رغم مشروعات الطرق السَّريعة، التي أُنشئت بمحافظة جدَّة، وبقيَّة المدن الرئيسة؛ لتصل جنوبها بشمالها، شرقها بغربها، عبر عدَّة مسارات وأنفاق وجسور، إلَّا أنَّ حركة السَّير المروريَّة -خاصَّةً أوقات الذروة- تكاد تكون شبهَ مشلولةٍ، من شدَّة زحام المركبات المستعجلة، فالكلُّ يريد اللِّحاق بمواعيد دوامه، لكنْ لا يوجد أمامه خيار آخر يسلكه، غير هذه الشَّوارع المكتظَّة عن آخرها، والتي حوَّلت المدينة، وكأنَّها شخصٌ نحيفٌ بكرشهِ، لوجود خللٍ هرمونيٍّ يمنع توزيع الدُّهون على بقيَّة جسمه، إضافةً لعدم تجنُّبه التَّوتر والإجهاد، عدم اعتماده الصِّيام المتقطِّع، استهلاكه المستمر لوسائل (الطُّرق السَّريعة)!!
إذا أردنا فكَّ الاختناقات المروريَّة وقتَ الذروة، فعلينا أنْ نفكَّ أوَّلًا بعض المفاهيم التقليديَّة، التي تعالج المشكلة بمشكلة أُخْرى، وهي تضيِّق المنافذ الفرعيَّة، وتُلغي «اليوتيرنات» الذكيَّة، وتحظر مساري الطوارئ الجانبيَّة، ثم ترصد المخالفات الفوريَّة، حتَّى حوَّلت الطُّرق السَّريعة إلى (الطُّرق البطيئة)!!
وحتَّى نكون منصفين: فإنَّ الانتشار الأمني لقطاع المرور بالميادين العامَّة، والطُّرق السَّريعة، والمناطق المزدحمة، يُعدُّ مثاليًّا وكافيًا من حيث العتاد والعدَّة، لكنَّه يحتاج لشيءٍ من المرونة المتسامحة عند ضبط المخالفة المروريَّة الخفيفة، التي يُضطَّر السَّائقون لارتكابها، لا للرِّعونة، وإنَّما.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة