إيجابية تسهل دخول العملات الرقمية إلى النظام المالي التقليدي، مما يرفع من زخم السوق ويعزز من مكانة العملات الرقمية كجزء أساسي من النظام المالي المستقبلي.
هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس
