رغم أنني لست من صنف الناس الذين يهرعون إلى العيادات الطبية للشكوى من العلل الخفيفة - والثقيلة أحيانا، فإنني أحترم قرارات وتوجيهات الأطباء فيما يتعلق بحالاتي الصحية، ووسيلة تناول الدواء الموصوف لتلك الحالات . وكان آخرها - وبعد معاناتي من وخزات مؤلمة في باطن قدمي أن أتجنب البروتينات، وبالتحديد اللحوم الحمراء والبقوليات من فول وعدس وفاصوليا وبازلاء . لماذا؟ لأنني أعاني من ارتفاع نسبي في حامض اليوريك مما يجعلني مرشحا لمرض النقرس، ( بالمناسبة نطقها الصحيح بفتح النون المشددة وتسكين القاف ) ، وهو مرض لئيم يسبب ألما فظيعا في الأطراف خاصة في باطن وأصابع القدمين، وقد يستفحل ويجعل حركة الإنسان محدودة، بل أحيانا يجعل المصاب بها يلزم الكرسي ذا العجلات . وفي بادئ الأمر ارتفعت معنوياتي لأن النقرس فيما يقال مرض البرجوازية الكبيرة الشبعانة والمترفة، والناس اللي فوق - فوق في العلالي، وكان في العصور القديمة يصيب علية القوم الذين لا عمل لهم سوى القنص وأكل لحم الطرائد التي يصطادونها، ثم تذكرت ان الانتماء الى طبقة الهوامير والتماسيح والقطط السمان بـ«المرض » ، أمر لا يدعو إلى السرور والتباهي، وأن النقرس لن يغير من وضعي الطبقي كثيرا فسأظل « زولا » كحيانا غلبانا مثل سرحان عبدالبصير، ولن يرتفع وضعي الاجتماعي بارتفاع معدلات حامض اليوريك في جسمي .
قال لي الطبيب : بلاش لحوم .. قلت : لا مانع، فقد صرت أعاف لحوم هذا الزمان العابرة للقارات، التي صارت بلا طعم أو رائحة .. استغفر الله بل لها رائحة مثيرة للتقزز .. أي « زِفرة » ، لكنه منعني من الفول والعدس أيضا، فصحت فيه : هذه مؤامرة . لإشانة سمعة « الحبيبين » وتصفيتي جسديا ! كيف أستطيع ان أتنفس أو أتحرك من دون فول أو عدس؟ عند الفطام يطعمون الصغار السريلاك وأطعمة أخرى مهروسة وشهية ولكن أمي فطمتني بالفول والعدس فصارا جزءا من تركيبتي الكيميائية . وصارا الطاقة التي تساعدني على الحركة، وانطلاقا من كل هذا، ومع كامل.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة أخبار الخليج البحرينية