لو سألت المسافرين الدائمين عن أسوأ مكان لا يطيقونه خلال أسفارهم، لأجمعوا على رأي واحد، أنها قاعات الانتظار في المطارات أو صالات المغادرة على رأي إخواننا المشارقة أو قاعات الرحيل على رأي إخواننا المغاربة، وخاصة في المطارات القديمة أو مطارات الدول المنكوبة أو تلك المطارات التي تشعر برائحة التهريب والبخششة والفساد المسكوت عنه، وبالرغم من كل البذخ والرفاهية ووسائل التسلية والتدليك والاستحمام وصالونات الحلاقة، وغيرها من أنواع الأطعمة والأشربة في المطارات الحديثة والراقية، فإنها أشبه بموقد جمر يغلي تحت المسافرين العجلين، ومحفز بشع عن بُعد للمسافرين الهادئين، ومصدر ضجر للمسافرين الوجلين التائهين عن أبسط الأشياء، لكن لو أجبرتك الظروف أن تقعد في قاعة انتظار المسافرين في أحد مطارات العواصم التي تشهد حركة مسافرين كبيرة، بعد أن اعتذرت الشركة الناقلة عن تأخر رحلة طائرتها لساعات غير معروفة، نظراً لظروف خارجة عن إرادتها أو بسبب عطل فني طارئ أو بسبب سوء الأحوال الجوية، ساعتها تشعر بثقل على الكتف أو كأنما دُلق عليك سطل ماء بارد، فلا تجد غير أن تبرك على ركبتيك، منتظراً الفرج.
وإذا لم تكن صاحب أشغال وأعمال ومواعيد والتزامات، فيمكن أن تقضي الساعات في قراءة كتاب، والعمل من خلال حاسوبك أو هاتفك، وإن كنت من المتمهلين دون قلق زائد، ومع تدخين سيجارة، وشرب قهوة مُرّة، فيمكن أن تقضيها في التأمل، ومراقبة الحشود الذاهبة، والأفواج.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية