في العقود المقبلة لن تكون هناك منطقة أكثر أهمية للاقتصاد العالمي مثل جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، التي تضم أغلب الدول الإفريقية. كيف لا، وتربة دول مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية، وبوركينا فاسو، والنيجر، ومالي، تحتوي على وفرة من الموارد الطبيعية، بما في ذلك الليثيوم، والكوبالت، والذهب، والتيتانيوم، واليورانيوم، وكلها مهمة لإنتاج الجيل القادم من البطاريات، وتشغيل المفاعلات النووية الصغيرة التي سترسم سباق التسلح التكنولوجي في مجال الذكاء الاصطناعي.
إن هذه الثروة الفائقة في المواد الحيوية هي السبب وراء تعزيز روسيا حضورها القوي في المنطقة، باستخدام مجموعة من الشركات الحكومية على غرار شركة الطاقة النووية الروسية «روساتوم»، التي تعمل على توسيع نطاق وجودها هناك، وأن تصبح شريكة لحكومات إفريقية متعددة بهدف إزاحة فرنسا، الشريك الأمني التقليدي للكثير من دول القارة.
في الأثناء، جعل التقاء العوامل الاقتصادية الكلية والجيوسياسية من إفريقيا مصلحة أمنية وطنية حيوية للولايات المتحدة أيضاً، وتأمين الزعامة الأمريكية في القارة بات هدفاً يتمتع نظرياً بدعم واسع النطاق من الحزبين. ومع ذلك، ومثل الانسحاب الفاشل من أفغانستان، لم يكن الأمر يتعلق بالنية بل بالتنفيذ الاستراتيجي لهذا التحول إلى إفريقيا، الذي فشلت فيه إدارة بايدن.
في أغسطس/آب 2022، نشر البيت الأبيض ورقة بحثية حددت أجندة استراتيجية من أربع نقاط لإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ووفقاً لهذه الوثيقة، كان هدف أمريكا «تعزيز الانفتاح والمجتمعات المفتوحة»، و«تقديم عوائد الديمقراطية والأمن»، و«تعزيز التعافي من الوباء والفرص الاقتصادية»، و«دعم الحفاظ على البيئة والتكيف مع المناخ والتحول العادل في مجال الطاقة».
ومن بين هذه الطموحات العالية، يمكن القول إن الهدفين الأخيرين فقط لديهما فرصة ليكونا أكثر من مجرد شعارات مستهلكة من قِبَل المحافظين الجدد، وأن يتحققا بشكل هادف لصالح كل من إفريقيا والولايات المتحدة. وحتى الآن، لم تُظهر إدارة بايدن أي نجاحات ملموسة في تحولها نحو إفريقيا، ومن غير المرجح أن تحقق أي نجاح في الأيام القليلة المتبقية لها في السلطة.
أنغولا على سبيل المثال، مثل فنزويلا، غنية باحتياطيات الغاز والنفط، إلا أن الفساد منتشر على نطاق واسع ويشكل جزءاً يومياً من حياة المواطنين العاديين. وبينما أشار رئيسها إلى نيته تحسين علاقات بلاده مع الولايات المتحدة وتقليص النفوذ الصيني والروسي، وقّع في أغسطس/آب من هذا العام عدة اتفاقيات مع الزعيم الروسي فلاديمير بوتين لتعزيز حضور موسكو في مجموعة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية