كان التوقف الدولي لشهر نوفمبر الجاري هو الأخير للمنتخبات في عام 2024، وقد تجاوزه ديدييه ديشامب بنجاح بعدما كان عاما مليئا بالصعوبات، حيث تعرّض مدرب المنتخب الفرنسي لانتقادات لم يعتد عليها منذ توليه تدريب "الديوك" في عام 2012
ويمكن القول إن ديشامب نجح في الصمود بوجه العاصفة مؤجلا الاستحقاقات الهامة حتى مارس المقبل.
وكان الارتياح واضحا في معسكر منتخب فرنسا بعد الفوز الأخير اللافت على إيطاليا 3-1 في الجولة الأخيرة من مسابقة دوري الأمم الأوروبية، والذي ضمن له صدارة المجموعة الأولى لحساب المستوى الأول.
عكست الفرحة العارمة على مقعد البدلاء والرضا الذي أظهره ديشامب أمام وسائل الإعلام، أهمية المباراة بالنسبة لقائد المنتخب السابق كلاعب، حتى لو كان التأهل إلى ربع النهائي مضمونا.
وجاء ذلك الفوز الشرفي في ملعب "سان سيرو"، ليطرد الغيوم الكبيرة التي كانت تحوم فوق الرؤوس وأنهت السنة بعلامة إيجابية.
خيبة اليورو بعد كأس أمم أوروبا "يورو 2024" المخيبة، رغم بلوغ الدور نصف النهائي، طُرحت تساؤلات كثيرة حول خيارات ديشامب، لكن الأخير احتفظ برباطة جأشه.
وقال المدرب في مؤتمر صحفي، الأحد الماضي: "بمقدوركم قول وكتابة ما تشاؤون، هذا جزء من الحياة. أعلم ان هناك مطالب والتوقعات مرتفعة. نحاول الوصول إلى مجموعة شابة، وهذه المباريات الست في دوري الأمم تخدم هذا الغرض".
لتجنب شبح تراجع سلطته بعد 12 عاما في منصبه، حذر المدرب من أن هذه البطولة التي لا تحمل قيمة كبيرة للاعبين والمشاهدين، يجب أن تزود تشكيلته بالـ"أكسجين" قبل التركيز في عام 2025 على تصفيات مونديال 2026.
ورغم بداية كارثية في ملعب "حديقة الأمراء" بالخسارة ضد إيطاليا بنتيجة 1-3 في سبتمبر الماضي، أعاد ديشامب سفينة المنتخب الفرنسي إلى مسارها الطبيعي.
استفاد العديد من اللاعبين خلال الشهرين الماضيين من مداورة بدت مدروسة، مثل إيمانويل كونيه، ماتيو غندوزي في خط الوسط ولوكا ديني في الدفاع.
شرح المدرب أسلوبه، قائلا: "سيعقّد هذا الأمر خياراتي في المستقبل، لكن من الجيد تقديم مباريات كبيرة أمام فريق نوعي مثل إيطاليا".
أزمة هجومية وغياب مبابي لكن الأمور ليست مثالية بالنسبة لفرنسا، وإذا كان ديشامب سعيدا لاستعادة فريقه حمضه النووي، مع تكتل كبير في الدفاع والوسط، إلا أن ورشته لا تزال كبيرة في خط الهجوم.
أضاءت بطولة "يورو 2024" الأخيرة في ألمانيا، حيث اكتفت فرنسا بتسجيل هدف وحيد من لعب مفتوح، على أوجه قصور خطيرة في المقدمة، ولم يعالج دور المجموعات من دوري الأمم الأوروبية النقص في الإبداع.
وإذا كان الـ"ديوك" تألقوا في الركلات الثابتة الأحد في ميلانو، إلا ان اللاعبين المهاجمين افتقروا إلى صنع أية فرصة تقريبا.
وتعرّض النجم الأول للمنتخب وقائده كيليان مبابي لنكسات عديدة، على غرار عدم توهجه بشكل كافي في المسابقة القارية خلال الصيف الماضي، إلى جانب نزاعه المالي مع فريقه السابق باريس سان جيرمان، ةاتهامه من قبل الصحافة السويدية بالاغتصاب، كما غاب عن آخر تجمعين للمنتخب.
مواضيع ذات صلة وساهم اعتزال أنطوان غريزمان دوليا بإضعاف هجوم فرنسا، وإذا كانت الأخيرة تريد تخطي ربع نهائي دوري الأمم في مارس المقبل، وخصوصا التألق في مونديال 2026 كهدف أهمّ، فعليها إيجاد حلول لهذا القطاع
تبدأ الحلول باستعادة مبابي مستوياته التي قادت فرنسا إلى لقب مونديال 2018 ووصافة 2022.
وضع ديشان حدا للشكوك مرجئا موضوع نجمه إلى الاستحقاق المقبل: "اتركوه وشأنه. أنا متأكد بأنه سيستعيد إمكاناته".
(وكالات)
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد