خرجت الأرجنتين من ركود عميق في انتصار كبير للرئيس غير التقليدي خافيير مايلي، الذي قضى العام الماضي في سن إصلاحات شاملة ومؤلمة، أشبه بالعلاج بالصدمة، في ثالث أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية.
قالت وكالة الإحصاء الأرجنتينية أمس الاثنين إن الناتج المحلي الإجمالي نما بنسبة 3.9 في المئة في الربع الثالث من يوليو تموز إلى سبتمبر أيلول مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة.
وقاد قطاعا الزراعة والتعدين هذا التوسع، كما نما الإنفاق الاستهلاكي بقوة، لكنّ قطاعي التصنيع والبناء عانيا من انخفاض حاد في الناتج.
وتأتي أنباء التعافي الاقتصادي بعد عام من انتخاب مايلي على أساس وضع خطة لمعالجة التضخم المفرط وإصلاح الاقتصاد الذي عانى طويلاً؛ فقد نجح في خفض الإنفاق الحكومي، وخفض التضخم المرتفع، وساعد في إصلاح الأوضاع المالية للبلاد.. ولكن هذه التدابير أدت أيضاً إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر.
وقد حاز الخبير الاقتصادي إشادة من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي يبدو أن مستشاري كفاءة حكومته، إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي، راغبين في تكرار تخفيضات الميزانية التي أجراها في الولايات المتحدة.
أغلق مؤشر ميرفال للأسهم الرائد في الأرجنتين، والذي يتتبع نحو عشرين من أكثر الشركات المدرجة قيمة في البلاد، مرتفعاً بأكثر من 7 في المئة يوم الاثنين، وحتى الآن -هذا العام- ارتفع المؤشر بنسبة 174 في المئة إذ رحب المستثمرون بالإصلاحات الجذرية التي اقترحها مايلي.
الأوضاع الاقتصادية في الأرجنتين
ورث مايلي اقتصاداً يعاني أزمة، ويعاني من التضخم المفرط الذي بلغ 211 في المئة في ديسمبر كانون الأول الماضي، والذي كان مدفوعاً بطبع الحكومات السابقة للنقود لتمويل الإنفاق.. ووفقاً لصندوق النقد الدولي -أكبر دائني البلاد- فقد حقق مايلي «نتائج أفضل من المتوقع».
ويتوقع صندوق النقد الدولي، الذي وافق على خطة إنقاذ للأرجنتين في عام 2018 هي الأكبر على الإطلاق، انكماش الاقتصاد بنسبة 3.5 في المئة هذا العام، بعد انكماش بنسبة 1.6 في المئة العام الماضي.
ومن الواضح أن النمو المتوقع بنسبة 5 في المئة العام المقبل من شأنه أن يعكس هذه الانخفاضات.
ويقول خبراء اقتصاديون إن حكومة مايلي يجب أن ترفع ضوابط رأس المال، التي تحد من تدفق العملات الأجنبية إلى داخل وخارج البلاد، وتحرير سعر الصرف، الذي لا يزال مرتبطاً بالدولار، إذا كانت تريد جذب استثمارات ذات مغزى إلى الأرجنتين.
إن المزيد من الاستثمار التجاري هو المفتاح لتحقيق دفعة مستدامة للنمو الاقتصادي وتحسين مستويات المعيشة، وهو ما سيكون ضرورياً في نهاية المطاف لكي يتمتع مايلي بالدعم الشعبي المستمر ولكي يفوز حزبه بأغلبية أكبر في انتخابات التجديد النصفي في أواخر العام المقبل.
(هنا الزيادي- CNN)
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية