عاطف الغمري يكتب: المصريون أول من سكنوا أيرلندا

حدث ذلك فى عام ١٩٩٤، وكنت مديرا لمكتب الأهرام فى بريطانيا، لفت نظرى وأنا أشاهد برنامجا على قناة تلفزيون «بى.بى.سى» الإنجليزية، مشاهد تنتقل فيها الكاميرا ما بين قرى فى ريف وصعيد مصر، وبين قرى فى أيرلندا، وتبدأ بمشاهد مصريين يعزفون أنغاما موسيقية على المزمار، ثم تنتقل الكاميرا إلى قرية أيرلندية وأهلها يعزفون نفس النغمة الموسيقية ونفس الآلات.

عاطف الغمرى - صورة أرشيفية

ثم ينقل نفس التطابق إلى قرى أخرى فى كل من مصر وأيرلندا، وقد تختلف الآلات الموسيقية عما رأينا فى المشهد الأول، لكنها تتطابق فى البلدين، نغما وآلات.

ثم أتيحت لى فرصة زيارة أيرلندا لموعد مع وزير خارجيتها لإجراء حوار صحفى معه، وظل هذا التشابه أو التطابق بين نعمات موسيقية فى البلدين يلح على تفكيرى.

كانت فرصة حين اصطحبنى السفير المصرى فى دبلن العاصمة السفير عبدالله فؤاد فى سيارته، لأشهد بعينى معالم دولة مختلفة، لكنها جاذبة للاهتمام بمزارعها وأشجارها ومبانيها وطرقها. كانت فرصة لأثير معه موضوع التطابق بين الآلات والنغمات الموسيقية فى قرى البلدين اللذين يتباعد كل منهما جغرافيا عن الآخر.

وكانت نصيحته أننى عندما أنتهى من الزيارة وتصحبنى سيارة الضيافة إلى المطار عائدا إلى لندن، أن أذهب إلى مكتبة تعرض كتبا باللغة الإنجليزية، ثم كتب لى على ورقة صغيرة عنوان المكتبة، موضحا أن اللغة هنا هى الإيريش أى الأيرلندية، وليست الإنجليزية، وهناك تطلب شراء هذا الكتاب.

ألبرت رينولدز

وبالفعل زرت المكتبة وسلمتهم ورقة كتب عليها اسم الكتاب الذى أعطاه لى السفير، وقال لى المسؤول بالمكتبة إن لديهم أيضا مغلفا يحوى مجموعة من التسجيلات المرئية والصوتية لعدد من المتخصصين فى علوم التاريخ والإنسان والمؤرخين الأيرلنديين. فيه مناقشات حوارية تضيف معلومات إضافية إلى ما ورد بالكتاب الذى عنوانه «الرحالة الأطلنطى» لمؤلفه الكاتب والمؤرخ بوب كوين Bob Quinn، فهو قد أمضى عشر سنوات كاملة فى البحث عن حقيقة كون أن المصريين هم أول من سكنوا أرض أيرلندا، وذلك بعد رحيلهم من الإسكندرية، وبالفعل اشتريت الكتاب والمجلد، وفور عودتى إلى لندن، ركزت اهتمامى على قراءة الكتاب، كما أدرت شرائط التسجيل للمؤرخين والعلماء، لأجد إجابة عن السؤال الذى كانت الموسيقى هى أول ما أثار اهتمامى حوله.

المؤرخون والآثار يثبتون مصرية الأيرلنديين

المؤلف بوب كوين فى كتابه الصادر عام ١٩٨٦، جعل قضيته عن أصل الأيرلنديين مهمته الأساسية، ودعم رأيه بشهادات العلماء والمؤرخين، ثم أضاف إليها البحث وراء الآثار التى عثر عليها فى أيرلندا أثناء التنقيب فى بعض المواقع، وكانت من الإسكندرية، ووجدت تطابقا شبه كامل بين طقوس المسيحيين فى أيرلندا وبينها فى مصر، بالإضافة إلى طباع وتقاليد الأيرلنديين رجالا ونساء.

غلاف الكتاب

وسجل فى أخر كتابه أسماء المراجع التى قرأها والتى وصل عددها إلى ٥٠ كتابا، وكذلك رحلة اختار القيام بها إلى الإسكندرية، للتأكد من أن أول من سكنوا أرض أيرلندا قد جاءوا من الإسكندرية وأيضا التشابه والتطابق بين الطقوس المسيحية فى كل من مصر وأيرلندا.

وكانت له تساؤلات منها: لماذا نجد لهجات لغوية من الشرق وفى أيرلندا؟.. وكيف انتقلت الأفكار والثقافات بل والحضارات من الشرق إلى الغرب؟.

ولماذا نجد أن الشعب الأيرلندى يستمع باهتمام إلى موسيقى الشرق الأوسط؟.. وكيف أمكن أن يكون هناك تواصل مكانين تفصل بينهما المسافات البعيدة.؟.

كان تفكيرى لم يخرج عن أن أول من وصلوا إلى أيرلندا لا بد أنهم جاءوا إليها من البحر، كما أن البروفيسور المؤرخ فى تاريخ الملاحة البحرية، دكتور أبيرنت استطاع أن يجد فى أيرلندا آثارا ومعالم باللغة التى كانت تستخدم قديما فى أيرلندا وأنها قريبة من اللغة القبطية فى مصر.

الهروب من اضطهاد الرومان

يصل بوب كوين إلى لب موضوعه ويقول إن الرهبان المسيحيين فى مصر.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة المصري اليوم

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة المصري اليوم

منذ 3 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 6 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 6 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ ساعة
صحيفة اليوم السابع منذ ساعة
صحيفة اليوم السابع منذ 3 ساعات
صحيفة الوطن المصرية منذ 4 ساعات
صحيفة الوطن المصرية منذ 4 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ ساعتين
بوابة الأهرام منذ 19 ساعة
جريدة الشروق منذ 11 ساعة