في تحول مفاجئ وغير متوقع، أصبح يوبا الغديوي، الذي كان معروفًا بمهاجمته اللاذعة للنظام الجزائري، يدافع الآن عن هذا النظام وبناء علاقات دبلوماسية جديدة معه، متخليًا عن مواقفه السابقة التي كانت تعكس انتقاده الشديد لأفعال الجزائر.
شهد يوبا الغديوي تحولًا لافتًا في مواقفه تجاه النظام الجزائري. في وقت سابق، كان يشتهر بانتقاداته القوية ضد الحكومة الجزائرية، مسلطًا الضوء على العديد من السياسات التي كانت تضر بمصالح بلاده، المغرب.
لكن في الآونة الأخيرة، تحول الغديوي ليصبح داعمًا للنظام الجزائري، معتمدًا على بناء علاقات دبلوماسية جديدة والتودد إلى النظام الجزائري من خلال سلسلة من الاتفاقات التي تثير التساؤلات حول دوافعه الحقيقية.
من هو يوبا الغديوي؟ التحول الأبرز في مواقف الغديوي كان إطلاقه لما يسمى مكتب تمثيلية الشعب الريفي في الجزائر، وهو ما اعتبره البعض خطوة استفزازية لم يعر لها المغرب اهتماما.
وقد جاء هذا التحول في وقت تتسم فيه الخارجية المغربية بالثبات والنجاحات الدبلوماسية على الصعيدين الإقليمي والدولي. ما أثار تساؤلات حول صدق نوايا النظام الجزائري بتسخيره لمواطنه الغديوي.
قد يتساؤل البعض عن وصف مواطنه، التي ذكرناها سابقا، نعم فجابر الغديوي من أصول جزائرية، إحتضن أهل الريف جده الأكبر و زوجوه بابنتهم، و عاش معهم في امن و سلام، قبل أن تتحرك جينات الحفيد ليعود مرتميا في أحضان أهله الحقيقيين، وليته كان ارتماءا فقط، بل احتضان بالعملة الصعبة، تلك العملة التي يفتقدها المواطن الجزائري المغلوب على أمره.
الغديوي، الذي يتحدث بإسم الريف و الريفيين، لا يملك قطعة أرضية في منطقة الريف، وهو ما كشف عنه احد اقاربه، كما أن جذزره لا تتصل بالريف، بل بالجزائر.
ولأنه من صغره منبوذ، تجاهله أرب المقربين إليه، مما ولّد عنده حقدا دفينا تجاه عائلته، قبل أن يفجره مباشرة بعد تمكنه من الفرار خارج الوطن، وعن طريق سيدة تزوجته ليلحق بها إلى ألمانيا كخادم..
بعد تمكنه من الاقامة، أظهر المنبوذ وجهه الحقيقي، بدءا بأشقاءه الذين قاطعهم، في الوقت الذي يعيشون فيه بأمن و أمان في المغرب، الى أصدقاءه الذين تبرأو منه، بعدما كشفوا نوياه و أطماعه ولو على حساب الأصول، حيث انسحب من جمعيته الأمازيغية ، مجموعة من الريفيين المعروفين بمبادئهم، مباشرة بعد ربطه لعلاقات مشبوهة مع النظام الجزائري، لينتهي به المطاف الى أن إرتمى في حضن الكابرانات.
السياسة الخارجية الجزائرية: مزايدات وإنفاق الأموال العامة على دعم الانفصال في سياق هذا التوجه، أظهر النظام الجزائري كما هو معروف، ميلًا نحو دعم الحركات الانفصالية في المنطقة، بما في ذلك قضية البوليساريو .
هذه السياسة تتمثل في خلق مزايدات سياسية، تُنفَق من خلالها أموال الشعب الجزائري على تمويل قضايا انفصالية خارجية، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الجزائري من ظروف اقتصادية صعبة.
وفي هذا السياق، يظهر موقف يوبا الغديوي المتحول كجزء من هذه المزايدات السياسية، التي تحاول الجزائر من خلالها أن تُبرز نفسها كلاعب رئيسي في السياسة الإقليمية على حساب الاستقرار الإقليمي.
المكاسب الدبلوماسية المغربية: تحولات غير متوقعة وتحديات جديدة على الرغم من أن هذه التطورات السياسية التي يشهدها المشهد قد تبدو محيرة، إلا أن المملكة المغربية قد تمكنت من الحفاظ على سياستها الخارجية المستقرة والداعمة للسلام والاستقرار الإقليمي.
ففي وقت تعمل فيه الدبلوماسية المغربية على تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع مختلف دول العالم، يبدو أن الكابرانات قد اختارو السير في اتجاه معاكس لمصلحة بلادهم، وبدا تحكم في الجزائر يسير بهم نحو الهاوية.
يوبا الغديوي يتورط مع الجزائر إن تحول يوبا الغديوي إلى مؤيد للنظام الجزائري وافتتاح ما يسمى مكتب تمثيلية الشعب الريفي في الجزائر، وتمويل الأخيرة لتحركاته و استقطاباته، يمثل تحولا مثيرًا للدهشة، يثير تساؤلات حول دوافعه الحقيقية في سياق تحولاته السياسية، وما هي الفائدة أصلا في استقطاب أمثال هؤلاء يوبا الغديوي ..؟!
يأتي هذا، في الوقت الذي يستمر فيه النظام الجزائري في تطبيق سياسات غير متوازنة في المنطقة، بينما يبقى المغرب ملتزمًا بمواقفه الثابتة، حيث يواصل تعزيز مكاسبه الدبلوماسية في الوقت الذي يتابع فيه التحولات المشبوهة في المنطقة.
هذا المحتوى مقدم من جريدة عبّر
