القومية.. ماهيتها وجذورها

تُعد «القومية» واحدة من تلك الكلمات التي غالباً ما تكون مقرونة بصفة. فالقومية يمكن أن تكون «عرقية» أو «اقتصادية»، ويمكن أن تكون «بيضاء» أو «سوداء» أو «مسيحية».. ويمكن أن تكون «يمينية» أو «يسارية»، «معتدلة» أو «متطرفة».. إلخ.

لكن في بعض الأحيان تظهر الأشياء الخام غير مبتورة. فدونالد ترامب يصف نفسه بأنه «قومي»، لكن من دون صفة، ويصوّر أنصاره ذلك على أنه فعلٌ شجاع لا يلقي بالاً لـ«الصواب السياسي». وقد يظن البعض أنهم يعرفون ما يقصده حينما يقول ذلك، غير أن تعريف القومية بمفردها قد ينطوي على بعض الصعوبة، لأن الكلمة تعني أشياءً مختلفة في سياقات مختلفة. فالديكتاتور الذي يضطهد أقليات عرقية في بلاده، والحركة المطالبة بالاستقلال التي تحارب الاستعمار الأجنبي يمكن وصف كليهما بأنه «قومي». و«الأمّة» تصبح مختلفة عن المجموعة العرقية أو الثقافة أو التجمع الجغرافي حينما تسعى إلى نوع من تقرير المصير السياسي، وهذا السعي هو القومية.

ولأن الدول القومية هي الشكل المهيمن من أشكال التنظيم السياسي الموجودة على كوكبنا، فإن القومية بهذا الشكل المحدود هي الشكل المبدئي والأساسي عموماً. وكما قال الفيلسوف التشيكي البريطاني إرنست غيلنر: «يجب أن تكون للإنسان جنسية مثلما يجب أن يكون له أنف وأذنان». أما كيف أصبح هذا هو الوضع المبدئي والأساسي، فتلك هي القصة التي يرويها كتاب «القومية.. تاريخ العالم»، لمؤلفه إريك ستورم، أستاذ التاريخ في جامعة ليدن الهولندية.

والواقع أن الأمر يتعلق بمبحث أكاديمي جد مطروق، كما يقر ستورم. فالمدرسة الفكرية المهيمنة حول نشأة القومية، على الأقل خلال نصف قرن الماضي أو نحو ذلك، هي المدرسة «الحداثية» التي ترى أن الأمم عبارة عن بنيات أحدث مما يعتقده معظم الناس، على اعتبار أنها ولدت من رحم حقبة التصنيع، وظهور وسائل الإعلام المطبوعة، والتعليم الجماعي، والجيوش الوطنية. ويرى الحداثيون، ومن بينهم غيلنر والمؤرخ الإيرلندي بينيديكت أندرسون، مؤلف الكتاب الكلاسيكي «مجتمعات متخيَّلة»، أنه قبل العصر الحديث، لم يكن معظم الناس ينظرون إلى الأمة بمعناها المتداول اليوم. ذلك أنه في العالم ما قبل الحديث، كانت الحدود واللغات والجيوش الوطنية أكثر تحركاً وتحولاً بكثير. ووفقاً للحداثيين، فإن الهويات الوطنية تُبنى من قبل الدول الحديثة التي تتكيف وتسقطها على الماضي البعيد المتخيَّل. وكما يقول سْتُورم، فإن «الأمم هي نتاج القومية وليس العكس»

بيد أن الصين، التي تُعد ثاني أكبر دولة في العالم، تمثّل نموذجاً يتحدى وجهة نظر الحداثيين ويدحضها، على اعتبار أنها طوّرت وحدة ثقافية كبيرة وبيروقراطية وطنية منظمة في عهد أسرة سونغ (960-1279).

سْتُورم ينحاز عموماً إلى الحداثيين، إذ يحاجج بأن الدول القومية، والتي يمكن تعريفها بأنها كيانات.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الاتحاد الإماراتية

منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ ساعتين
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 8 ساعات
موقع 24 الرياضي منذ ساعتين
موقع 24 الرياضي منذ 3 ساعات
صحيفة الخليج الإماراتية منذ ساعة
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 13 ساعة
صحيفة الاتحاد الإماراتية منذ 15 ساعة
الشارقة للأخبار منذ 6 ساعات
صحيفة الاتحاد الإماراتية منذ 15 ساعة