على وقع احداث سوريا بكل تداعياتها وشواهدها ومشاهدها، استحضرتُ أوجاعَ شوقي لرزءِ دمشق:
سَلامٌ مِن صَبَا بَرَدَى أَرَقُّ
وَدَمْعٌ لَا يُكَفْكَفُ يَا دِمَشْقُ
وتذكَّرتُ بوحَ حزنِ الجوهري لدجلة:
أَدِجْلَة إنَّ فِي العَبَراتِ نطقًا
يُحيِّر فِي بلاغتِهِ العُقُولَا
إنَّها ذات المشكاة التي تقطر ألمًا ومآسيَ..!
*****
.. هذا الرَّبط التلقائي منهلُهُ ذلك المشهد الدمشقيِّ، بذاك المشهد البغداديِّ..
هنا في دمشق مشهدُ تلك الفتاة السوريَّة المكلومة على أهلها وشعبها ووطنها، التي انفجرت قهرًا وحِنقًا في وجه مبعوث الأمم المتحدة (بيدرسون)، وهو يزور دمشق ولسان حالها: أينَ كُنتم؟ الآنَ جِئتُم بعد ذبح الشَّعب السوريِّ؟ وفقدت السَّيطرة على أوجاعها وأحزانها، وأخذت حذاءَهَا في يدها، واندفعت إليه وهي تصيحُ بحرقةٍ شديدةٍ، وبلغتها الشَّاميَّة العفويَّة: «إنتو كلياتكُن علَى وين؟!» وأردفت سؤالها المقهور بآخرَ: «بعدْ شُو جِيتُو؟ بعدْ شُو؟ ماعد بدنياكُن، ماعد بدنياكُن»!
حاولُوا إمساكها، ولكنَّها حين تحرَّك بسيَّارته قذفته بالحذاء: «يا الله درب يسد ما يرد»...!
*****
.. هذا المشهد المؤثِّر يُعيد إلى الأذهان ذلك المشهد المهيب هناك في بغداد، حين رمى الصحفيُّ العراقيُّ منتظر الزيدي بحذائه على الرَّئيس جورج بوش الابن، في المؤتمر الصحفيِّ الذي عقدهُ ببغداد أثناء زيارته للعراق، بعد الغزو في عام.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة