يحلم معظم الأشخاص، في مرحلة ما في حياتهم، أن يصبحوا مشاهير أو يكونوا على الأقل من المقرّبين لشخص مشهور. اليوم، أصبح الوصول إلى هذا الهدف أكثر سهولة؛ ففي الماضي، كان عليك كي تصبح مشهورًا أن تكون متميزًا بشكل استثنائي في مجال فني ما، كالغناء أو التمثيل. أما الآن، في عالم تهيمن عليه وسائل التواصل الاجتماعي، فإن المؤثرين وصانعي المحتوى على منصات انستغرام، وتيك توك، وسناب شات، يعيدون تعريف الشهرة، بينما تتابع العلامات التجارية والشركات ذلك عن كثب.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على قطاعات الإعلان والتسويق بعد أن قضى 25 عامًا في هذا المجال، أدرك هادي الحجار، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة إدارة المواهب (HuManagement) ومقرها دبي، كيفية تغيير وسائل التواصل الاجتماعي قطاعات الإعلان والتسويق والترفيه. يؤكد على ذلك بقوله: "كان لهذا التحول تأثير كبير بلا شك. في الماضي، كان المشاهير يحتكرون الأضواء، لكن مع انتشار التسويق عبر المؤثرين، تغير القطاع جذريًا". ويضيف: "خلال الفترة بين 2015 و2018، بلغ تأثير المؤثرين ذروته، وأصبحوا نقطة جذب رئيسية للجميع، كالعلامات التجارية والحكومات والشركات التي تبحث عن وسيلة فعّالة للوصول إلى جمهورها المستهدف، من خلال حملاتها التسويقية. مع ذلك، تظل للمشاهير مكانة خاصة، إذ يتربعون على القمة عندما يتعلق الأمر بالتعاون مع العلامات التجارية، فهم كجوهرة التاج في هذا المجال".
ومع تطور مفهوم الشهرة، نمت الصناعة المحيطة بها بشكل كبير. وأصبح المؤثرون الآن قوة لا يستهان بها، حيث تحرص العلامات التجارية الكبرى والحكومات والشركات على الاستفادة من نفوذهم، من خلال تضمين الإعلانات في منشوراتهم والوصول إلى قاعدة متابعيهم، مقابل مبالغ مالية مجزية. وفي ظل انعدام لائحة تسعير موحد لمقدار ما يكسبه المشاهير والمؤثرون من خلال التسويق، من الواضح أن أولئك الذين يحققون شعبية واسعة يمكنهم تحقيق مكاسب كبيرة.
وفقًا لـ(demandesage) في عام 2024، يمكن لمؤثر متوسط المستوى يملك ما بين 10 آلاف و 100 ألف متابع، أن يكسب ما معدله 1211 دولار عن كل منشور. في المقابل، يمكن لكبار النجوم، مثل كريستيانو رونالدو، الذي يتجاوز عدد متابعيه 925.7 مليون متابع،عبر منصات إنستغرام وفيسبوك وإكس، أن يحقق أكثر من 2.4 مليون دولار للمنشور الواحد. لذلك، أصبح كونك شخصًا مشهورًا على الإنترنت مسارًا مهنيًا جذابًا للشباب. وقد كشفت دراسة أجرتها شركة (HigherVisibility) في عام 2022، أن نحو %41 من المشاركين من الجيل زد في أميركا، يرغبون في أن يكونوا مؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي. وتشير البيانات الأحدث إلى أن هذه النسبة بلغت %57 بحلول نهاية عام 2023.
بداية الشركة وتوسعها يدرك الحجار ذلك أفضل من أي شخص آخر؛ فمنذ تأسيس شركة (HuManagement) بدءًا من جهاز حاسوب محمول في غرفة معيشته عام 2015، سعى لتوسيع الشركة بشكل كبير استجابة للطلب المتزايد من المبدعين والعملاء. واليوم، لدى الشركة 4 مكاتب في الإمارات والسعودية والأردن والشام، وتوظف نحو 90 شخصًا. كما تتعاقد الشركة مع أكثر من 500 فنان وصانع محتوى، من مغنين وموسيقيين وممثلين، وصانعي محتوى وإعلاميين، من أبرز النجوم إلى الواعدين. ووفقًا لـ الحجار، فإن قيمة الشركة تقدر بنحو 45 مليون دولار. في حين قد يستمر النمو المستقبلي للشركة في الاتجاه الإقليمي نفسه، حيث بلغت القيمة السوقية لقطاع الإعلام والترفيه في الشرق الأوسط 41.1 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع ارتفاعها إلى 59.1 مليار دولار بحلول عام 2029، حسب بيانات (Mordor Intelligence).
مع ذلك، فإن (HuManagement) انتقائية بشأن اختيار الأشخاص الذين تتعاون معهم. يوضح الحجار: "هدفنا ليس تمثيل الجميع، بل نحرص على اختيار الأفراد الذين نتشارك معهم القيم والمبادئ، والذين نعلم أننا قادرون على إحداث تأثير إيجابي معهم. نحن نبحث عن أشخاص قادرين على بناء أساس من الثقة معنا، ولديهم الرغبة في تطوير هذه الشراكة". ومن بين أبرز النجوم الذين تمثلهم الشركة اليوم: مايا دياب، وإليسا، وهدى قطان، وماجد المهندس، ومهند الحمدي، إلى جانب العديد من الأسماء البارزة الأخرى. يؤكد الحجار: "اختر أي نجم تريده من أي مكان في العالم، وسنحرص على إحضاره لك".
استثمارات وشراكات في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تعززت مكانة (HuManagement) في السوق عندما استحوذت (Warner Music) على %10 في الشركة من خلال استثمار استراتيجي. وتتضمن الصفقة اتفاقية طويلة المدى لاكتشاف المواهب الفنية والموسيقية، وفرصًا للتسويق والترويج للعلامة التجارية. كما تتيح لشركة (Warner Music) التعرف إلى فناني (HuManagement) والترويج لهم، مع إمكانية دمجهم في شبكتها العالمية.
يقول الحجار: "عندما تعيش في دولة مثل الإمارات، حيث تُعقد الصفقات الكبيرة باستمرار، فإن ذلك يُلهمك". موضحًا أن الشريكين المؤسسين تلقيا عروضًا من 5 مجموعات استثمارية سابقًا. لكن بالرغم من أنها لم تكن مناسبة تمامًا، إلا أن شركة (Warner) قدمت عرضًا استثنائيًا. يوضح الحجار: "يمثل استثمار مجموعة عالمية مثل (Warner) في شركتنا، تأكيدًا قويًا على حضورنا، ويعمل كجسر يربط بين ثقافتين مختلفتين، مما يوجد روابط جديدة. لقد كانت خطوة مهمة إلى الأمام، ليس لشركتي (HuManagement) و(Warner) فقط، بل للقطاع كله في المنطقة". فيما أصبحت الفنانتان: داليا مبارك ومايا دياب، تحت مظلة شركة (Warner Music) الآن. بهذا كانت الصفقة العالمية قفزة أخرى في رحلة الحجار الحافلة بالعديد من القرارات الجريئة.
يرى ألفونسو بيريز سوتو، رئيس الأسواق الناشئة في مجموعة (Warner Music) أن هذه الصفقة تفتح آفاقًا جديدة أمام فناني وارنر. يقول: "مع استمرارنا في توسيع عملياتنا في الشرق الأوسط وتعزيز ريادتنا في السوق، من الضروري أن نقدم لفنانينا خدمات استثنائية. ومن خلال الشراكة مع (HuManagement) نعمل على تعزيز القيمة التي نقدمها لقائمة فنانينا، كما نضمن لهم دعمًا شاملًا في مجالات عديدة مثل: العروض الحية، وعقود الرعاية، وتطوير علاماتهم التجارية".
مسيرة الحجار قضى الحجار طفولته في جنوب لبنان، لكنه اضطر للانتقال إلى بيروت مع عائلته عندما كان في الخامسة من عمره، بسبب اندلاع الحرب في منتصف سبعينات القرن الماضي. وأثناء محاولته التأقلم مع أصدقاء جدد في مدرسة جديدة، انضم إلى فريق كرة السلة وأصبح من لاعبيه البارزين. يتذكر قائلًا: "أعتقد أن هذا هو السبب في انجذابي إلى الشهرة والمشاهير. ربما كان هذا مقدراً لي".
بعد سنوات، حين أنهى دراسته في مجال التسويق، طلب صديقه الذي كان يعمل لدى مجموعة روتانا للموسيقى، إحدى أكبر شركات.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط