تعلمت #مقالات

اليوم وبينما أنا أقلب في أوراقي القديمة وقعت عيناي على قطعة كتبتها وأنا في أشد لحظات حياتي قهرا وألما، أعادتني إلى زمن الرفض والتقوقع على الذات، ألوم الأيام، الليالي، الناس، الطيور وحتى الشجر، كرهت كل شيء يبعدني عن أيامي معه، عن ذكرياتي وأنا بين يديه وفي عينيه، وهؤلاء الناس من حولي لماذا لا يقضون حياتهم في الحزن على فراقه؟ كيف لا يرون آثار أقدامه على أرصفة المدينة، كيف لا يطوف عبيره فوق السحاب بين المباني وفي الساحات، كيف لرائع مثله أن يختفي من الحياة وتظل العصافير تغني والأشجار تهتز طربا وتخضر وتثمر؟!

لمن يلومني... لم أكن أراه كبقية البشر، عملاق فكيف بين التراب غاب واندثر بأرض غريبة لا نعرفها ولا على أي خريطة لها أثر، وهل كنت كبقية البشر؟! أقرأ نعم أكتب نعم، لكنها مجرد كلمات أشكل بها لوحات أسميتها الحياة، خطها قلمي حروفا لا بل سهاما لتدمي القلوب وتأسر الأرواح، وأسميتها نثرا، جردتها من ألوانها، وكسوتها سوادا وأحزانا، كلمات كنت أبثها آهات ألم، زفرات عذاب تخرج من الأعماق مع لهيب الروح... تريح، تخدر، لدقائق أم للحظات؟ لم أكن أعرف الزمن... قلبي أدماه غدر البشر لذكرى من أطلقني بين البشر، كان عقلي يرفض ويثور على النسيان... غرقت في جحيم ظلام عالمي، هذا إن جهلتم هو ثمن طلب الإبداع ثمن القهر، دين علي ورثته مع اسمي بحكم القدر... فأتذكر وأعود للاحتراق بنيران الغضب... إلى رماد تحولت فماذا يفيد الرماد؟! إن هبت نسائم المحبة ولامست روحي ارتجفت وتناثرت هنا وهناك..... هل أنا كنت مثلهم بشرا؟ أنظر في المرآة فلا أرى شيئا، أنا من دونه بلا هوية، غريبة أمر بين الناس شبحا، فلا راحة كنت أجد، ولا على أرض كان لي أثر، أهرب إلى عالمي وأكتب، فالكتابة كانت وما زالت لي بمثابة قناة أتواصل من خلالها مع نفسي قبل غيري، أدخل إلى الأعماق لأبحث وألملم الشتات من مشاعري، هنا غضب وهنا يأس وهناك ضياع، وأترجمها كلمات، أخط أحرفها سوداء على أوراق بيضاء، أبيض على أسود، هكذا كنت حتى صحوت يوما ومن بين أدمعي رأيت، ارتج قلبي وتوقف ثم عاد للحياة لنظام نبض غير الذي أشقاه، فانتعش عقلي وتحرك فكري، حينها تعرفت ولأول مرة على ما كانت النرجسية تخفيه، دروس من الحياة تجلت ووضحت، فتعلمت.

تعلمت أن الحياة لن تقف لأحزاني ولن تحتفل لأفراحي، فكل في ملكوت فضائه يسبح، وإنني إن أردت أن أصل لقمة جبلي، لأنتشي بلحظات نجاحي وأترك أثرا كما فعل لغيره أبي - رحمه الله - ليستفيد منه من معي ومن سيأتي من بعدي، يجب أن أواجه ما يعتبره الكثيرون مستحيلا، وأنا جاهلة إن كنت سأنجح أم لا، ولكن يجب أن أستمر وأجاهد حتى وإن شعرت بأنني لن أستطيع أن أتابع وإن أدمت الصخور أناملي واستحوذ التسلق على جل طاقتي وصرخت أعضائي.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن السعودية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الوطن السعودية

منذ 44 دقيقة
منذ 10 ساعات
منذ ساعتين
منذ 44 دقيقة
منذ 8 ساعات
منذ ساعتين
قناة الإخبارية السعودية منذ 13 ساعة
صحيفة عكاظ منذ 5 ساعات
صحيفة سبق منذ 18 ساعة
صحيفة عكاظ منذ 14 ساعة
صحيفة سبق منذ 10 ساعات
صحيفة سبق منذ 7 ساعات
صحيفة عكاظ منذ 5 ساعات
صحيفة سبق منذ 6 ساعات