كشف الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة فاركو للأدوية، الدكتور شيرين حلمي في لقاء خاص مع CNN الاقتصادية عن بلوغ مبيعات الشركة في السوق المصرية خلال عام 2024 نحو 8 مليارات جنيه مصري، مشيراً إلى أن إنتاج مصنع الشركة في السعودية سيبدأ في عام 2027.
وقال د. حلمي «في الفترة الماضية كانت مبيعات سوق الدواء بمصر نحو 220 مليار جنيه، كان نصيب فاركو منها نحو 8 مليارات جنيه -ما يساوي نحو 3.7 في المئة من قيمة السوق- وكان عدد العبوات المبيعة لكامل السوق 2.6 مليار عبوة، نصيب فاركو منها 600 مليون عبوة، بنسبة سوقية 7.3 في المئة».
وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة فاركو أن خطة 2025 للشركة تحقيق مبيعات بنحو 11 مليار جنيه مصري، موضحاً أن «الزيادة ستأتي من توسعات الشركة وطرحها أصنافاً دوائية جديدة وأشكالاً صيدلية جديدة».
وأضاف د. شيرين حلمي «نعمل على دواء للأورام لأن الأورام أكثر ما يخيف الناس، في سنة 2018 كانت قيمة مبيعات أدوية السكر عالمياً 48 مليار دولار، بلغت هذه السنة 58 مليار دولار -بزيادة 10 مليارات دولار- أما أدوية أمراض الأورام فكانت 110 مليارات سنة 2018، بلغت هذه السنة 230 مليار دولار، بزيادة 120 مليار دولار»، معقباً «الناس يبيعون عفش بيوتهم من أجل الحصول على جثة المريض، وليس من أجل علاج الأب أو الأم، لا بد أن يوجد دواء مصري معتمد يمنحنا الأمل».
وتابع د. حلمي «في الفترة المقبلة سنطرح أدوية الأزمة لوجود نسبة كبيرة من الناس تصاب بأزمة صدرية، وكذلك أدوية السكر والضغط والقلب، نظراً لاهتمامنا بعلاج الأمراض المزمنة»، معقباً «أيضاً نظراً لتفوقنا في صناعة الكبسولات الجيلاتينية الرخوة سنطلق خطاً لإنتاج الفيتامينات لأنه مع وجود سوء التغذية هناك حاجة لتوفير هذه الفيتامينات».
وبخصوص تأثير سعر الفائدة وتحرك سعر العملة على استثمارات الشركة قال الرئيس التنفيذي لشركة فاركو «بالطبع، تغيير سعر الفائدة كان له تأثير، فأنا أجري حساباتي واستثماراتي بناء على سعر فائدة معين، وقد أجريت كل عملي بناء على سعر فائدة 8 في المئة وأسعار منتجاتي ثابتة لا أستطيع زيادتها، فقط مؤخراً أصبح من الممكن زيادة أسعار 5 في المئة من المنتجات».
وأضاف د. حلمي «مع قفزة الدولار من 18 جنيهاً إلى 50 جنيهاً لديك مئة مستحضر، وتزيد سعر 5 فقط، يضاف لذلك سعر الفائدة 8 في المئة ارتفع إلى 28 في المئة يعني 20 في المئة زيادة، كم 20 في المئة أنت تكسبها، فتصبح النتيجة تخرج دون مكاسب أو تخسر، وهي نقطة تحتاج إلى إعادة نظر» من قبل الجهات المنظمة.
فاركو والسوق السعودية للأدوية
وفي ما يتعلق بتوسع شركة فاركو في السعودية قال د. شيرين «موجودون في السعودية منذ سنوات عدة، ولدينا نسبة مساهمة 30 في المئة في شركة بترجي مع شركة إيبيكو، فالشركتان المصريتان تمتلكان 60 في المئة من الشركة، ولكن المدينة المنورة لها حب وشوق، ولذلك نبني مصنعاً في مدن بالمدينة المنورة على بعد 20 دقيقة من المسجد النبوي، وقد بدأنا الإنشاءات منذ سنة مع المقاولون العرب، وحالياً انتهى بناء المصنع بالكامل، تبقى التجهيزات الطبية».
وأضاف «إن شاء الله في 2027 يبدأ إنتاج المصنع، وحالياً أدويتنا موجودة في السوق، فنحن نصنع لدى شركات شقيقة ونصدر من مصر جزءاً كبيراً، لأنه مع تغيير سعر العملة -وهذا يحدث في كل الدول- التصدير يكون هو الحل، لعل سوق مصر ستصبح قيمتها 5 مليارات دولار العام المقبل، لكن السوق السعودية قيمتها حالياً 10 مليارات دولار برغم أن عدد السكان أقل، لكن سعر علبة الدواء أكبر».
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة فاركو أن «حجم الاستثمارات سيكون متناسباً مع التكاليف الاستثمارية، فالمصنع سيتكلف نحو 200 مليون ريال سعودي والشركة هي الممول الرئيسي، وتتعاون مع بنك التنمية الصناعية السعودي للحصول على قرض بفائدة معقولة».
وتابع د.شيرين «قد ينضم إلينا مستثمرون، لكن من المجال نفسه من أجل مساعدة بعضنا وهكذا يصبح مجموع واحد زائد واحد يساوي ثلاثة، وهناك تفاوض مع أحد الأسماء الكبيرة لنتعاون بدلاً من تقديم الأصناف نفسها سنقدم شكلاً صيدلياً مختلفاً بالتعاون، كي نستطيع التوسع والنجاح ونقدم الخدمة للجميع».
تحديات تنتظر دول الجنوب العالمي بمجال الدواء
ولفت د. شيرين الانتباه إلى تحدٍ كبير ينتظر إفريقيا ودول الجنوب العالمي بالكامل في مجال الدواء، قائلاً «في عام 2005 فقدت الدول المتوسطة الحماية، أقصد أن براءات الاختراع أصبحت سارية ولم يعد بمقدورها صناعة دواء تنتجه شركة أجنبية، وبداية من عام 2033 لن يكون هناك أي كسر لبراءات الاختراع لأي دولة في العالم، فماذا ستفعل إفريقيا التي يقطنها مليار و200 مليون شخص».
وأوضح د. شيرين «70 في المئة من الأدوية المبيعة في إفريقيا تستورد من الخارج، لازم نعمل وحدة، وهذه الوحدة تبني 10 مصانع في 10 سنين لأن اقتصاديات الكم هي سبب نجاح أي شيء».
وضرب الرئيس التنفيذي لشركة فاركو مثالاً على نجاح اقتصاديات الكم، قائلاً «في علاج فيروس سي اشترينا في البداية كيلو المادة الخام بمليون دولار عندما أنشأنا مصنع الخامات صنعنا الـ10 كيلوات بمليون و50 ألف دولار، ثم الـ100 كيلو بمليون دولار ثم الطن بمليون دولار، وأصبحنا واحداً في الألف تنافسية، كيف نجحنا بالبحث العلمي والتخطيط والعمل الجماعي».
وتابع د. شيرين «كانت علبة دواء فيروس سي بـ33.660 دولار وفي السعودية سعرها 77..54 ألف ريال، إحنا وفرناها لمصر بجنيه، عشان كده مصر عالجت 4.1 مليون مريض في سنة 2019، وجاء رئيس منظمة الصحة العالمية دكتور تيدروس أدهانوم وقدم للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شهادة السعفة الذهبية لمقاومة الفيروس سي».
وأكد د. شيرين «لن يترك مريض دون علاج، وعندما شاركنا في مؤتمر الأمين العام للأمم المتحدة لإتاحة الدواء كان هناك 100 متحدث، فقد أنشأنا مجموعة عمل، وبدأنا مع دول مثل ماليزيا وتايلاند، وعملنا لأول مرة خامة جديدة لدواء جديد للكبد الوبائي سي، وقدرنا نسجله ليس فقط في جنوب شرق آسيا، لكن أيضاً في أميركا الجنوبية البرازيل والأرجنتين والصين، فاستطعنا أن نخرج من المحلية إلى العالمية بإيجاد حلول».
وأوضح د. شيرين «لم نعالج الفيروس فقط، بل قللنا فترة العلاج من 12 أسبوعاً إلى ثمانية أسابيع، وهذا سيعلن في تايلاند في يناير المقبل ومنظمة الصحة العالمية اعتمدت العلاج الجديد».
واختتم الرئيس التنفيذي لشركة فاركو حديث مع CNN الاقتصادية بقوله، «نحن في مصر لدينا موارد، وغولدمان ساكس -وهو بيت خبرة أميركي- قال إن مصر سنة 2050 ستكون من أحسن 12 اقتصاداً في العالم»، معقباً «هناك أشخاص ستسخر من هذا الكلام، وآخرون سيأخذون الحلم ويعملون عليه كما فعلنا مع فيروس سي».
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية