د. ندى أحمد جابر * تردد هذا العنوان على لسان أكثر من عالم من علماء الذكاء الاصطناعي.. وشهد التقدم التكنولوجي في كل المجالات تركيزاً على ما يسمى علم البيانات، وهو ليس بالجديد، ولكن التضخم الذي واكب التقدم التكنولوجي أثّر في هذا العلم خاصة في السنوات الأخيرة، حيث شهدنا الاهتمام البالغ الذي توليه شركات التكنولوجيا لهذا التدفق الضخم من كثرة وتنوع البيانات ما جعل الكثير من الكُتاب والمُحللين يتساءلون عن السبب؟ إذ يبدو أن طفرة الذكاء الاصطناعي حملت معها تغيرات كبيرة في الكثير المفاهيم القديمة ومنها البيانات، لتجعلها ذات قيمة تعادل الثروة النفطية.. وهذا ما أثار موجة من التنافس الحاد بين الشركات لجمع أكبر قدر من (الداتا).. ودفع الكثيرين للتساؤل عما وراء هذه الثروة التي يطمح الجميع إلى التمكن منها؟
تعود تسمية البيانات بالنفط الجديد إلى العالم البريطاني (كلايف هامبي).. وهو أول من استعمل عبارة «البيانات نفط المستقبل» عام 2006 وأكد في تصريح له أن البيانات ستكون المورد الأساسي لدفع الاقتصاد إلى الأمام على مدى العقود المقبلة، لكنه يؤكد أن البيانات تحتاج إلى أكثر من جمعها فلا بد من تفكيكها وتحليلها حتى تصبح ذات قيمة. والحقيقة أن الاهتمام بالبيانات بدأ منذ الثمانينات لكنه أصبح ضخماً مع ظهور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ليصبح مثار اهتمام الطامحين للتحّكم في الأسواق التجارية، إذ مع تضخم البيانات وُجدت الحاجة إلى تخزينها ومن ثم اختراع خوارزميات تجميعها وتحليلها، وهذا ما جعلها تتبوّأ مكانتها التي هي عليها الآن لتتنافس الشركات العالمية على التحكم بها وتقيس ثروتها بتضخم البيانات لديها..
ونسأل هل هذه الثروة التي يتنافس عليها الجميع هي فقط من أجل المردود الإعلاني أم هي أكثر من ذلك؟ الحقيقة نعم هي أكثر بكثير من حكاية الإعلانات التي يردون بها علينا كلما سألنا عن تهافتهم على كسب المزيد من بياناتنا.. بدأت الشركات بتلك العقود التي تصلنا عبر هواتفنا وأجهزتنا بخط صغير جداً وصفحات طويلة وغالباً لا نقرأها، بل نسارع بالموافقة عليها ونحمد الله على هذا الزمن الجميل حيث تُقدم لنا الشركات كل تلك الخدمات الرقمية الهائلة من دون مقابل.. والحقيقة أن بياناتنا هي المقابل.. وهي غالية جداً لو تأملنا في تسارع استخداماتها وانتهاكها لخصوصياتنا من أجل تسيير مصالح الشركات التي لم تعد تكتفي بالمردود التجاري، بل تدخلت في البيانات الصحية واللوجستية والشخصية، واستثمرت في تطبيقات تُحلل وتتنبّأ بسلوكيات كل شعب قبل أن يعرفها هو نفسه..
هذا وضع يستحق أن نسأل هل هو صحي؟ طبعاً لا.. من حسن الحظ أن هناك وعياً لدى أكثر.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية