البرازيل وكرة القدم.. هوية وطنية ومحرك اقتصادي بمليارات الدولارات

تعد كرة القدم جزءاً لا يتجزأ من الثقافة والهوية الوطنية في البرازيل، إذ أفرزت هذه الدولة العديد من أساطير اللعبة مثل بيليه، نيمار، ورونالدينيو، وغيرهم. ومع الشغف اللامحدود الذي يكنّه الشعب البرازيلي لهذه الرياضة، تساهم كرة القدم بشكل كبير في الاقتصاد البرازيلي، حيث تضخ مليارات الدولارات سنوياً في شرايينه.

بحسب آخر تقديرات الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، تمثل سوق كرة القدم البرازيلية نحو واحد في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبرازيل، أي أكثر من 15 مليار دولار، هذا فيما تُقدر الإيرادات السنوية لكرة القدم في البرازيل بنحو 4.5 مليار دولار، تشمل حقوق البث، والرعاية، وتذاكر المباريات.

ويتحكم الاتحاد في كل ما يتعلق بكرة القدم الاحترافية في البرازيل، وقد شهد نمواً كبيراً في إيراداته منذ جائحة كورونا، فبلغ إجمالي الإيرادات في عام 2023 نحو 202 مليون دولار، وهو ما يمثل زيادة بنحو 9 في المئة على عام 2022.

كما يشغل قطاع كرة القدم نحو 1.5 مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة، بما في ذلك اللاعبون والمدربون الإداريون والعاملون في الأندية.

نوادي الكرة محرك اقتصادي

تلعب نوادي كرة القدم البرازيلية دوراً كبيراً في جذب الإيرادات والاستثمارات إلى البلاد، فحسب آخر الإحصاءات، شهد إجمالي الإيرادات التشغيلية لأندية الدوري البرازيلي، باستثناء تداولات اللاعبين والدخل الاستثنائي، مسار نمو، حيث زاد بنسبة 30 في المئة خلال المواسم الخمسة الماضية ليصل إلى رقم قياسي قدره 1.5 مليار دولار في عام 2023، على الرغم من تأثير الوباء، ويعد هذا الارتفاع أكثر أهمية بالعملة المحلية، مع زيادة بنسبة 63 في المئة في الفترة من 2019 إلى 2023، وتتمثل الدوافع الرئيسية لهذا الإنجاز في دخل أيام المباراة، مدعوماً بالملاعب التي بُنيت لكأس العالم لكرة القدم 2014، فضلاً عن ارتفاع الإيرادات التجارية والجوائز المالية من البطولات الدولية.

أمَّا بالنسبة لانتقالات اللاعبين التي تعد من أهم مصادر الدخل لنوادي كرة القدم، فحولت الأندية البرازيلية لاعبين قيمتهم 315 مليون دولار أميركي إلى أندية الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حول العالم في 2023.

أهم صفقات الانتقالات تأتي من الانتقالات إلى الخارج، خاصة إلى أوروبا، في المواسم الستة الماضية، حققت الأندية البرازيلية 1.7 مليار يورو من إيرادات الانتقالات.

ملعب ماراكانا.. قبلة لعاشقي كرة القدم

يُعدُّ ملعب ماراكانا في مدينة ريو دي جانيرو من أكبر ملاعب كرة القدم في العالم، وخلال جلة لـCNN الاقتصادية، في الملعب، رأينا مئات الزوار يجرون جولات سياحية داخل الاستاد العريق الذي يجذب العديد من السياح ويستقطب البطولات الكبرى مثل كأس العالم 2014، ما أسهم في زيادة الإيرادات السياحية للبرازيل بمليارات الدولارات.

ماراكانا في ريو دي جانيرو هو أكبر ملعب في البلاد، وكان لسنوات أكبر ملعب في العالم، افتُتح عام 1950 لاستضافة بطولة كأس العالم التي أُقيمت في البرازيل في ذلك العام، لأكثر من أربعين عاماً، كان ملعب ماراكانا يتسع لنحو 200 ألف شخص، اليوم الملعب أن يستوعب ما يصل إلى 78838 متفرجاً؛ حيث تم تقليص عدد المقاعد لدواعٍ أمنية.

تم اختيار الملعب لاستضافة المباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم 2014، إضافةً إلى حفلي الافتتاح والختام لأولمبياد ريو دي جانيرو 2016.

وارتبط اسمه بمنتخب راقصي السامبا؛ فأقيمت فيه مباراتان لنهائي كأس العالم في 1950 و1980، وبكى آلاف من مشجعي كرة القدم في المرتين عندما خسر المنتخب البرازيلي.

كما حطم الملعب رقماً قياسياً من حيث عدد الحضور الجماهيري خلال المباراة الأسطورية في تاريخ الكرة بين البرازيل وأوروغواي في نهائي كأس العالم بعام 1950 بحضور أكثر من 199 ألف مشجع.

واحتضن الملعب عدداً من كبار نجوم كرة القدم البرازيليين، ففي ماراكانا سجل بيليه الهدف رقم ألف في مسيرته ولعب آخر مباراة له مع المنتخب البرازيلي في 1971.

لا شك أن حب كرة القدم يجري في دم كل برازيلي، ولا شك أيضاً أن العائد من الرياضة على البلاد ليس بالقليل ويعد محركاً للاقتصاد البرازيلي.


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ 6 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 50 دقيقة
منذ 5 ساعات
منذ 50 دقيقة
منذ 5 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعة
قناة العربية - الأسواق منذ 11 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ 6 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 4 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 18 ساعة
قناة العربية - الأسواق منذ 10 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 8 ساعات