أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، عددًا جديدًا من مجلة "آفاق صناعية" تتضمن التجارب الرائدة والناجحة حول العالم في مجال الصناعات الغذائية، حيث ألقى المركز الضوء على تجربة صناعة الأغذية والمشروبات الأوروبية، بالإضافة إلى تجربة الهند وكيف تحولت لدولة رائدة عالميًا في مجال الصناعات الغذائية، فضلًا عن استعراض تجربة تايلاند التي تفوقت أيضًا في هذا المجال.
وأوضح المركز أن صناعة الأغذية والمشروبات تعد أكبر قطاع تصنيع في الاتحاد الأوروبي من حيث الوظائف والقيمة المضافة إذ بلغ متوسط عدد العاملين بالصناعة في عام 2024 نحو 10 ملايين موظف بمعدل نمو سنوي مركب بلغ 0.1% على مدى السنوات الخمس الماضية، وفي عام 2024 وصل عدد الشركات العاملة بصناعة أنشطة خدمات الأغذية والمشروبات الأوروبية إلى 2 مليون شركة، وقد بلغ حجم سوق خدمات الأغذية والمشروبات الأوروبية نحو 507.8 مليارات يورو في عام 2024، ونمت إيرادات السوق بمعدل نمو سنوي مركب بلغ 8.3% بين عامي 2019 و2024.
واتصالًا، تعد صناعة الأغذية والمشروبات الأوروبية مساهمًا رئيسًا في الميزان التجاري للاتحاد الأوروبي مع حجم صادرات متزايد بشكل مطرد حيث تضاعفت قيمة صادرات الأغذية والمشروبات في الاتحاد الأوروبي خلال السنوات العشر الماضية لتبلغ أكثر من 90 مليار يورو وقد ساهمت في تحقيق فائض تجاري بلغ نحو 30 مليار يورو، وفي عام 2021 صدَّر الاتحاد الأوروبي ما قيمته 68.8 مليار يورو من "المنتجات الزراعية المصنعة" إلى بقية العالم، وبحلول عام 2023 ارتفعت قيمة صادرات تلك المنتجات إلى 84 مليار يورو، فيما بلغت قيمة واردات "المنتجات الزراعية المصنعة" إلى الاتحاد الأوروبي 24.8 مليار يورو في عام 2021 لترتفع إلى 32.3 مليار يورو في عام 2023، هذا وقد بلغ الميزان التجاري الأوروبي لـ "المنتجات الزراعية المصنعة" ما يقرب من 52 مليار يورو في 2023.
وقد مثلت المملكة المتحدة الوجهة الأولى لتصدير "المنتجات الزراعية المصنعة" الأوروبية في عام 2023 بحصة سوقية بلغت 21.4%، فيما جاءت الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الثانية بنسبة 14.2%، تليها الصين بنسبة 6.4% وسويسرا بـ 4.5%، ويُعد كل من هولندا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا أكبر أربعة مصدرين في الاتحاد الأوروبي لـ "المنتجات الزراعية المصنعة" في عام 2023 حيث مثَّل مجموع صادراتهم نحو 57.8% من إجمالي الصادرات الأوروبية من تلك المنتجات، وعلى صعيد الواردات فقد كانت المملكة المتحدة كذلك المورد الرئيس لـ "المنتجات الزراعية المصنعة" إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2023 حيث مثلت 25.6% من إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي من تلك المنتجات خارج الاتحاد الأوروبي، في حين احتلت الصين المرتبة الثانية بحصة سوقية بلغت 10.6%، تليها الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 7.5%، وأخيرًا سويسرا وإندونيسيا بنسبة 7.3% و5.8% على الترتيب، وقد مثَّل كلٌ من هولندا وألمانيا وفرنسا وأيرلندا وإسبانيا أكبر خمسة مستوردين في الاتحاد الأوروبي لـ "المنتجات الزراعية المصنعة" في عام 2023 حيث شكل مجموع وارداتهم 66.9% من إجمالي الواردات الأوروبية من تلك المنتجات.
استعرض المركز عدد من التدابير والإجراءات التي اتخذتها "المفوضية الأوروبية" في السنوات السابقة لتعزيز صناعة الأغذية والمشروبات في الاتحاد الأوروبي والتي تمثلت في: (1- إطلاق "المنتدى رفيع المستوى من أجل سلسلة إمدادات غذائية أفضل أداءً"، 2- مكافحة ممارسات التجارة غير العادلة، 3- أداة رصد أسعار الأغذية الأوروبية، 4- تبسيط اللوائح التنظيمية، 5- دراسات القدرة التنافسية).
كما استعرض المركز آفاق صناعة الأغذية والمشروبات في الاتحاد الأوروبي والتي تمثلت في: (1- التوقع بأن يشهد إنتاج الأغذية الأوروبية ارتفاعًا بدءًا من عام 2024 وعلى مدى السنوات القادمة بفضل التباطؤ العام في زيادة الأسعار، وزيادة الأجور، ومتانة سوق العمل، وانخفاض أسعار الفائدة، ومع انخفاض التضخم ستتحسن القدرة الشرائية للعملاء، 2- وفي ظل "الصفقة الخضراء الأوروبية" قد يكون هناك تطور في استراتيجية "من المزرعة إلى المائدة" التي تهدف إلى جعل أنظمة الغذاء عادلة وصديقة للبيئة وصحية من خلال عدة إجراءات منها خفض استخدام المبيدات الحشرية الكيميائية والأسمدة بحلول عام 2030 بنسبة 50% و20% على الترتيب، 3- تبني صناعة الأغذية والمشروبات الأوروبية التقنيات الجديدة والحلول المبتكرة الأكثر استدامة ونشرها في السوق لتعطيل وإزاحة النماذج والتقنيات القديمة، 4- بالنسبة إلى التجارة الإلكترونية من المتوقع أن يستمر اتجاه التوزيع عبر الانترنت في اكتساب الزخم على مدار السنوات القادمة من خلال التطبيقات والمواقع الالكترونية إذ أصبح المستهلكون الشباب يميلون إلى شراء المنتجات الغذائية عبر الانترنت بدلًا من الذهاب إلى المتاجر الكبرى.
كذلك سلّط المركز الضوء على الصناعات الغذائية في تايلاند، حيث برزت كقطاع ديناميكي مزدهر مشهور بمنتجاته عالية الجودة وممارساته المبتكرة وبفضل مصادرها الوفيرة من المواد الخام عالية الجودة وتركيزها على تلبية المعايير الدولية، تمكنت تايلاند من ترسيخ مكانتها كلاعب رائد في السوق العالمية للصناعات الغذائية، واليوم تسهم صناعة الأغذية والمشروبات في تايلاند بشكل كبير في اقتصاد البلاد التي تسعى إلى أن تصبح واحدة من أكبر عشر دول مصدرة للأغذية المصنعة في العالم بحلول عام 2027 ولاعبًا عالميًا رئيسًا في سوق "الأغذية المستقبلية"، والواقع أن هذا الطموح يأتي في ظل ما تتمتع به تايلاند من سوق استهلاكية ديناميكية ومتوسعة مدعومة بطبقة متوسطة سريعة النمو، فقد زادت نسبة التحضر في تايلاند من 45% في عام 2012 إلى 52% في عام 2023 ومن المتوقع أن تصل إلى 58.4% بحلول عام 2030.
وتشير التقديرات إلى أن تايلاند تعد واحدة من كبار مصدري الأغذية والمنتجات الزراعية مع قطاع تجهيز أغذية متطور، فقد بلغت صادراتها نحو 26.5 مليار دولار أمريكي من المنتجات الغذائية المصنعة في عام 2023 في حين بلغت الواردات نحو 8.2 مليارات دولار بما في ذلك 331.2 مليون دولار من الولايات المتحدة الأمريكية وبشكل عام يمكن استعراض مشهد الصناعات الغذائية ومساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي في تايلاند كالتالي:
-بالنسبة للإنتاج فطبقًا لوزارة الصناعة التايلاندية فإن مؤشر إنتاج التصنيع (MPI) لصناعة الأغذية الإجمالية في عام 2023 تباطأ قليلًا عن العام السابق حيث بلغ 105.8 درجات بانخفاض 1%، وقد بلغت المبيعات المحلية في عام 2023 نحو 268.8 مليون طن بنمو 3.6% من المنتجات الرئيسة.
-بالنسبة للصادرات فقد بلغت قيمتها في تايلاند من الأغذية المصنعة في عام 2023 نحو 26.5 مليار دولار وهو ما يمثل 54% من إجمالي صادرات المنتجات الزراعية والمنتجات ذات الصلة، وكانت الصين 21% واليابان والولايات المتحدة 13% لكل منهما وهذه الدول هي الوجهات التصديرية الثلاث الأولى لتايلاند.
-بالنسبة للواردات ففي عام 2023 استوردت تايلاند أغذية مصنعة بقيمة 8.17 مليارات دولار واحتلت الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة التاسعة كمورد بقيمة 331 مليون دولار في حين كانت الصين وفيتنام والهند أكبر ثلاث دول موردة للأغذية المصنعة لتايلاند بحصص سوقية بلغت 17% و8% و8% على التوالي، هذا وتتوقع التقديرات بشكل عام.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من بوابة الأهرام