ذات نهار في البلغار -1

الحافلة التي كانت تقل الفوج السياحي، التحقت بها على عجل، وفي ظل الربكة والسرعة، والاتكال على آخر لحظة، لم أسأل عن حال الترجمة، معتقداً أنها تشبه ما في أوروبا، جهاز فيه أربع لغات على الأقل، ولا بد وأن نتصارع مع واحدة على الأقل، وتتيسر الأمور، لكن الحافلة التي أقلتني إلى مدينة «بلغار» التاريخية، وهي أقدم مدن تتارستان، تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد، والطريق إليها يستغرق ثلاث ساعات ويزيد، كانت خالية حتى من راديو، وما أن انطلقت حتى أُسقط في يدي، فإذا بي وسط مجموعة من المتقاعدين منذ زمن بعيد، بحيث تستطيع القول إن الواحد والواحدة منهم قد قضى ما يزيد على الأربعين عاماً في مصالح حكومية ومؤسسات قطاع عام غير ذات مردود مالي مجزٍ، وجميعهم يتكلمون الروسية التي تخوِّف نبرة حروفها، وإيقاعها الحديدي، بحيث مثلي كان عاجزاً عن تفنيد مدى رضاهم من سخطهم، من حقيقة ترحيبهم بي وسط رحلة مجموعتهم السياحية التي دفعوا فقط ربع قيمتها، وثلاثة أرباعها مخصومة بسبب نياشين الحرب أو التقاعد بعد خدمة طويلة، وحسنة أو الإخلاص للحزب القومي، وكبر السن.

كنت الوحيد المتخشب الذي لم أكن أميز ما يقولون، إلا إذا بانت أسنان الذهب التي تحشو جانباً كبيراً من الفك العلوي أو رفع الروسي كأسه الأبيض الصغير في عز القائلة، فأيقنت أنهم من الرفاق المحاربين أو الحرس القديم، فتشت معتقداً أن هناك سماعات للترجمة إلى لغات أخرى أدبر عمري بها طوال هذا النهار الذي يبدو أنه سيكون طويلاً وقاسياً عليّ في هذه البقعة، وما أسرع ما تسمع كلمة لا «نيَتّ» عند الروس، المشكلة أن «شوابي وعييايزي» يرقدون بعد ما يسير الباص.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الاتحاد الإماراتية

منذ ساعة
منذ 3 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 9 ساعات
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 17 ساعة
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 15 ساعة
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 22 ساعة
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 14 ساعة
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 14 ساعة
موقع 24 الإخباري منذ 9 ساعات
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 13 ساعة
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 15 ساعة