انتصف الدور 3 من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 لكرة القدم والمقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بإقامة مباريات الجولة الخامسة قبل أيام.
"القارة الصفراء" تستعد لانطلاق النصف الثاني "الحاسم" في 19 نوفمبر الجاري.
أين العرب من معمعة الصراع المحتدم في ظل ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة (48) ومنح آسيا 8 مقاعد مؤهلة مباشرة إلى المونديال مع إمكانية حصولها على مقعد إضافي من خلال ملحق تخوضه منتخبات من مختلف القارات؟
تحسُّن إماراتي - قطري في المجموعة الأولى، صراع أردني - عراقي في الثانية، وعودة سعودية منتظرة في الثالثة.
معلوم أن المنتخبات البطلة والوصيفة في المجموعات الثلاث تتأهل مباشرة إلى المونديال، فيما يجري توزيع أصحاب المركزين الثالث والرابع على مجموعتين يتأهل منهما المتصدران إلى كأس العالم. ويلتقي الفريقان الحاصلان على الوصافة في مباراة ملحق لتحديد ممثل آسيا في الملحق العالمي.
منافسة خليجية عاشت المجموعة الأولى انتصارين مهمين للغاية في المعسكرين الإماراتي والقطري خلال الجولة السابقة: الأول على قيرغيزستان والثاني على أوزبكستان.
كان لا بد لـ"الأبيض" من تحقيق الفوز كي يعود إلى معمعة الصراع، غير أن الانتصار الذي تحقق على يد "العنابي" كان مفصلياً، خصوصاً أنه جاء على أوزبكستان الوصيفة التي تجمد رصيدها عند 10 نقاط، الأمر الذي أحيا آمال المنتخبين الخليجيين المتساويين نقاطاً (7 لكل منهما) في المركزين الثالث والرابع، فيما تُحلق إيران بـ13 نقطة في الصدارة.
لا خطر على الفريقين من قيرغيزستان الخامسة (3) وكوريا الشمالية السادسة (2).
الهدف واضح بالنسبة إلى الثنائي الخليجي في ما تبقى من تحديات: إزاحة أوزبكستان التي تلتقي إيران، من الوصافة. خطف مقعدها. ثم القيام بمحاولة تبدو يائسة لزحزحة إيران رغم أنها تبدو في مأمن من التهديد.
السيناريو العربي الأمثل يتمثل في تأهل الإمارات وقطر معاً ومباشرةً، لكن المسألة تبدو معقدة. ولزيادة الموقف صعوبة، سيلتقي المنتخبان الثلاثاء على "استاد آل نهيان" في أبو ظبي الذي يتوقع أن تملأ الجماهير مقاعده المقدرة بعشرة آلاف.
منتخب الإمارات حقق بداية مثالية في التصفيات بقيادة المدرب البرتغالي باولو بينتو. عاد بثلاث نقاط من الدوحة بفوزه على "الأدعم" في عقر داره 1-3، ردّ من خلاله الاعتبار لخسارته أمام قطر بالذات على أرضه برباعية في نصف نهائي كأس آسيا 2019.
يعي بينتو بأن المنافسة المنتظرة قد تفضي إلى وضع "الأبيض" على سكة المشاركة الثانية في المونديال بعد الأولى في "إيطاليا 1990" رغم النتائج المتذبذبة، خصوصاً التعادل الخاسر مع الضيفة كوريا الشمالية 1-1.
في المقابل، ستستعى قطر إلى تأكيد حضورها كبطلة لآسيا في النسختين الماضيتين، من خلال العودة بالنقاط الثلاث في الطريق نحو مشاركة ثانية في "العرس العالمي" بعد الأولى على أرضها في 2022.
فرض "العنابي" نفسه في الأعوام الأخيرة إحدى القوى الكبرى في "القارة الصفراء"، ونجح المدرب الإسباني ماركيز لوبيز في قيادته للاحتفاظ بلقبه القاري على أرضه في 2024 غير أن السقوط أمام الإمارات والتعادل مع كوريا الشمالية 2-2 والخسارة غير المقبولة أمام إيران 4-1 زعزعت ثقة الجماهير به. من هنا، جاء الانتصار الحيوي في الجولة الماضية على أوزبكستان لإحياء الأمل لدى المعز علي، هداف التصفيات بـ 12 هدفاً، وزملائه.
وقرر لوبيز استدعاء عبدالله يوسف تعويضاً لعبدالله اليزيدي المصاب، فيما استقر رأي بينتو على الدفع بكوامي أوتون أساسياً في قلب الدفاع والزجّ بخالد الظنحاني كظهير أيمن.
يتوجب على الإمارات السعي للظفر بالنقاط الثلاث لتدخل الجولة التالية في 20 مارس المقبل أمام إيران خارج الديار دون ضغوطات، فيما ستكون في انتظار "العنابي" مهمة في المتناول على الورق أمام كوريا الشمالية في الدوحة.
سباق الجارين تبدو المجموعة الثانية في متناول كوريا الجنوبية المصنفة 22 عالمياً إذ تبتعد في الصدارة بـ13 نقطة. ثمة إجماع على أنها قطعت أكثر من نصف الطريق نحو انتزاع البطاقة المباشرة المؤهلة إلى كأس العالم للمرة 12في تاريخها.
البطاقة الثانية تترّنح حتى الساعة بين منتخبي الأردن والعراق اللذين يملكان الرصيد نفسه (8 نقاط). انتهى لقاؤهما الصاخب في البصرة في الجولة السابقة بتعادل سلبي لم يصبّ في خانة أي منهما، خصوصاً أن عُمان تفوقت على فلسطين واقتربت برصيد 6 نقاط في المركز الرابع.
يحل العراق ضيفاً على عُمان الثلاثاء على مجمع السلطان قابوس الرياضي في فرصة سانحة للأخيرة للقفز نحو المركز الثالث وربما الثاني.
مدرب "أسود الرافدين"، الإسباني خيسوس كاساس الذي لم يكن راضياً عن التعادل الأخير، قرر المكوث في البصرة بعيد المباراة أمام الأردن قبل التوجه إلى مسقط بطائرة خاصة، وسيفتقد إلى مصطفى سعدون نتيجة تراكم البطاقات بينما تجاوز علي جاسم الإصابة التي أقلقت الجهاز الفني.
صحيح أن العراق تغلب افتتاحاً على عُمان بالذات في البصرة بهدف غير أن الأداء لم يكن مقنعاً بالنسبة إلى بطل كأس الخليج الأخيرة على أرضه في يناير 2023، والساعي إلى مشاركة ثانية في كأس العالم بعد الأولى في "المكسيك 86".
أما المنتخب الأردني الذي أبدع في كأس آسيا الأخيرة ولم ينحنِ سوى للقطريين في النهائي بعد أداء ملحمي طوال عمر البطولة، فيحل ضيفاً على الكويت الخامسة (3 نقاط).
لم ينسَ "النشامى" بقيادة المدرب المغربي جمال السلامي البداية المهتزة بمواجهة الكويت بالذات والتعادل 1-1 في عمّان، لذا تعتبر مواجهة الثلاثاء أمامها مفصلية لترسيخ الحظوظ والمضي قدماً نحو التأهل الأول إلى المونديال خصوصاً أن الصفوف مكتملة.
ويعوّل الأردنيون على الخط الهجومي الفتّاك والمتمثل في علي علوان وموسى التعمري ويزن النعيمات لدك حصون منتخب كويتي يتمثل هدفه في تحقيق فوز أول للتمسك بفرصة التأهل المباشر إلى المونديال للمرة الثانية بعد 1982 في إسبانيا.
تعتز الكويت بكونها أول دولة خليجية تظهر في كأس العالم، علماً بأنها تستعد حالياً لاستضافة "خليجي 26" في ديسمبر ويناير المقبلين.
وفي الجولة السابعة المقررة في 20 مارس المقبل، سيكون العراق مدعواً لاستضافة الكويت، فيما يلعب منتخب الأردن أمام ضيفه الفلسطيني الذي بدأ التصفيات بتعادل سلبي تاريخي مع كوريا الجنوبية في سيول قبل التقهقر في المباريات التالية وتجمُّد رصيده عند نقطتين.
"المنقذ" رينار كما كوريا الجنوبية، تبدو اليابان شبه ضامنة للتأهل المباشر عن المجموعة الثالثة حيث تتصدر برصيد 13 نقطة، متقدمة بسبع نقاط كاملة عن أستراليا والسعودية والصين (6 نقاط لكل منها) والبحرين (5) وإندونيسيا (3).
ما زالت الفرصة قائمة أمام المنتخبات الخمسة لمرافقة اليابان في القطار المباشر إلى المونديال، لكن المنطق يشير إلى انحصار السباق بين أستراليا والسعودية بالنظر إلى تمرّسهما وخبرتهما.
"الأخضر" أيقن خطأ تعيين الإيطالي روبرتو مانشيني مدرباً. كانت النتائج المترافقة مع أداء سيئ لبطل آسيا 3 مرات (1984 و1988 و1996) حجة لتغيير جلد الجهاز الفني الذي لم يقدم شيئاً منذ توليه الدفة في 2023. فشلٌ في كأس آسيا وانطلاقة بطيئة جداً في الدور الثالث من تصفيات كأس العالم. تعادل مع الضيفة إندونيسيا افتتاحاً 1-1، فوز بشق الأنفس في الصين 1-2، خسارة أمام اليابان بهدفين على استاد الأمير عبدالله الفيصل، وتعادل سلبي مع البحرين على الملعب نفسه. كل هذا أفضى إلى فك الارتباط بمانشيني، المدرب الأعلى راتباً في العالم، وإعادة الفرنسي هيرفي رينار الذي سبق له قيادة المنتخب نفسه بين2019 و2023 والوصول به إلى كأس العالم 2022 محققاً الفوز التاريخي على الأرجنتين 1-2.
عودة رينار توّجت بتعادل سلبي مهم مع أستراليا في عقر دارها، والأهم أداء مشجع للغاية بثّ الثقة في جماهير "الأخضر"، الأمر الذي يشي بنتيجة إيجابية أمام إندونيسيا الثلاثاء على "استاد جيلورا بانج كارنو" في العاصمة جاكرتا والذي يتسع لحوالي 78 ألف متفرج وبيعت تذاكره بالكامل بحسب الاتحاد المحلي.
وقرر رينار اصطحاب الثنائي سلمان الفرج ومهند الشنقيطي في الرحلة رغم إصابة الأول بقطع في الرباط الصليبي والثاني بآلام في العضلة الأمامية للفخذ، وقال: "تركيزنا حالياً ينصب على التأهل إلى كأس العالم. لا شك في أن مواجهة إندونيسيا تعتبر مهمة للغاية".
وفي حال تجاوز إندونيسيا، سيضع المنتخب السعودي نفسه على الطريق الصحيح نحو تأهل 7 إلى كأس العالم لأن التالي سيكون الصين التي تحل ضيفة عليه في 20 مارس المقبل.
وبالنسبة إلى البحرين القادمة من خسارة في غير وقتها على أرضها أمام الصين بالذات بهدف، فستكون مدعوة لتكرار المفاجأة المتمثلة بالفوز على أستراليا بعدما بدأت التصفيات بانتصار تاريخي عليها بهدف من نيران صديقة في مدينة جولد كوست، قبل دخول نفق النتائج السيئة المتتالية.
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد