د. يوسف الحسن (1)
يحبس إقليمنا العربي في الشرق الأوسط، أنفاسه، وكأنه مسجى على طاولة المصير، وموعود منذ عقود، بمخاطر تغيير في خرائطه السياسية والجغرافية، وفي ملامحه وتوازنات قواه.
وقد قيل الكثير عن هذا الإقليم، عن موقعه الاستراتيجي وثرواته، ورمزيته الحضارية، وتنوعه الاجتماعي، وجاذبيته التي تغري الغزاة والمغامرين.
ورغم أن نظريات تغيير خرائط الشرق الأوسط، ليست جديدة، إلا أن هذه الحرب الوحشية المشتعلة منذ أكثر من عام، في غزة ولبنان والضفة المحتلة، هي الأكثر احتمالاً لفتح مسارب، تمهد الطريق لتغيير الخرائط، بعد محاولات لزرع بذور أولية لإعادة رسم خرائط عدد من الدول العربية على أسس طائفية وعرقية ومذهبية ولغوية وجهوية في مرحلة ما سمي «بالربيع العربي»، وما قبله من احتلال للعراق، وإشعاله صراعات وتقاتل وتدخلات خارجية، وصناعة عدو وهمي، يبدو للناس أنه أكثر خطراً من غازٍ فعلي، وتحويل هذا الأخير إلى منقذ.
في مطلع القرن الحالي، سادت دعاوى «بناء شرق أوسط جديد» من خلال سياسات «الفوضى الخلاَّقة» وبلقنة الإقليم العربي، على شكل «دويلات جهادية» وأخرى عرقية أو طوائفية، وتحت شعارات زائفة: لتصدير «الديمقراطية»، وكانت المحصلة تدمير دول، وتحويل أخرى إلى دول فاشلة أو هشة، وتصاعد في منسوب العنف، وتمزق النسيج المجتمعي، وتنافس في الأدوار والأجندات الأمنية بين قوى الإقليم، وشلل في منظومات العمل القومي والفرعي.
(2)
إن تغيير الخرائط السياسية بالقوة العسكرية. أمر على درجة عالية من الخطورة، وتعلمنا دروس التاريخ، أن فوزاً قد يتحقق في المدى القصير، لكنه ينتهي دوماً إلى هزيمة.
إن ما تقوم به إسرائيل، من مغامرات عسكرية مفرطة في وحشيتها، لفرض هيمنتها على إقليم الشرق الأوسط، هو نموذج صارخ لإعادة رسم خرائطه، ويجري بلا مساءلة ولا عقاب، رغم ما يتضمنه من أفعال إبادة وتطهير عرقي وتهجير قسري، لا تخفى على أحد في المجتمع الدولي، ولا أوهام في خياراتها ونواياها.
إن الإصرار الإسرائيلي، على الإقامة الدائمة داخل الحروب، طوال سبعة عقود ونصف يُجسِّد تماماً نظرية (جابوتنسكي) والقائمة على: «ضرورة الاستخدام الدائم للسيف على الرقاب» وعلى فكرة: «أن أي مساحة أرض. يصل إليها الجندي الإسرائيلي فهي ملك له»، وقد أضاف إليها نتنياهو، بعداً آخر، وقال: «إن أيادينا تطال كل مكان في الشرق الأوسط».
وقد سبق لنتيناهو، أن نشر في كتاب له، بعنوان (مكان تحت الشمس)، عصارات للفكر الصهيوني الاستيطاني والتوسعي والإحلالي، وتضمن رؤيته لخريطة جديدة للشرق الأوسط، ولموقع إسرائيل المهيمن فيها.
ونستحضر ما قاله زعيم عربي، عرف.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية