كثّف مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) , جهوده في الربع الأخير من 2024 بالدول الأوروبية لا سيما في مجالات مكافحة خطابات العنف القائمة على الدين والجنس واللون والعِرق، وذلك بالتعاون مع المنظمات الأممية بما في ذلك مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، المنتدى الاقتصادي العالمي، ومجلس القادة المسلمين الأوروبيين، مجلس القيادة الإسلامية اليهودية، والاتحاد البوذي الأوروبي، وغيرها من المنظمات، لتسليط الضوء على الحاجة المًلِحة إلى منظور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز جهود مكافحة العنصرية والتطرف على مستوى الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى تطوير الدليل المرجعي للقادة الدينيين حول مكافحة خطابات الكراهية ومعالجتها في أوروبا.
وقد أطلق (كايسيد) في العاصمة البلجيكية بروكسل مبادرة لـ (تطوير الدليل المرجعي للقادة الدينيين) تهدف إلى تزويد القيادات الدينية في أوروبا بالأدوات اللازمة لمعالجة خطابات الكراهية داخل مجتمعاتهم، وتمكينهم من توظيفها من أجل التماسك الاجتماعي وبناء السلام ومكافحة التطرف، ومن المقرر أن يكتمل الدليل بحلول نهاية 2025.
ونظّم (كايسيد) في (نوفمبر) 2024 بالعاصمة البلجيكية (مائدة مستديرة) تحت عنوان: (لماذا الدين مهم: نحو الإستراتيجية الأوروبية ضد العنصرية)، بمشاركة مجموعة تضم 25 من القيادات الدينية الدولية وخبراء لمناقشة الدور الحاسم الذي تؤديه المجتمعات الدينية في مكافحة العنصرية في جميع أنحاء أوروبا، وتضمن الحدث مناقشات حول سُبل تعزيز المجتمعات الشاملة والمساواة، وتأثير ثقافة وقيم الحوار بين الأديان، في مجالات مثل: التعليم، التمكين الاقتصادي، الاستقرار المجتمعي، والصحة العقلية، مع التركيز في المناقشات على كيفية مساهمة هذه القيم في معالجة الأسباب الجذرية للتمييز والتشدد والاستقطابات الحادة المتطرفة، إضافة إلى دعم تنفيذ إستراتيجية الاتحاد الأوروبي نحو بناء مجتمعات أكثر شمولًا ومساواة.
وقد ارتفع مستوى التعاون في الربع الأخير من 2024 بين (كايسيد) والبرلمان الأوروبي، وانعكس إيجابًا في العديد من المبادرات حيال ترسيخ الالتزام بتعزيز (الوحدة في التنوع) في الفترة من 19 (نوفمبر) وفي الثالث من (ديسمبر) على التوالي، برعاية مشتركة مع عضو البرلمان الأوروبي النمساوي لوكاس ماندل.
وعززت مناقشات مخصصة ضمن السياسة البرلمانية الأوروبية في الفترة ذاتها بحضور عضو البرلمان الأوروبي البرتغالية ليديا بيريرا، مكانة (كايسيد) الدولية حيال تعزيز الحوار الشامل أداة رئيسة لدعم المجتمعات وتطوير قيم ومشاعر الانتماء إليها، وقد جمعت تلك المحادثات 120 ممثلًا من المؤسسات الأوروبية والمنظمات الدينية لمناقشة كيف أن منظور الحوار بين أتباع الأديان ضروري لترسيخ "ثقافة الترحيب"، وبناء مجتمعات يمكن للأشخاص من خلفيات دينية وإثنية وثقافية متنوعة التعايش بها والمساهمة في تحقيق فرصها نحو التطور والتنمية المستدامة.
وقد أكد (كايسيد) خلال المناقشات حرص المركز على تعزيز القيم المشتركة للحوار والسلام والإنسانية وتوظيفها في مكافحة الانقسامات الدينية والثقافية والعرقية، وخلصت المناقشات إلى أنه: في النسيج الاجتماعي الأوروبي فإن الحوار بين الأديان بعيدًا عن كونه مناقشة فكرية أو عقائدية، فهو في المقام الأول ضرورة اجتماعية، ونهج مهم نحو توحيد الجهود الرامية إلى تماسك المجتمعات الأوروبية وتعزيز المصالحة بين مختلف مكوناتها.
وفي الفترة من 13 - 15 (نوفمبر) 2024 واصل (كايسيد) عبر برنامجه (الزمالة الدولية) جهوده في دولة التشيك، إذ كان مُمثلًا في مؤتمر نظمته وزارة الخارجية التشيكية ومجموعات العمل ذات الصلة التابعة للتحالف الدولي للحرية الدينية أو المعتقد (IRFBA) وأمانة الحريات الدينية الدولية (IRF) في براغ، بحضور 150 مشاركًا من 38 دولة، بهدف استكشاف الشراكات المحتملة مع منظمات مثل: التحالف الدولي للحرية الدينية أو المعتقد، مؤسسة تمبلتون الدينية، جامعة كارلوفا أو (تشارلز) كما تُسمى، وهي أقدم الجامعات التشيكية، وغيرها من المؤسسات التي حرص (كايسيد) على بناء جسور من التواصل والتعاون المشترك معها لتحقيق أهدافه حيال توظيف قيم الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في تحقيق السلام المجتمعي، وتعزيز دور المؤسسات الدينية والإعلامية في رفع مستوى الوعي بأهمية التنوع الإنساني، والاندماج،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة